فرط البوتاسيوم في الدم في القطط

على الرغم من أنّ البوتاسيوم ضروري في الجسم إلّا أنّه من الممكن أن يكون لدى القطة الكثير منه، وهذه الحالة تعرف بفرط بوتاسيوم الدم، ويمكن أن تتسبب العديد من المشكلات الصحية المختلفة في ارتفاع مستويات البوتاسيوم، وعلى الرغم من إمكانية علاجها إلا أنها يمكن أن تسبب مشكلات صحية خطيرة إذا تُركت دون رادع وعلاج، وقد لا تظهر على القطة أي أعراض إذا كانت مستويات البوتاسيوم لديها مرتفعة قليلاً فقط ولكن الحالة يمكن أن تتفاقم بسرعة في حالة عدم وجود علاج، وهذا يجعل زيارات الطبيب البيطري الروتينية وفحص الدم من الأمور بالغة الأهمية للحفاظ على صحة القطة.

فرط البوتاسيوم في الدم في القطط

البوتاسيوم هو إلكتروليت أساسي موجود في دم القطط وكذلك البشر، وفي القطط يساعد البوتاسيوم على تنظيم العديد من وظائف الجسم بما في ذلك تقلصات العضلات والنبضات العصبية ووظيفة القلب، وبدونه يصبح القلب والهيكل العظمي وضغط الدم والعضلات غير قادرة على العمل بشكل صحيح، وإذا كان مستوى البوتاسيوم في القطة مرتفعًا قليلاً فقد لا تعطي أي مؤشر على وجود مشكلة في صحتها، ويتم التعبير عن حالة فرط بوتاسيوم الدم من خلال تركيزات البوتاسيوم أعلى بشكل ملحوظ من الطبيعي في الدم، وعادةً ما يتم التخلص من البوتاسيوم في الكلى وزيادة حموضته في دم القط، كما يكون التأثير المباشر على قدرة القلب على العمل بشكل طبيعي؛ مما يجعل هذه الحالة أولوية قصوى.

أعراض فرط البوتاسيوم في الدم في القطط

لسوء الحظ قد لا تظهر الأعراض حتى تعاني القطة بالفعل، وعندما تظهر الأعراض فإنها عادةً ما تشمل ما يلي:

• تشنجات عضلية لا إرادية.

• الخمول الشديد ونقص الطاقة.

• ضعف العضلات.

• الإمساك.

• فقدان الشهية.

• قد تعاني القطة أيضًا من عدم انتظام ضربات القلب إذا كانت مستويات البوتاسيوم لديها مرتفعة، ومن الممكن حدوث نوبات سعال وإغماء إذا كان عدم انتظام ضربات القلب شديدًا.

أسباب فرط البوتاسيوم في الدم في القطط

في القطط الكلى مسؤولة عن تصفية البوتاسيوم الزائد من الدم بحيث يمكن إفرازه عن طريق التبول، ونتيجة لذلك غالبًا ما يكون سبب ارتفاع مستوى البوتاسيوم في القطط هو مشاكل في المسالك البولية، ومع ذلك يمكن أن يكون مرض السكري هو السبب أيضًا، وتشمل الأسباب المحتملة لارتفاع البوتاسيوم ما يلي:

• الفشل الكلوي.

• انسداد المسالك البولية.

• تمزق المثانة (يرتبط عادةً بإصابة رضحية).

• مرض اديسون.

كيفية تشخيص فرط البوتاسيوم في الدم في القطط

يتطلب الكشف عن مستويات البوتاسيوم المرتفعة فحص دم بسيط؛ حيث سيأخذ الطبيب البيطري عينة دم من القطة ويرسلها إلى المختبر ليحدد بالضبط كمية البوتاسيوم الموجودة؛ حيث أنه في القطط يتراوح مستوى البوتاسيوم الطبيعي بين (3.4 و 5.6 MEQ / L)، وعلى الرغم من أن القياس الدقيق يمكن أن يختلف قليلاً من قطة إلى أخرى، إلا أن المستويات من (6 إلى 6.5 MEQ / L) أو أعلى تشير عادةً إلى وجود فائض من الكالسيوم في الدم، إذا كانت مستويات البوتاسيوم في القطة مرتفعة، سيرغب الطبيب البيطري في معرفة السبب وسيبدأ في البحث عن السبب الكامن وراء المشكلة.

كما سيبدأ على الأرجح بتدوين الأرقام الأخرى في تقرير مختبر القطة، كما قد تعاني القطط التي ترتفع فيها مستويات البوتاسيوم و (BUN) والكرياتينين من الفشل الكلوي، وقد تدفع المستويات المرتفعة من البوتاسيوم الطبيب البيطري أيضًا إلى إجراء مخطط كهربية القلب؛ حيث  يقيس هذا الاختبار معدل ضربات قلب القطة ويوضح للطبيب البيطري إذا كانت زيادة مستويات البوتاسيوم في القطة قد تسببت في عدم انتظام ضربات القلب، ونظرًا لأن مستويات البوتاسيوم ترتفع غالبًا نتيجة انسداد في المسالك البولية، فقد يقوم الطبيب البيطري أيضًا بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للبحث عن الانسدادات.

كيفية علاج فرط البوتاسيوم في الدم في القطط

تعتمد خطة العلاج لمستويات البوتاسيوم المرتفعة على السبب الكامن وراء المشكلة؛ حيث سيعالج طبيبك البيطري ارتفاع نسبة البوتاسيوم كأعراض وليس كمشكلة رئيسية للقطة ويمكن أن يعالج أيًا مما يلي:

• الفشل الكلوي: سيساعد هذا الطبيب البيطري على تطوير نظام غذائي يحتوي على نسبة منخفضة من البروتين والفوسفات للقطة، وقد يصف أيضًا دواءً من شأنه أن يرتبط بالبوتاسيوم في جسم القطة حتى يتمكن مرة أخرى من إفرازه من خلال بوله، كما سيستمر العلاج طوال حياة القطة لإبقائها مرتاحة وصحيه قدر الإمكان.

• انسداد المسالك البولية: في حالة وجود انسداد سيقوم الطبيب البيطري بإزالته باستخدام قسطرة كلما أمكن ذلك، وفي حالات الانسداد الشديد قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإزالة الكتلة يدويًا أو إنشاء فتحة جديدة تسمح بمرور البول.

• تمزق المثانة: ستحتاج القطة لعملية جراحية لعلاج المثانة.

• مرض اديسون: نظرًا لأن مرض أديسون يتسبب في انخفاض الهرمونات، فإن العلاج يتطلب دواءً يزيد من كمية هرمون الغدة الكظرية في الجسم، كما يجب الحفاظ على هذا العلاج طوال حياة القطة.

• داء السكري: يتضمن خفض مستويات البوتاسيوم لدى مرضى السكري من القطط استخدام النظام الغذائي والتمارين الرياضية والأدوية للسيطرة على مستويات السكر في الدم لدى القطط، كما يتطلب مرض السكري مراقبة وعلاج مدى الحياة مثل مرض أديسون.

• غالبًا ما يتم إعطاء السوائل للقطط التي تعاني من فرط بوتاسيوم الدم بغض النظر عن السبب في محاولة لزيادة إنتاجها البولي وبالتالي التخلص من البوتاسيوم.

الشفاء من فرط البوتاسيوم في الدم في القطط

القطط التي تعاني من انسداد في المسالك البولية أو تمزق المثانة يجب أن تتعافى تمامًا، وبعد الجراحة قد يحتاج القط إلى طعام أقل لمدة يوم أو يومين، كما سيحتاج إلى مراقبة الجرح بحثًا عن علامات الإصابة أثناء التعافي وزيارة الطبيب البيطري لإجراء فحص ما بعد الجراحة، كما يجب أن تعود القطة إلى طبيعتها في غضون أسبوع إلى 10 أيام إن لم يكن قبل ذلك، وقد يتطلب كل من مرض السكري ومرض أديسون علاجًا ومتابعة مدى الحياة، كما ستُبقي الأدوية القطة بصحة جيدة وسعيدة ولكنها ستكون مطلوبة لبقية حياتها، كما أنه مع العلاج المناسب يمكن للقطة أن تعيش حياة طويلة وصحية مع هذين المرضين.

وعند السيطرة على مرض أديسون ستحتاج القطة إلى حبة يومية أو جرعة شهرية، وتختلف الطرق المستخدمة لعلاج مرض السكري وقد تشمل الحبوب بالإضافة إلى حقن الأنسولين، كما سيكون من الضروري أيضًا مراقبة الدم بانتظام وفقًا لتوجيهات الطبيب البيطري، أما بالنسبة للفشل الكلوي للأسف لا يمكن علاجه، ومع ذلك يمكن إدارته حتى تتمكن القطة من الحفاظ على نوعية حياة ممتازة، وعندما يبدأ العلاج قد يوصي الطبيب البيطري بإجراء فحص دم مرة واحدة شهريًا لمراقبة مستويات البوتاسيوم أثناء تعديل جرعات الدواء، وعندما يعود مستوى البوتاسيوم في القطة إلى وضعها الطبيعي يمكن تقليل تكرار الاختبار.