فيل سومطرة وصغاره

اقرأ في هذا المقال


فيل سومطرة (Sumatran Elephant) هو نوع فرعي من الفيل الآسيوي وهو أحد نوعين من الأفيال في العالم، ويسكنون في غابات الأراضي المنخفضة في سومطرة في مقاطعة رياو وغرب سومطرة ولامبونغ ويقع معظمها خارج منطقة محمية، يتراوح وزن أفيال سومطرة من 2.25 إلى 5.5 طن للفرد، ويمكن أن تنمو هذه الثدييات الضخمة لمسافة تصل إلى 2 إلى 3 أمتار من الكتف إلى أخمص القدمين، وتستكشف أفيال سومطرة الطريق الطويل أثناء البحث عن الأطعمة لتغذية أجسامهم، والفيلة لا تنام كثيرا، ومن استهلاكهم للجذور والأعشاب والفاكهة واللحاء فأن الفيل البالغ يصل وزنه إلى 300 رطل (136 كجم) من الطعام، ويمكنهم إنتاج براز يبلغ حوالي 50 كجم في يوم واحد.

مظهر فيل سومطرة

أفيال سومطرة تعد من أصغر أنواع الأفيال الآسيوية، وفي الوقت نفسه تختلف عن الأنواع الأخرى الفرعية من الأفيال الآسيوية الآخرين من الجانب الشكلي والتشريحي والوراثي عن طريق الجلد الأكثر إشراقًا مع وجود بقع أقل تصبغًا، وتظهر ذكور فيل سومطرة عمومًا أنيابًا مرئية لا تميل إلى النمو لفترة طويلة، وأنياب إناث الفيلة قصيرة للغاية وعادة ما تكون مخبأة تحت الشفة العليا، وخلال الـ 25 عامًا الماضية فقدت هذه الحيوانات المهددة بالانقراض حوالي نصف إجمالي تعدادها وتنقرض حاليًا من 69 ٪ من نطاقها الأصلي نتيجة لإزالة الغابات.

تمتلك هذه الحيوانات 20 زوجًا من الأضلاع على عكس الأفيال الآسيوية الأخرى حيث تحتوي على تسعة عشر زوجًا من الأضلاع، ونظرًا لوزنها الهائل فإنّ هذه الحيوانات غير قادرة على إخراج أطرافها الأربعة من الأرض في وقت واحد، ومن ثم لا يمكنهم الهرولة والقفز والعدو، ومع ذلك فإنّ الأفيال قادرة على التحرك للأمام وللخلف، وبالمقارنة مع الحيوانات الأخرى التي تعيش على الأرض فإنّ هذه الحيوانات الضخمة هي عمالقة مطلقة، ومع ذلك يبدو أنّ الأفيال أقزام عند مقارنتها بالحيتان: فقد يكون لسان الحوت الأزرق ثقيلًا مثل الفيل البالغ.

موطن الفيل السومطري

الأفيال السومطرية مستوطنة فقط في جزيرة سومطرة (إندونيسيا)، حيث تعيش هذه الحيوانات في المناطق القريبة من الأنهار في غابات الأراضي المنخفضة وكذلك غابات التلال خلال مواسم معينة، كما أنّهم يتشاركون في موطن الغابات المورقة مع العديد من الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض مثل وحيد القرن السومطري والنمر وإنسان الغاب، وأنواع أخرى لا حصر لها تستفيد جميعها من أعداد الأفيال التي تزدهر في موطن صحي.

فيل سومطرة والنظام الغذائي

أفيال سومطرة من الحيوانات العاشبة والنظام الغذائي المعتاد لهذه الأفيال يتكون من نبات الليانا واللحاء والموز والأوراق الصغيرة بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الأعشاب البرية، وعند عبور حقول الأرز أو الأراضي الزراعية قد تستخدم أفيال سومطرة أيضًا الأرز وقصب السكر وأوراق جوز الهند الصغيرة وكذلك الفواكه المختلفة مثل البابايا، ويمكن للفيلة أن تمتص ما يصل إلى 9 لترات من الماء في المرة الواحدة، وعندما يكونون في الأنهار يشربون الماء عادة بفمهم. ، فالأفيال السومطرية تتغذى على مجموعة متنوعة من النباتات وترسب البذور أينما ذهبت مما يساهم في نظام بيئي صحي للغابات.

تكاثر فيل سومطرة والصغار

يحدث موسم التكاثر لدى أفيال سومطرة في أي وقت من العام ولكن تحدث الذروة خلال موسم الأمطار، وتتراوح مدة الحمل من 19 إلى 21 شهرًا ويكون حمل الطفل عجل واحد، ويحدث العمر المستقل في عمر 3 سنوات، ويطلق على اسم الأنثى لأفيال سومطرة هو بقرة بينما اسم ذكر فيل سومطرة هو ثور وعجل يطلق على اسم الطفل.

لا يُعرف الكثير عن التزاوج والسلوك التناسلي لأفيال سومطرة، فقد تتكاثر هذه الحيوانات في أي وقت من السنة مع فترة ذروة تحدث خلال موسم الأمطار، تستمر فترة الحمل من 19 إلى 21 شهرًا وتؤدي إلى ولادة طفل واحد كل 4 سنوات، وعادة ما يزن الفيل حديث الولادة من هذا النوع أقل من 90 كجم، ويتغذى العجل خلال العامين الأولين من عمره على حليب الأم، ويحدث الفطام عند حوالي 3 سنوات من العمر، وسن البلوغ الجنسي هو 8 – 10 سنوات للإناث و 12 – 15 سنة للذكور.

أفيال سومطرة حيوانات اجتماعية للغاية وتشكل قطعانًا من 20 – 35 أو 3 – 23 (وفقًا لمصدر آخر) والتي تهيمن عليها أكبر أنثى بالغة، وعند بلوغ سن المراهقة يُجبر الذكور إما على ترك القطيع أو القيام بذلك بإرادتهم وعادة ما ينضمون إلى القطيع للتزاوج فقط، وفي الوقت نفسه تستمر الإناث في العيش مع القطيع حيث يعملن كمربيات.

الذكور البالغون من العمر يكونون منعزلين تمامًا بسبب عدم قدرتهم على السفر مع القطعان، وقد تكون هذه الأفيال نشطة في أي وقت من اليوم على الرغم من أنّ فترة زيادة النشاط يبدو أنّها تحدث من ساعتين قبل وقت متأخر من بعد الظهر حتى ساعتين قبل الفجر حيث يبحثون خلالها عن الطعام، وعندما تسافر مجموعة ما يبقى أعضاؤها على اتصال دائم من أجل الحفاظ على سلامة القطيع، والأشكال النموذجية للتواصل هي الاهتزازات الناعمة للجذع العلوي التي يسمعها بعض الأشخاص، ووفقًا لدراسة حديثة فإنّ هذه الحيوانات قادرة على إصدار أصوات دون سرعة الصوت ويتم إدراكها على مسافة تصل إلى 5 كيلومترات.

عند الاستحمام في المياه الضحلة مثل المستنقعات فإنّها تمتص الماء من جذوعها، ويمكن أن تمتص ما يصل إلى 9 لترات في المرة الواحدة، ومن أجل تبريد وحماية جلدهم من لدغات الحشرات الخارجية فإنّ هذه الأفيال تتمايل بانتظام في الوحل وعادة في فترة ما بعد الظهر وخلال ساعات النهار، ومن المعروف أنّ أفيال سومطرة لديها فترتان للنوم خلال النهار وهي منتصف الليل وأثناء ساعات النهار، وعند النوم في منتصف الليل يستلقيون على جانبهم مستخدمين طبقة سفلية من العشب الناعم، وخلال ساعات النهار ينامون وهم واقفون تحت مأوى الأشجار، بالإضافة إلى ذلك يمكنهم الشخير عند التعب، وعلى الرغم من الرأي السائد فإنّ الأفيال لا تخاف من الفئران وبدلًا من ذلك عادة ما يتجنبون النمل والنحل.

وفقًا للصندوق العالمي للحياة البرية (WWF) يبلغ الحجم الإجمالي لأفيال سومطرة حوالي 2400 – 2800 فرد بري، وتتناقص أعداد هذه الأنواع ويتم تصنيف الحيوانات حاليًا على أنها مهددة بالانقراض (CR) على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN – International Union for Conservation of Nature).

فيل سومطرة والتهديدات

من أكبر الأخطار التي تهدد تجمعات هذا النوع تحويل مداها الطبيعي إلى أراضٍ زراعية ومستوطنات بشرية، الأمر الذي يؤدي إلى صراعات بين الأفيال والبشر مما يؤدي إلى الإزالة وأعداد كبيرة من الوفيات بين السكان في البرية، ولا تُقتل أفيال سومطرة خلال هذه النزاعات فحسب بل تُطارد أيضًا من أجل العاج الذي له قيمة تجارية عالية، ويحتل السكان الباقون في سومطرة في الوقت الحاضر سبع مقاطعات، ومع ذلك لا تزال هذه الأفيال تعاني من فقدان موطنها وزيادة الصراعات مع البشر.

في عام 2012 تم اعتبار الفيل السومطري مهدد بالانقراض لأنّ نصف سكانها قد فقد في جيل واحد، وهو الانخفاض الذي يرجع إلى حد كبير إلى فقدان الموائل ونتيجة للصراع بين الأفيال البشرية، وشهدت سومطرة واحدة من أعلى معدلات إزالة الغابات ضمن نطاق الأفيال الآسيوية، مما أدى إلى انقراض الأفيال محليًا في العديد من المناطق، وتم تدمير أكثر من ثلثي غابات الأراضي المنخفضة الطبيعية في السنوات الـ 25 الماضية، وتم تدمير ما يقرب من 70 في المائة من موطن فيل سومطرة في جيل واحد.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: