طائر فينش الأرجواني وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر فينش الأرجواني (Purple Finch) هو طائر صغير يجعل وجوده محسوسًا بصوت عالٍ ومبهج يمكن سماعه طوال العام، وباعتبارها واحدة من أكثر العصافير شيوعًا وشعبية في أمريكا الشمالية فإنّها تنجذب غالبًا إلى مغذيات الطيور خاصة تلك التي تحتوي على بذور عباد الشمس بالزيت الأسود، وهناك نوعان فرعيان منفصلان من طائر فينش الأرجواني، بينما الأنواع الفرعية للساحل الغربي لها ذيل أطول وأجنحة أقصر، وطائر فينش الأرجواني هو طائر يظل على اتصال مع زملائه في القطيع أثناء الطيران بصوت حاد، وهو طائر ولاية نيو هامبشاير.

موطن طائر فينش الأرجواني

طائر فينش الأرجواني هو طائر له توزيع واسع عبر الغابات والبيئات الحضرية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، باستثناء شمال كندا وأجزاء من غرب الولايات المتحدة، وتفضل الإقامة على طول حافة الغابات المفتوحة الصنوبرية أو الغابات الصنوبرية النفضية المختلطة، ويشمل نطاقها أيضًا الحدائق والمراعي والبساتين، كما تبني أنثى العصافير عشًا على شكل كوب من الأغصان والأعشاب والجذور والطحلب في أغصان الأشجار الصنوبرية، ويستغرق بناء العش بالكامل حوالي ثلاثة إلى ثمانية أيام، وتقضي هذه الطيور موسم التكاثر في جنوب كندا ونيو إنجلاند وساحل المحيط الهادئ ثم تسافر جنوبًا لفصل الشتاء، وكلما زاد عدد السكان خلال العام تشير الدلائل إلى أنّ هذا النوع سيوسع بشكل كبير توزيع نطاق فصل الشتاء.

مظهر طائر فينش الأرجواني

طيور فينش الأرجواني هي طيور صغيرة نسبيًا حيث يبلغ طولها حوالي 6 بوصات ولها جسم قوي وذيل طويل ونفس المنقار المخروطي الذي تشتهر به العديد من أنواع العصافير، وعلى الرغم من الاسم فإنّ طائر فينش الأرجواني ليس أرجوانيًا على الإطلاق، وبدلا من ذلك الأنثى لها مؤخرة بنية وصدر أبيض وبطن مع خطوط بنية، ويبدو أنّ الذكر البالغ قد تلطخ باللون الأحمر في جميع أنحاء الرأس والظهر والبطن، وقد تلعب شدة اللون دورًا في الإشارة للإناث إلى الصحة العامة واستحسان الطائر بناءً على ما يأكله.

حمية طائر فينش الأرجواني

مثل معظم العصافير تعتبر هذه العصافير من آكلات البذور الثقيلة، وفي الواقع هذا النوع له منقار حاد ومكيف جيدًا لتكسير البذور المفتوحة، وعلى الرغم من أنّ عاداتها الغذائية تتغير مع المواسم والتوزيع إلّا أنّ هذه الطيور سوف تتغذى على بذور الدردار واللثة الحلوة والجميز والرماد والأرز الأحمر والعرعر وأشجار الزنبق، وستكمل العصافير أيضًا نظامها الغذائي بالفواكه والبراعم والحشرات.

طائر فينش الأرجواني والتهديدات

تواجه هذه العصافير العديد من التهديدات من الأمراض والحيوانات المفترسة وطفيليات الحضنة (الطيور الأخرى التي تحل محل بيض العصافير ببيضها)، وعلى الرغم من ذلك فإن القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) تصنف حاليًا طائر الفينش الأرجواني على أنه نوع من الأنواع الأقل إثارة للقلق، وعادة ما يتم افتراس العصافير البالغة من قبل بومة الحظيرة والميرلين والعاسر الأمريكية والطيور الزرقاء والقطط وحتى الكلاب، ويتم اقتحام الأعشاش أيضًا بواسطة السناجب والأغراس والجايز.

هو نوع أحادي الزوجة على الرغم من أنّ طول الرابطة الزوجية غير معروف، ويقوم الذكور بعروض التودد المتقنة لجذب زملائهم، وبمجرد أن تكون الأنثى في منطقته يرفرف الذكر بسرعة بجناحيه أثناء القفز ويدفع صدره ويرفع ريش قمته ويصعد ذيله ويغني هجينة ناعمة، وأثناء هذا العرض غالبًا ما يحتفظ بمواد التعشيش في منقاره، ثم يطير الذكر مباشرة لأعلى إلى ارتفاع يصل إلى حوالي 30 سم، وعند الهبوط يتدلى جناحيه ويستخدم ذيله لدعمه وهو يرفع رأسه ويميل جسده للخلف قدر الإمكان، وقد تستجيب الإناث المهتمة بتدلي أجنحتها ورفرفة أجنحتها أو البدء في البحث عن موقع تعشيش.

مجرد وصول موسم التكاثر بين أبريل وأغسطس تشكل طيور فينش الأرجواني أزواجًا أحادية الزواج مع بعضها البعض، وعلى الرغم من أنّه ليس من الواضح إلى متى تستمر هذه الروابط، ومن أجل جذب رفيقة سيُظهر الذكر عرضًا رائعًا للتودد، وسوف يقفز حوله وينفخ صدره ويرفع ريش قمته ويطلق ذيله ويبدأ في الاهتزاز، وسوف يطير أيضًا في الهواء ويهبط مع إمالة جسده للخلف.

يتكاثر طائر فينش الأرجواني مرة واحدة سنويًا بين شهري أبريل وأغسطس، وبعد تكوين الزوج تختار الأزواج موقع التعشيش المناسب الذي يكون غالبًا في فروع الصنوبرية، وتكمل الأنثى معظم بناء العش بمفردها بمساعدة الذكر فقط من حين لآخر، وتقوم ببناء عش على شكل كوب من الأغصان أو الجذور أو الأعشاب أو الشعر أو الطحالب، وتستغرق عملية البناء عادةً من 3 إلى 8 أيام، وبعد يوم إلى خمسة أيام من اكتمال العش تضع الأنثى من 4 إلى 6 بيضات ذات لون أزرق مخضر ومرقط باللون البني أو الأسود، وتقوم الأنثى بمفردها بتطوير رقعة حضنة وبالتالي فهي تؤدي جميع واجبات الحضانة.

بعد اختيار رفيقة ستنتج الأنثى ما بين ثلاث إلى ست بيضات مرقطة في المرة الواحدة، وهي وحدها المسؤولة عن تفريخ البيض بينما يخرج الذكر للبحث عن الطعام وإحضار الطعام لها، وبعد أسبوعين من الحضانة تولد الكتاكيت غير الناضجة بلا حول ولا قوة وبدون ريش طيران، كما إنّهم يعتمدون كليًا على والديهم الذين يطعمونهم بالبذور المتقيئة.

خلال هذا الوقت غالبًا ما يقدم الذكر الطعام للأنثى سواء كانت داخل العش أو خارجه، ويفقس الصغير بعد فترة حضانة متوسطة تبلغ 13 يومًا ويبدأ الصغار بعد 13 إلى 16 يومًا إضافيًا، ويتم تغذية الفراخ من قبل الوالدين لفترة زمنية غير معروفة، وقد تتكاثر صغار طائر فينش الأرجواني خلال موسم التكاثر التالي عندما يكون عمرها أقل من عام واحد.

على الرغم من أن الكتاكيت غير الناضجة ستنمو بعد 13 إلى 16 يومًا فقط إلّا أنّ الوالدين سيستمران في إطعامهم خلال الأشهر القليلة الأولى من حياتهم، وبحلول الخريف وصلوا إلى مرحلة النضج وسافروا مع القطيع إلى مناطق الشتاء، وبمجرد عودتهم تكون هذه الطيور الجديدة جاهزة للتكاثر في الموسم التالي، ويمكن أن يصل الحد الأقصى لعمر هذه العصافير إلى 14 عامًا في البرية، ومع ذلك وبسبب العديد من التحديات التي تواجهها من الأمراض والحيوانات المفترسة فإنّ متوسط ​​العمر لطائر فينش الأرجواني لا يعيش إلّا حوالي عامين، ولا يعيش الكثيرون بعد الأشهر القليلة الأولى من حياتهم.

كما تعد هذه الطيور من الأنواع الاجتماعية التي تتجمع في قطعان تصل إلى 200 طائر في فصل الشتاء، ويمكن أن تتكون هذه القطعان من طيور الحسون الأمريكية وردية اللون وأنواع أخرى من العصافير، وبمجرد حلول موسم التكاثر سيصبح الذكور إقليميين للغاية، كما إنّهم ينقلون استياءهم إلى المتسللين بأوضاع جسدية عدوانية وأصوات صراخ عالية.

تقدر منظمة الحفظ شركاء في الطيران (Partners in Flight) أنّ هناك حوالي 6.4 مليون من هذه العصافير في جميع أنحاء العالم، ويبدو أنّ الأرقام آخذة في التناقص وربما بسبب المنافسة مع عصفور المنزل المرتبط ارتباطًا وثيقًا في نطاقها المتداخل، وتم إدخال هذا النوع فقط إلى شرق الولايات المتحدة في الأربعينيات من القرن الماضي وواجهت العصافير الأرجواني صعوبة في التكيف مع وجودها منذ ذلك الحين.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: