عصفور المنزل وصغاره

اقرأ في هذا المقال


عصفور المنزل (House Finch) هو أحد أنواع الطيور الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، حيث يتميز عصفور المنزل بالريش الملون ومنقار قوي التكييف جيدًا لأكل البذور، وهو عضو في عائلة العصافير الحقيقية ذات الاسم العلمي (Fringillidae)، ومن الممكن في كثير من الأحيان سماع أصواتهم المشرقة والمبهجة في الربيع والصيف حتى بدون رؤيتهم، ويتردد عصفور المنزل في إعدادات الضواحي عبر أمريكا الشمالية جنبًا إلى جنب مع الغابات المفتوحة وحواف الحقول المليئة بالفرشاة والصحاري.

موطن عصفور المنزل

طائر عصفور المنزل هو طائر يحتفظ بأراضي كبيرة في معظم أنحاء الولايات المتحدة والمكسيك بالإضافة إلى الأجزاء الجنوبية من كندا، وكانت هذه الأنواع مستوطنة بالكامل في الغرب، ولكن بعد إدخالها إلى الشرق في الأربعينيات من القرن الماضي وسرعان ما انتشرت إلى بقية الولايات المتحدة، وتم إدخاله أيضًا إلى هاواي في أواخر القرن التاسع عشر، وعصفور المنزل قابل للتكيف مع أي بيئة تقريبًا داخل هذا النطاق بما في ذلك السهول والغابات والصحاري، كما أنّه يتعايش بشكل معقول مع الناس، كما تقوم أنثى العصافير ببناء عش صغير على شكل كوب من العشب والأغصان والأوراق والجذور والريش وحتى الحطام الصغير.

مظهر عصفور المنزل

عصفور المنزل هو طائر صغير لا يزيد طوله عن 6 بوصات ويبلغ طول جناحيه 10 بوصات، وله منقار قصير لكن قوي البنية وذيل ذو رأس مربع وجسم بني مع خطوط داكنة على جانبيها، ويتزين الذكر البالغ بالريش الأحمر حول رأسه وكتفيه ويمتد إلى أسفل أجزاء المعدة والظهر، وتعتمد شدة اللون على كمية الثمار في نظامها الغذائي والتي تختلف باختلاف الفصول، وعصفور المنزل هو نوع اجتماعي يتجمع في قطعان كبيرة للحماية.

تُظهر هذه القطعان سلوكًا هرميًا متميزًا، حيث تهيمن الإناث على الذكور، وتصدر العصافير أغنية بصوت عالٍ بعد شروق الشمس وقبل غروب الشمس مباشرة في موسم التكاثر، وتصبح هذه الأغنية أكثر حدة خلال فترات الخطوبة والتعشيش، كما تعتبر وضعية الجسم والريش من الجوانب المهمة لتواصلهم، وفي معظم نطاقه يعد هذا الطائر طائرًا ثابتًا لا يبتعد بعيدًا عن أراضيه، ولكن بعض السكان في الشمال والشرق يهاجرون جنوبًا لفصل الشتاء.

حمية عصفور المنزل

على عكس العديد من أنواع العصافير الأخرى فإنّ عصفور المنزل من الطيور التي سوف تتغذى على الأشجار والأرض، وعندما تكون على الأرض تحب هذه الأنواع العلف في قطعان كبيرة للحماية أو الاحتفاظ بمكانة عالية بالقرب منها في حالة رؤيتها للحيوانات المفترسة، ويشرب عصفور المنزل أيضًا مرة واحدة يوميًا عن طريق امتصاص الماء في منقاره وإمالة رأسه للخلف، ويأكل هذا العصافير مزيجًا من الحبوب والبذور والبراعم والزهور، وبعض بذوره المفضلة تشمل عباد الشمس والهدال والهندباء والشوك.

عصفور المنزل والتهديدات

تقع هذه العصافير فريسة بأعداد كبيرة للحيوانات المفترسة ولكنها تكيفت جيدًا مع النشاط البشري، وتصنف القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) حاليًا هذا النوع على أنّه أقل إثارة للقلق، وغالبًا ما تفترس عصافير المنزل القطط المستأنسة وصقور كوبر والراكون والظربان والثعابين والسناجب والجرذان والسنجاب والغربان والطيور الزرقاء سوف تهاجم أعشاش البيض.

تكاثر عصفور المنزل والصغار

عصفور المنزل قد تبدأ الأزواج في التكون داخل القطعان في الشتاء وقد تظل بعض الطيور المزدوجة معًا طوال العام، وفي موسم التكاثر يؤدي الذكر عرض أغنية الطيران ويغني بينما يرفرف بضربات الجناح البطيئة ثم ينزلق للأسفل، ويغذي الذكر الأنثى أثناء الخطوبة والحضانة، ويمكن للذكور الغناء في أي وقت من السنة كما تغني الإناث خلال فصل الربيع، والعش يكون في مجموعة متنوعة من المواقع خاصة في الصنوبريات والنخيل واللبلاب على المباني والصبار والثقوب في الهياكل من صنع الإنسان بمتوسط 12-15 قدمًا فوق سطح الأرض.

ومن الممكن أن يستخدم أحيانًا مواقع مثل التجاويف وأحواض الزراعة المعلقة والأعشاش القديمة للطيور الأخرى، والعش (الذي تصنعه أنثى في الغالب) عبارة عن كوب مفتوح من الحشائش أو الأعشاب أو الأغصان الدقيقة أو الأوراق أو الجذور وأحيانًا مع إضافة الريش أو الخيط أو غيرها من الحطام.

يؤسس عصفور المنزل روابط زوجية أحادية الزواج في الشتاء من خلال الانخراط في العديد من سلوكيات الخطوبة، ولإظهار اهتمامهما يمكن للزوجين لمس المناقير وإطعام بعضهما البعض، ولكن إلى حد بعيد يُطلق على أكثر عروض التودد أناقة اسم رحلة الفراشة، ويرتفع الذكر حتى ارتفاع 100 قدم في الهواء ثم ينزلق عائداً إلى جثمه بينما يغني طوال الطريق، ويبدو أنّ الإناث تفضل الذكور ذات الألوان الزاهية لأنّ اللون الأحمر الساطع هو مؤشر على استهلاك الذكر للفاكهة، وبالتالي قدرته على البحث عن الطعام أو قوته أو رغبته في ذلك.

يستمر موسم التكاثر الفعلي بين مارس وأغسطس من كل عام، وبعد بناء عشها تنتج الأنثى ثلاثة إلى ستة بيضات زرقاء أو خضراء-بيضاء في المرة الواحدة ثم تحضنها لمدة أسبوعين تقريبًا حتى يفقس الصغار، ويتناوب كلا الوالدين على إطعام الكتاكيت بالبذور المتقيئة.

تضع الأنثى بيضًا من 4-5 وأحيانًا 2-6، ومن الممكن أن يكون لونها أزرق شاحب مع نقاط سوداء وخزامى في الغالب في نهاية أكبر، وحضانة الأنثى حوالي 13-14 يوم، ويقوم العصافير الشباب مع كلا الوالدين يطعمان الصغار، ويترك الصغار العش بعد حوالي 12-15 يومًا من الفقس، وما يصل إلى 3 حاضنات في السنة وربما أكثر في بعض الأحيان.

بعد زراعة ريش الطيران تغادر الفراخ العش بعد حوالي 12 إلى 19 يومًا، وتستعد الأنثى بعد ذلك لبناء عش جديد للحضنة التالية من البيض، ويمكنها أن تنتج ما يصل إلى ستة حاضنات في الموسم الواحد، ولكن ثلاثة منها فقط ستنتج أطفالًا حقيقيين، ومتوسط ​​العمر غير معروف تمامًا ولكن أقدم عصفور منزل معروف عاش حوالي 11 عامًا وسبعة أشهر في البرية، وغالبًا ما يتم قطع العمر الافتراضي من قبل الحيوانات المفترسة وغزاة الأعشاش.

في حين أنّ العديد من الأنواع أصبحت أكثر ندرة إلّا أنّ هذه العصافير قد وسعت نطاقها وعدد سكانها في القرن العشرين، وتقدر مجموعة شركاء في الطيران المدافعين عن البيئة أنّه قد يكون هناك ما يصل إلى 40 مليون طائر عصفور منزلي في البرية، وتقديرات أخرى تضع الرقم أقرب إلى 20 مليون.

حالة الحفظ لعصفور المنزل

عصافير المنزل الآن وفيرة في معظم أنحاء أمريكا الشمالية، وفي بعض أجزاء الشرق قد تتنافس العصافير الأرجواني على حساب هذا الأخير، وتضرر السكان المحليون في بعض المناطق بشدة من عدوى بكتيرية تسمى التهاب الملتحمة والتي تتورم أعينهم وتجعل من الصعب عليهم إطعام أنفسهم.


شارك المقالة: