عسر شحميات الدم:
عسر شحميات الدم هو عامل خطر هام قابل للتعديل لتطور تصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن عسر شحميات الدم يرتبط بأكثر من 50٪ من الحالات العالمية لأمراض القلب الإقفارية وأكثر من 4 ملايين حالة وفاة سنويًا، إذ ترتبط حوالي 80٪ من اضطرابات الدهون بالنظام الغذائي ونمط الحياة والباقي عائلي.
تشمل الفئات الأساسية لخلل الدهون ما يلي:
- ارتفاع كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL).
- كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (HDL).
- البروتين الدهني الزائد “أ”.
- زيادة شحوم الدم.
- دسليبيدميا تصلب الشرايين.
- اضطرابات الدهون المختلطة.
يعاني معظم المرضى من خلل شحميات الدم المختلط مع ارتفاع (LDL) وانخفاض (HDL)، حيث يظهر هذا بشكل شائع في مرضى السكري، إذ تقدر جمعية القلب أن أكثر من 100 مليون لديهم مستويات كولسترول إجمالية تزيد عن 200 مجم/ ديسيلتر (مرتفع بشكل معتدل) وأكثر من 34 مليون لديهم مستويات أعلى من 240 مجم/ ديسيلتر مرتفع يتطلب العلاج، حيث أن العلاقة بين عسر شحميات الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية مباشرة ومفهومة بشكل واضح.
يعد عسر شحميات الدم شرطًا أساسيًا لتطور مرض تصلب الشرايين القلبي الوعائي، ولوحظ غياب شبه كامل لأمراض القلب التاجية السريرية (CHD) فقط في السكان الذين يعانون من نقص كوليسترول الدم مدى الحياة، كما هو الحال مع ضغط الدم تتعقب مستويات الدهون خلال الطفولة.
أثبتت دراسات التشريح باستمرار ظهور عملية تصلب الشرايين لدى المراهقين، وقد أكدت دراسة بوجالوزا للقلب الارتباط القوي بين مستويات الكوليسترول قبل الوفاة وتصلب الشرايين بعد الوفاة لدى المراهقين والشباب، حيث تبدأ الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة البلوغ بتشخيص وعلاج عسر شحميات الدم في الطفولة والمراهقة.
يمكن القول أن عسر شحميات الدم هو أكبر عامل يساهم في الإصابة بتصلب الشرايين وما تلاه من أمراض القلب والأوعية الدموية في السمنة، حيث أن العلاقة بين السمنة وعسر شحميات الدم معقدة بطبيعتها وتتأثر بشكل مباشر بتوزيع الدهون في الجسم ومقاومة الأنسولين والدهون البنية.
إن الانتشار المتزايد للسمنة في العالم يجعل المراقبة المثالية للدهون أكثر أهمية، حيث تشير التطورات الحديثة في الأبحاث إلى الابتعاد عن النظر إلى (LDL) والنظر أكثر في البروتين الشحمي (B و non-HDL) مما يعطي صورة أفضل عن العبء الحقيقي لتصلب الشرايين.
نظرًا لطبيعة انتشار خلل شحميات الدم والسمنة وحجم أهميتها للرعاية الصحية سيكون هناك وفرة من الأبحاث في المستقبل تحديدًا في أهداف علاجية جديدة لخلل شحميات الدم.
عسر شحميات الدم الثانوي:
غالبًا ما يرتبط عسر شحميات الدم الشائع بحالات أخرى مثل مرض السكري من النوع 2 والسمنة وإدمان الكحول وقصور الغدة الدرقية والحمل والفشل الكلوي أو تعاطي المخدرات ومن ثم يطلق عليه اسم ثانوي.
غالبًا ما يكون لخلل شحميات الدم الثانوي مكون وراثي قوي نظرًا لأن بعض الحالات المتفاقمة غالبًا ما تكون مرتبطة بشكل متكرر ولكنها غير مرتبطة بشكل عام، مما يشير إلى أن الأشخاص الذين يصابون بخلل شحميات الدم الثانوي قد يكون لديهم عيب استقلابي خفي موروث يمنح القابلية للإصابة.
على سبيل المثال السمنة البطنية، متلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري من النوع 2 لها تأثيرات مهمة على استقلاب البروتين الدهني وكلا هاتين السمتين متوارثة بشكل كبير، ومن المهم التمييز بين خلل شحميات الدم الأولي والثانوي، لأن هذا قد يحدد وسائل التدخل المفضلة.
ارتفاع شحوم الدم:
من المعروف أن خلل شحميات الدم يحدث مع استخدام مثبطات الأنزيم البروتيني ومع ذلك، فإن تواترها يختلف من ارتباط متزايد مع ريتونافير إلى ارتباط محدود بعوامل أحدث، مما يشير إلى أن فرط شحميات الدم قد يكون سمية خاصة بالعقار بدلاً من سمية خاصة بالفئة.
إلى جانب ذلك فقد يختلف حجم التغييرات بشكل كبير ويحدث بشكل غير متسق، وفي كثير من الأحيان يكون عسر شحميات الدم المصاحب للفيروسات القهقرية شديدًا بدرجة كافية بحيث يتطلب التدخل العلاجي.
مؤشرات المراقبة والتدخل في علاج عسر شحميات الدم المصاحب لفيروس العوز المناعي البشري هي نفسها بين السكان غير المصابين، حيث قد يستجيب فرط كوليسترول الدم لمثبطات اختزال هيدروكسي ميثيلجلوتاريل (CoA) الستاتين، وهناك خطر متزايد لتراكم الدهون مع مثبطات الأنزيم البروتيني وما إذا كانت أدوية معينة مرتبطة بشكل أقوى بهذه السمية غير واضح.