اقرأ في هذا المقال
ما هي الثدييات؟
الثدييات: هي فرع حيوي يَشمل الكائنات الحيّة التي يغطي جسمها الشعر، وترضع صغارها عن طريق الغدَد الثديية، ويتواجد على سطح الكرة الأرضية ما يقارب 4600 نوع من الثدييات.
هي أرقى الفقاريات تشترك مع الطيور في كونها ذات دم دافئ فيقوم الجسم بتنظيم درجة حرارة الجسم الثابتة. وتشترك الطيور والزواحف في كونها تنضم إلى مجموعة الرهليات، التي تنمو أطوارها الجنينية محاطة بغشاء الرهل (الأمونيوم) كأحد الأغشية الجنينية كما تتميز الثدييات بوجود غدد ثديية أو لبنية فعّالة لدى الأنثى لإرضاع الصغار، بالإضافة إلى وجود شعر غير موجود في أيّ فقاريات أخرى.
نشأة الثدييات:
نشأت الثدييات عن زواحف شبيهة بالثدييات المعروفة بالزواحف الثدية في أوائل الحقبة المتوسطة مثل ظهور الديناصورات. تلك الأنواع المندثرة التي كانت صغيرة الحجم، وكان لها بعض التركيبات الشبيهة بتركيبات الثدييات، حيث استبدلت أطراف الزواحف المتباعدة عن الجسم بأطراف مستقيمة ملتصقة بالجسم تعمل على رفع الجسم بعيدًا عن الأرض، فتساعد على السرعة والكفاءة في الصيد. كذلك تم فصل الممرات الهوائية عن الممرات الغذائية بالفم، ممّا ساعد الحيوان على التنفس أثناء القبض على الفريسة بفمه كما أن المفصل القوي للفك مكّن الحيوان من إطالة عملية المضغ والهضم المبدئي بالفم.
عند اختفاء الديناصورات في أواخر الحقبة المتوسطة وأوائل الحقبة الحديثة، انتشرت الثدييات فجأة، وتنوعت فظهرت منها أنواع متباينة، منها ما هو كبير ومنها ما هو ضخم مثل الفيل والحوت، وتأقلمت على المعيشة في بيئات مختلفة عديدة على الأرض في الصحارى والغابات، وبالبحار والمحيطات مثل الحوت في البحار والخفاش في الجو وغير ذلك.
خصائص الثدييات:
تتميز الثدييات بما يلي:
- الجسم مغطى بشعر، إما في مناطق محدودة، حيث من الممكن أن يغطى الجسم كله كالفراء، أو يغطي جسم الجنين ثم يتساقط في الطور اليافع وينحصر كشعر قليل في أماكن محدودة.
- وجود غدد ثديية أو لبنية تغذي بها الإناث صغارها.
- ذات دم دافئ فهي تحافظ على درجة حرارة الجسم ثابتة.
- الجلد مزود بغدد عرقية ودهنية وثديية وذات رائحة.
- وجود حواس خاصة مزدوجة في منطقة الرأس ذات كفاءة عالية، ودماغ تام التكوين ذو فصين نصف كرويين كبيرين، بهما قشرة من المادة السنجابية تشتمل على العديد من الخلايا العصبية تلك القشرة قد تكون ثنيات لزيادة السطح العصبي، ويوجد 12 زوجا من الأعصاب المخية (القحفية).
- وجود سقف حلق ثانوي، أسفل الأولي يفصل بين الممرات الهوائية والغذائية في تجويف الفم، فيتمكن الحيوان من التنفس أثناء بلعه الطعام.
- وجود أسنان غير متجانسة، تتميز إلى قواطع لقطع الطعام وأنياب لتمزيقه وضروس أمامية وخلفية لطحنه.
- الجفون متحركة، وتوجد آذان خارجية على هيئة قناة طولية نسبيا، ذات صوان أذن في معظمها لتجميع الموجات الصوتية نحو الداخل.
- وجود سبع فقرات عنقية بصفة ثابتة حتى لو اختلف طول الرقبة، فهي سبعة في الفأر وسبعة في الزرافة.
- وجود حجاب حاجز عضلي، يفصل بين منطقة الصدر التي تحتوي على القلب والرئتين، ومنطقة البطن التي تضم بقية الأحشاء.
- القلب مكون من أربع حجرات تامة الانفصال، كما أن خلايا الدم الحمراء فقدت أنويتها أثناء النمو.
- الكلى بعدية وتفتح الحوالب عادة في مثانة بولية.
- الأجناس منفصلة، ويوجد قضيب في الذكر وخصي عادة بداخل كيس الصفن ومبايض بالأنثى وقنوات بيضية ومهبل.
- الإخصاب داخلي وتنمو الأجنة في الرحم بواسطة اتصال مشيمي فيما عدا الثدييات الأولية فهي بيوضة توجد أغشية جنينية ويتحدد جنس الجنين بواسطة الذكر لأن بخلاياه كروموسوما جنسيا غير متجانس xy، والأنثى متجانس xx.
طوائف الثدييات:
تنقسم الثدييات إلى تحت طائفتين الأولية والثديية:
- طويئفة الثدييات الأولية:
تشمل رتبة واحدة هي وحيدة المسلك وهي ثدييات بيوضة، ولكن بها غدداً لبنية وحجاباً حاجزاً ويغطي جسمها شعر وبقية صفات الثدييات الأخرى ومنها منقار البط وآكل النمل الشوكي ذو البوز الطويل الضيق تعيش تلك الحيوانات في أستراليا، تاسمانيا وغينيا الجديدة. - طويئفة الثدييات الرئيسية:
وتضم دون طائفتي الثدييات البعدية والحقيقية و المشيمية.
- دون طائفة الثدييات البعدية: وهي الثدييات الكيسية وتتبعها رتبة واحدة هي رتبة الكيسيات، مثل الأبوسام في أمريكا والكنغر والكؤالا وذئب تاسمانيا في أستراليا، وهي ثدييات وإن كانت تلد إلا أنها تضع صغارها غير مكتمل النمو وتكمل تلك الأجنة نموها داخل كيس في منطقة بطن الأم.
- دون طائفة الثدييات الحقيقية: وهي ثدييات مشيمية، فيها مشيمة يتعلق بها الجنين بجدار الرحم الداخلي، ويغذي بواسطتها فتوصل إليه المواد الغذائية والأكسجين من دم الأم وتعيد لدم الأم الفضلات وثاني أكسيد الكربون أي أن المشيمة عضو تغذية وتنفس وتتكون المشيمة من جز جنيني من الكرريون وجزء أموي من جدار الرحم وتتلامس الأوعية الدموية في الاثنين، ولكن دون اختلاط للدم بينهما ويتم سريان المواد بواسطة عملية الانتشار.
- دون طائفة الثدييات المشيمية: وتنقسم الثدييات المشيمية إلى 16 رتبة من ثدييات متنوعة، تختلف في بيئاتها وتغذيتها وطرق معيشتها وغير ذلك نذكر فيما يلي نبذة عن بعض الرتب الهامة المألوفة:
- رتبة آكلات النمل مثل المدرع والكسلان.
- رتبة الأرنبيات، منها الأرانب والأرنب البرية.
- رتبة القوارض، منها السنجاب والفئران والجرذان.
- رتبة آكلات الحشرات مثل الذباب والقنفذ والخلد.
- رتبة آكلات اللحم، مثل الكلاب والقطط والذئاب والدببة والعرس والنمور والأسود والفهد، كما تشمل أنواعاً عديدة ذات فراء كالثعالب.
- رتبة الخفافيش وتشمل الخفافيش وهي الثدييات الوحيدة الطيارة، فيها الأطراف الأمامية تحورت، الأصبع الأول (الإبهام) قصير وله مخلب.
- رتبة الرئيسيات وهي أرقى الثدييات، وتشمل النمورات والقردة والقردة العليا وهي الشمبانزي والغوريلا والأورانج أوتان (إنسان الغابة).
- رتبة الحيتان وهي ثدييات بحرية تشبه الأسماك وتضم الحيتان والدولفينات وخنازير البحر والحيتان جلدها به شعر قليل على الفم فقط، ولا توجد غدد بالجلد ما عدا اللبنية وغدد العين. ولا يوجد أذن خارجية والأعين صغيرة. وتنقسم الرتبة إلى حيتان ذات أسنان (دولفين، خنازير البحر، وحوت العنبر أو سبيرم هويل) وحيتان البالين عديمة الأسنان، وهي عادة أكبر من الحيتان السنية، ومنها الحوت الأزرق ويعتبر أكبر الحيوانات التي عاشت على الأرض وبدلاً من الأسنان فإن حوت البالين له تركيب متميز يعمل كمصفاة يُسمّى عظمة البالين تتصل بسقف الحلق، وتستخدم لتصفية الكائنات البحرية الدقيقة من الماء.
- رتبة الخرطوميات تضم الأفيال وهي أكبر الحيوانات الأرضية الموجودة حالياً تستطيل القواطع العلويتان لتكونا ما يعرف بأنياب الفيل ويوجد نوعان من الفيلة: الفيل الهندي وله آذان صغيرة، والفيل الأفريقي وله آذانه كبيرة.
- رتبة الثدييات الحافرية ذات الإصبع الفردي وبها عدد فردي من الأصابع لكل حافر قرني (واحد أو ثلاثة) مثل الخيل والحمير والحمير الوحشية والتابير ووحيد القرن وكلها آكلة العشب.
- رتبة الحافريات متساوية الأصابع مثل الخنزير والجمل والغزلان وفرس النهر والماشية والأغنام والماعز معظم هذه الحافريات لها إصبعان بالرغم من أن فرس النهر وأنواع أخرى لها أربعة أصابع ويغلف كل إصبع حافر قرني، وكثير منها له قرون مثل البقر والغزال والأغنام.
طرق معيشة الثدييات:
طرق معيشة الثدييات تتنوّع ظروف المَعيشة لدى الثدييات حسب رُتبتها؛ إذ تقيم أغلبها على اليابسة، وفي حين بعض منها يقيم داخل الماء كالحيتان والدلافين، كما أنّ هناك أنواعٌ أخرى تعيش مُعظم حياتها على الأشجار، وأنواع تقضي حياتها تحت الأرض مثل حيوان الخلد.
تختلف نوعية الغذاء التي تتناولها الكائنات حسب نوع الكائن، ومن المُمكن مَعرفة نوع الغذاء الذي يحصل عليه الكائن من شكل أسنانه؛ فالأنياب الطويلة والحادّة تدل على أن الكائن يعتمد في غذائه على اللحوم، في حين أن وجود القواطع العريضة يدل على أن الكائن آكل للنباتات. تتكاثر الثدييات جنسياً عن طريق اتحاد الحيوان المنوي للذكر ببويضة الأنثى ليحدُث بذلك الإخصاب، فتنتج بُويضة مخصّبة تبقى في رحم الأنثى لحين اكتمال الجنين.
التكاثر في الثدييات:
يحدث هذا النوع التكاثر من عائلة الثدييات، ويتم التكاثر لدى الثدييات عن طريق حدوث الاتصال بين الذكر والأنثى من خلال الاتصال الجنسي من نفس الفصيلة، بحيث يقذف الذكر الحيوانات المنوية في داخل قنوات الجهاز التناسلي للأنثى، وتبدأ الحيوانات المنوية السباحة بحثاً عن البويضة الناضجة من أجل تلقيحها، وفي حال التقاء أحد الحيوانات المنوية مع البويضة يحدث التخصيب وتكوين جنين جديد من نفس الفصيلة، وينمو الجنين في رحم الأنثى لفترة معينة تُسمّى بالحمل وتختلف مدة هذه الفترة من فصيلة إلى أخرى.
وبعد انتهاء فترة الحمل تحدث الولادة وهو خروج الفرد الجديد لهذه الفصيلة على الحياة، كما يختلف عدد الأفراد الناتجة في كل عملية ولادة باختلاف نوع الفصيلة، فالأرنب مثلاً تكون فترة الحمل لدى الأنثى شهر واحد وتلد ما يقارب 12 فرد جديد في كل عملية ولادة، أمّا أنثى الكنغر فتمتد فترة الحمل لديها 200 يوم وتضع مولود واحد فقط.