كلب الراكون وصغاره

اقرأ في هذا المقال


كلب الراكون (raccoon dog) المعروف أيضًا باسم ماغنوت أو تانوكي وهو نوع من الكلاب البرية الآسيوية، وهناك 5 أنواع فرعية من كلاب الراكون التي يمكن العثور عليها في شرق آسيا وأوروبا، وتم تسمية كلب الراكون بسبب تشابهه السطحي مع حيوان الراكون والذي لا يرتبط به ارتباطًا وثيقًا، ويُترجم الاسم العلمي لهذا النوع (Nyctereutes procyonoides) من اليونانية تقريبًا إلى معنى الهائل ليلاً، حيث (Nukt) تعني الليل و (ereutēs) تعني المتجول، ويحظى كلب الراكون بتاريخ غزير ووفير وطويل لدى الفلكور الياباني والذي يطلقون عليه اسم تانوكي، كما تعد كلاب الراكون من الحيوانات الفريدة والوحيد التي من الممكن أن تعيش في مرحلة السبات، ومثل الكلاب البرية قد يعيش كلب الراكون في المناطق الحضرية وحتى يعيش في منازل مثل الكلاب الأليفة.

مظهر كلب الراكون

كلب الراكون هو من مواليد شرق آسيا، ولا علاقة له بالراكون وهو قريب من الثعالب الحقيقية وليس الكلب المنزلي، وتعد الفراء الشتوية لكلاب الراكون طويلة وسميكة مع شعر حراسة خشن تحت الجلد، كما يحميهم من درجات الحرارة المنخفضة، وهذا الفراء متسخ وبني ترابي أو رمادي بني مع شعر أسود واقي، كما أنّه ذيل كلب الراكون ذو لون أغمق من لون الجذع لديها.

كما أنّه لديها شريط ذو لون غامق على ظهر كلب الراكون الذي يتوسع على كتف كلب الراكون ويأخذ شكل صليب، في حين أنّ البطن ذو لون أصفر مائل للبني بينما الصدر بني غامق أو مسود، ويغطي كمامة كلب الراكون شعر قصير ويزيد في الطول والكمية وصولًا إلى ما خلف العينين، وتغطي الخدود شعر طويل يشبه الطولي، وتعد فراء الصيف لدى كلب الراكون أكثر إشراقًا وذو لون قش محمر، وتتواجد كلاب الراكون ذو اللون الأبيض النادرة في اليابان والصين.

موطن كلب الراكون

تعود أصول كلاب الراكون إلى شرق آسيا بدءًا من الزاوية الشرقية لروسيا وحتى اليابان وشمال الهند، وتم إدخالها إلى أوروبا والآن هذه الحيوانات متوفرة بكثرة في جميع أنحاء إستونيا وفنلندا ولاتفيا وليتوانيا وبلغاريا وصربيا وفرنسا ورومانيا وسلوفاكيا وسويسرا والنمسا وبيلاروسيا وبولندا والبوسنة والهرسك ومولدوفا ومقدونيا الشمالية ورومانيا، وأوكرانيا وألمانيا والنرويج والأجزاء الأوروبية من روسيا والدنمارك والسويد، وتعيش كلاب الراكون في الغابات والأراضي الزراعية والمناطق الحضرية، وغالبًا ما توجد بالقرب من المياه وتفضل المروج الرطبة وشواطئ الأنهار والبحيرات وغيرها من الموائل ذات الشجيرات الوفيرة.

كلب الراكون والنظام الغذائي

كلاب الراكون حيوانات آكلة اللحوم، حيث يأكلون الحشرات والقوارض والبرمائيات والطيور والأسماك والزواحف والرخويات والجيف وكذلك الفواكه والمكسرات والتوت، ومن المثير للاهتمام والغرابة بأنّ لعاب حيوانات كلاب الراكون يحتوي على مواد تخفف وتقلل من كمية السمية المتواجدة في جلود الضفادع السامة والتي بذلك تستطيع كلاب الراكون أن تفترسها بالرغم من سميتها،

تكاثر كلب الراكون والصغار

كلاب الراكون تعد من الحيوانات ذات الزواج الأحادي أي أنّها تتزاوج مدى الحياة، ومع ذلك من المعروف أنّ الذكور الأسيرة يتزاوجون مع أربع أو خمس إناث، حيث يقوم ذكور كلاب الراكون بعمل قتال ليس بمميت وذلك من أجل غيرهم من الذكور ولكن ليس قتالاً من أجل زملائهم، ويبدأ موسم تكاثرها من من بداية شهر شباط مستمرًا إلى شهر نيسان ويختلف ذلك بالاعتماد على الموقع الذي تتواجد فيه كلاب الراكون، بعد ذلك تكون أنثى كلب الراكون حامل والتي تتراوح فترة حملها من واحد وستون يومًا إلى سبعون يومًا حيث يولد الجراء في شهري نيسان وأيار.

كما أنّه من الممكن أن تتراوح أيضًا القمامة لدى كلاب الراكون من ستة إلى ثمانية جروًا، ومن الممكن في الحالات النادرة أن تلد الأنثى بقمامة تتراوح بين خمسة عشر إلى ستة عشر جروًا، ويقوم الذكور بدور فعال في تربية الجراء، وعند ولادة الجراء تكون ذو وزن يتراوح تقريبًا من ستون إلى مئة وعشرة جرامات، بحيث تكون هذه الجراء مميزة بغطاء جسمها بصوفها القصير وذو ملمس ناعم ولكنه كثيف ولا يحتوي على شعر يقيها وتكون عمياء تكون عمياء، وتفتح عيونهم بعد تسعة إلى عشرة أيام مع ظهور الأسنان بعد أربعة عشر يومًا إلى ستة عشر يومًا.

تستمر الرضاعة لمدة خمسة وأربعون يومًا إلى ستون يومًا، بالرغم من أنّه من الممكن أن تقوم الجراء بتناول الطعام الصلب في وقت مبكر من عمرها -من عمر ثلاثة أسابيع إلى شهر واحد- الذي يتم تحضيره وجلبه لهم من قبل والديهم، ويصلون إلى حجمهم الكامل في سن الرابعة والنصف شهر ويتركون والديهم في أواخر أغسطس وسبتمبر، وبحلول شهر أكتوبر تتحد الجراء التي كانت في ذلك الحين تشبه البالغين في أزواج، وبلوغ مرحلة النضج الإنجابي في عمر ثمانية إلى عشرة شهور.

كلاب الراكون حيوانات اجتماعية، كما إنّهم يعيشون ويصطادون في أزواج أو مجموعات عائلية صغيرة، ومع ذلك في معظم مشاهد البشر يتم رؤيتهم بمفردهم، وتنشط كلاب الراكون أثناء الليل والنهار، وعند البحث عن الطعام يعتمدون على حاسة الشم الشديدة لديهم لأنّهم يعانون من ضعف شديد في الرؤية، ولصيد فرائسها قد تتسلق هذه الحيوانات الأشجار وتسبح وحتى تغوص، وتستخدم كلاب الراكون النطق للتواصل مع بعضها البعض، كما إنّهم لا ينبحون بل ينطقون بدلاً من ذلك بصوت عالٍ ويتبعه أنين طويل وحزين، وقد يصرخ الذكور الذين يقاتلون من أجل الإناث ويذمرون، وتبدأ كلاب الراكون في بداية الشتاء في السبات وعادة ما تفعل ذلك في أزواج.

وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (IUCN – International Union for Conservation of Nature) فإنّ الحجم الإجمالي لسكان كلب الراكون غير معروف، ومع ذلك هناك عدد تقديري من الأنواع في فنلندا يتكون من 110.000-120.000 فرد ناضج، وفي فصل الخريف سيحتوي عدد السكان في الخريف على 320.000 فرد بما في ذلك صغار العام، وحاليًا تم تصنيف هذا النوع على أنّه أقل أهمية (LC) في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (IUCN – International Union for Conservation of Nature) وأعداده مستقرة اليوم.

كلب الراكون والتهديدات

التهديد الرئيسي لكلاب الراكون هو الصيد وغالبًا ما يتم اضطهادهم كنوع من الآفات، كما أنّهم يعانون محليًا من القتل على الطرق والافتراس من الكلاب الضالة ومن الأوبئة، وقد ينخفض ​​عدد السكان أيضًا بسبب فقدان الموائل الشديد، وقد انخفض عدد كلاب الراكون في آسيا نتيجة الصيد المفرط (بسبب فرائها)، وكلاب الراكون الأوروبية عديدة وحتى مصنفة على أنّها أنواع غازية بسبب قدرتها على غزو موائل جديدة بسهولة ونشر الأمراض المختلفة، وكلب الراكون ليس على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: