فيل الغابات الأفريقي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


لطالما اعتبر العديد من العلماء أنّ فيل الغابات الأفريقي يعتبر نوعًا فرعيًا من الفيل الأفريقي، وهو نوع خاص به منفصل عن السافانا الأفريقية أو فيل الأدغال، فهي أصغر من فيلالسافانا المعروف ولها أنياب مستقيمة وتتجه نحو الأسفل على عكس أنياب أفيال السافانا المنحنية، ويكون للأفيالها الذكور أحيانًا أنياب تصل إلى الأرض تقريبًا، ولديهم آذان مستديرة بينما آذان فيل السافانا مدببة أكثر، ويحتوي هذا النوع من الفيل الأفريقي أيضًا على خمسة أظافر في كل مقدمة وأربعة في قدميه الخلفيتين، وهو أكثر تشابهًا مع أظافر الفيل الآسيوي.

النطاق الجغرافي والموطن

توجد أفيال الغابات الأفريقية في وسط وغرب إفريقيا، ويمكن العثور عليها في شمال الكونغو وجنوب غرب جمهورية إفريقيا الوسطى والساحل الجنوبي الشرقي للجابون وجنوب غانا وفي ساحل العاج، والعديد من هؤلاء السكان معزولون عن بعضهم البعض حاليًا.

فيلة الغابات الأفريقية هي الأكثر اكتظاظًا بالسكان في وسط وغرب إفريقيا، وتتميز المناطق ذات الكثافة العالية بغابات مطيرة استوائية منخفضة وغابات مطيرة استوائية شبه دائمة الخضرة وشبه نفضية ومستنقعات، وتغير الأفيال الموائل بشكل موسمي، حيث تسكن مناطق المستنقعات خلال موسم الجفاف ثم تعود إلى مناطق الغابات المطيرة في الأراضي المنخفضة في موسم الأمطار.

أفيال الغابات الأفريقية أصغر من أقاربها أفيال السافانا (Loxodonta africana)، وارتفاع كتف الذكور أكبر من ارتفاع كتف الإناث ويزداد الطول مع تقدم العمر، ومتوسط ​​ارتفاع الكتف ما بين 144 و 155 سم (من 69 إلى 216 سم)، وطول البصمة الخلفية مفيد في تحديد العمر ومتوسط ​​طول البصمة الخلفية هو 24.7 والوسيط 25.8 سم (المدى 12.5 إلى 35.3 سم)، ويعتبر عرض بولي أو البراز عاملاً مفيدًا أيضًا في تحديد حجم الجسم وبالتالي العمر، فمتوسط ​​عرض بولي هو 10 سم (يتراوح من 4 إلى 16 سم).

تشير قياسات الحيوانات البرية إلى أنّ أفيال الغابات الأفريقية تتوقف عن النمو عند حوالي 10 إلى 12 عامًا أي أصغر من أقاربها من أفيال السافانا، وعلاوة على ذلك فإنّ معدلات النمو أقل من أفيال السافانا، وتمتلك أفيال الغابات الأفريقية أيضًا أنيابًا أكثر استقامة وأرق تتدلى عموديًا للمساعدة في المرور عبر الغابات الكثيفة، ولديهم آذان مستديرة على عكس أفيال السافانا التي لها اللوحات المتدلية على طول الحافة العلوية للأذن.

هناك أيضًا اختلافات في شكل الجمجمة بين النوعين فأفيال الغابات الأفريقية لديها نسبة أقل من التهوية وتشكيل خلايا هوائية أو تجاويف في الأنسجة وفي جماجمها مقارنة بأفيال السافانا، كما تمتلك أفيال الغابات الأفريقية 4 أصابع على أقدامها الأمامية و 3 أصابع على أقدامها الخلفية، بينما تمتلك أفيال السافانا الأفريقية 5 أصابع في أقدامها الأمامية و 4 أصابع على أقدامها الخلفية على الرغم من حدوث أنواع هجينة.

تمتلك الأفيال أكبر دماغ من أي حيوان بري ويقع الدماغ في مؤخرة الجمجمة بعيدًا عن الجبهة، وجبينهم يحمل عظم يشبه الإسفنج الذي يعوض عن الوزن الثقيل للجذع، والجذع أكثر حساسية من أصابع الإنسان ويستخدم للإشارة والبوق والأكل والاستحمام والغبار والشم والدفاع، وتُستخدم جذوع الأشجار أيضًا في التنفس خاصةً عندما تسبح الأفيال، ويمكنهم حمل جذوعهم فوق الماء والتنفس من خلالها، وتساعد الآذان الكبيرة لأفيال الغابات الأفريقية على تنظيم درجة الحرارة لأنّ لديها القليل من الغدد العرقية، فيبردون أنفسهم عن طريق إجراء حركة تهوية بآذانهم ويضخون الدم في الأذنين للمساعدة في تبديد حرارة الجسم.

الأفيال لها بشرة حساسة ويمكن أن تكون عرضة لحروق الشمس خاصة عند الصغر، ويساعد جلدهم المتجعد أيضًا في إبقائهم باردين لأنّ الماء محاصر في الشقوق ثم يتبخر بعد ذلك، ويمكن أن تفقد الأفيال 75٪ من حرارة أجسامها باستخدام طريقة التبريد هذه، وتعمل الأقدام الكبيرة والوسادات الدهنية السميكة الموجودة على القدمين كممتص للصدمات للمساعدة في توزيع ضغط كتلة الجسم الكبيرة بالتساوي، وأقدامهم حساسة ويمكن أن تلتقط الاهتزازات عبر الأرض بما في ذلك نداءات الرعد والفيلة من مسافة تصل إلى 10 أميال.

التكاثر والصغار

أفيال الغابات الأفريقية متعددة الزوجات، ويتنافس الذكور للوصول إلى الإناث الشبق ويتزاوج الذكور الأكبر سنًا والأكثر سيطرة بشكل عام مع عدد أكبر من الإناث، ويعاني الذكور من (musth) وهي حالة هرمونية تتميز بزيادة العدوان، وخلال هذه الفترة يفرز الذكر سائلاً من الغدة الصدغية بين العين والأذن، ويبدأ (Musth) في سن 15 و 25 سنة، وهناك علاقة ارتباط موجبة بين العمر وفترة (musth) في ذكور الفيلة، فعادةً ما يعاني الذكور الأصغر سنًا من الضربة القاضية لفترة زمنية أقصر بينما يعاني الذكور الأكبر سنًا منها عادةً لفترة أطول من الوقت.

هناك العديد من السلوكيات التي يقوم بها ذكور الأفيال أثناء وجودها في (musth)، ولديهم نزهة منتصبة في رؤوسهم مرفوعة وأنيابهم مطوية إلى الداخل، وقد يقومون أيضًا بفرك جوانب رؤوسهم على الأشجار أو الشجيرات لنشر رائحتهم القاتلة، وقد يلوحون أو يرفرف آذانهم مما قد ينفخ الرائحة تجاه الأفيال الأخرى، وفي نفس الوقت الذي يتم فيه أداء موجة الأذن قد يتم عبور قعقعة لاذعة، وتعد الدمدمة المطلقة عبارة عن مجموعة مميزة من المكالمات ذات التردد المنخفض والتي قد تصل إلى 14 هرتز، ويقوم الذكور الأصغر سنًا بإجراء هذه المكالمات بشكل أقل تكرارًا من الذكور الأكبر سنًا وعادة ما تستجيب الإناث بمكالماتهم الخاصة.

نظرًا لأن أفيال الغابات الأفريقية من الأنواع المعترف بها مؤخرًا فهناك القليل من المعلومات المحددة المتاحة حول تكاثرها، والمعلومات الواردة هنا تخص الأنواع الشاملة المعترف بها سابقًا من الأفيال الأفريقية، ويذهب الذكور الأصغر سنًا إلى ممارسة الجنس خلال موسم الجفاف ولكن الذكور الأكبر سنًا يذهبون إلى ممارسة الجنس أثناء موسم الأمطار عندما تنزل المزيد من الإناث إلى الشبق.

يستمر الشبق لمدة يومين تقريبًا ويحدث كل 15 أسبوعًا تقريبًا، ويستمر الحمل من 20 إلى 22 شهرًا وبعدها يولد صغير واحد على الرغم من ندرة حدوث التوائم، وترضع الإناث صغارها لمدة تصل إلى 6.5 سنوات على الرغم من أنّ الشباب يبدأون في تضمين الغطاء النباتي في نظامهم الغذائي في السنة الأولى من حياتهم، وقد يرضع الشباب الذكور أكثر من الإناث الشابات ويحدث التلقيح في بعض الأحيان حيث تقوم عضوات أخريات في المجموعة بتمريض شابة أخرى.

تساهم جميع الإناث في مجموعات أفيال الغابات الأفريقية في رعاية الصغار التي يطلق عليها اسم دَغْفَل، وتقوم الأمهات بالتمريض والعناية بصغارهن لفترات طويلة من الولادة إلى حوالي 8 سنوات، وتبقى العجول الصغيرة جدًا على بعد حوالي 5 أمتار من أمهاتهم في جميع الأوقات، وعندما يولد العجل يمكنه الوقوف بمفرده بعد الولادة بوقت قصير، وتتم رعاية العجول حصريًا لمدة 3 أشهر وتفطم عند عمر 78 شهرًا، وتقضي العجول سنوات عديدة في تعلم كيفية التنقل في بيئاتها المعقدة والعثور على الطعام.

التواصل والإدراك

تتواصل أفيال الغابات الأفريقية جنبًا إلى جنب مع الأفيال الأخرى بين المجموعات الاجتماعية المنتشرة على نطاق واسع من خلال أصوات منخفضة التردد (5 هرتز)، ونظرًا لأن أفيال الغابات الأفريقية تم التعرف عليه حديثًا فلا يوجد أدبيات حول التواصل والإدراك في هذا النوع، ومع ذلك فقد تم الاعتراف سابقًا بأنّ الأفيال الأفريقية قادرة على التعرف على مكالمة من أحد أفراد الأسرة حتى مسافة 2.5 كيلومتر، ولكن يمكنها التعرف عليها بشكل أفضل من 1.0 إلى 1.5 كيلومتر.

نظرًا للاختلاف في بنية الموائل (السافانا مقابل الغابات) فمن المتوقع أن تكون مسافات الكشف أقصر في أفيال الغابات الأفريقية، ويعد السمع والشم هما أهم حاستين لهذه الثدييات، حيث يمكنهم سماع الاهتزازات عبر الأرض ويمكنهم استخدام حاسة الشم للكشف عن مصادر الطعام، ومثل الأفيال الأخرى تتمتع الأفيال الأفريقية ببصر جيد وإدراك باللمس شديد الحساسية من خلال جذوعها وجلدها، ويتم استخدام جذوع على نطاق واسع لمعالجة الأشياء وجمع المعلومات، وتلمس الأفيال جذعها بجسم ما ثم تدخل الجذع في الفم حيث يتم التقاط الإشارات الكيميائية في سقف الفم.

عادات الطعام

أفيال الغابات الأفريقية هي نباتات ويتكون نظامها الغذائي بشكل أساسي من الفاكهة والأوراق واللحاء وأغصان أشجار الغابات المطيرة، وتتنوع النظم الغذائية حسب المنطقة مع الأشجار والفواكه المتوفرة، وتكمل أفيال الغابات الأفريقية نظامها الغذائي العاشبي بالمعادن التي تحصل عليها من خلال أكل التربة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: