تستخدم الحيوانات العديد من الوسائل التي تساعدها على البقاء، ولعلّ الحيوانات القوية المفترسة التي تعيش في الغابات وفي المناطق المفتوحة، والتي تتغذّى عادةً على اللحوم بحاجة إلى وسائل تجعلها أكثر قوّة وفاعلية للتمكن من التعايش وفقاً لنظام الغابة بصورة جيدة، وإلا كانت فريسة سهلة لحيوان مفترس يدرك كيفية استخدام أنيابه وبُنيته القوية ومخالبه الحادة، ولكن هل تساءلنا يوماً ما عن مدى قوّة الضباع، وهل تمتلك هذه الحيوانات فكّاً قاتلاً؟
ما مدى قوة الضباع
تتربع على سلسلة الحيوانات ذات القوة الكبيرة التي تساعدها على السيطرة والصيد والتحكّم في النظام الغذائي المتواجد في الغابة مجموعة من الثدييات القوية، والتي تمتاز بالعديد من الصفات والسلوكيات التي جعلتها الأقوى، ولعلّ الأسود والنمور والدببة والتماسيح والضباع والذئاب والثعالب من أكثر الحيوانات قوّة وفَتكاً مُستعينةً بعدد من التفاصيل الهامة التي جعلتها حيوانات في غاية الخطورة والقوّة، فهي تبحث عن قاعدتها الأساسية التي تضمن لها البقاء من خلال توفير صيد وفرائس بصورة يومية وإلا فإنها ستَهلك لا مَحالة.
تمتلك الكائنات الحية في مُجملها العديد من السلوكيات التي تجعل بعضها قوياً وبعضها الآخر خطيراً وبعضها ماكراً والآخر ضعيف، ولعلّ هذا الأمر يضمن التوازن البيئي وإلا فلن تدوم الحياة؛ لأن النمر لن يجد ضالته لدى جميع الحيوانات القوية ولن يجد التمساح فريسته كون جميع الحيوانات قوية مثله وهكذا، لذا فإننا نجد في الغابة وفي الجو وفي البحر الحيوانات القوية منها والضعيفة لتكتمل الصورة وتستمر السلالة الحيوانية بالصورة التي وصلنا إليها اليوم، وإلا فإننا سنفقد أنواع لا يمكنها التعايش وفقاً للنظام الغذائي البيئي الموجود مثل العديد من الحيوانات المنقرضة.
تعتبر الضباع من أكثر الحيوانات قوّة وخطورة ومَكرا، فهي حيوانات لا تَكلّ ولا تَملّ أبداً وهي دائمة البحث عن الطعام مهما كان شكل أو جنس أو نوع الحيوان المُراد صيده، وتكمن خطورة الضباع ليس في مدى قوتها وحسب ولكن في قدرتها على الصيد بصورة جماعية، فالضباع حيوانات اجتماعية متماسكة بصورة كبيرة للغاية تحصل على طعامها وصيدها من خلال الصيد نفسه بافتراس إحدى الحيوانات كبيرة أو متوسطة الحجم أو من خلال التطفّل على فريسة حيوان آخر.
إن خطورة الضباع تدركها الأسود والنمور التي يعتبرها العديد من الأكثر قوّة في عالم الحيوان، ولكن في حقيقة الأمر أن شريكاً آخر يشاطرهم الغابة في القوّة والخطورة بل أنه أكثر خطورة منها ألا وهو الضبع، فهو حيوان مفترس بامتياز لا يمتلك أي عواطف أو مشاعر تجاه أي حيوان آخر، فهو يأكل الوليد والأم والذكر والأنثى وكل ما يتوفّر من حيوانات يعثر عليها ولو كانت كمية قليلة من اللحوم، فالضباع ليست حيوانات عادية تصطاد وحسب، بل أنها حيوانات تأكل كلّ ما يتوفّر أمامها من لحوم وجلود وعظام وحتّى أنها تأكل البراز.
لمن يعتقد بأن معركة النمور والأسود تكمن في قتالها مع بعضها البعض فهو مخطئ، فالضباع قادرة على أن تفترس أسد أو نمر قوي بفضل صيدها الجماعي وقدرتها على القتال لفترات طويلة، وهذا الأمر لا يتوفر عادةً لدى معظم الحيوانات كونها تدرك جيداً أنها إن لم تنتزع طعامها من بين أنياب الأسود والنمور فإنها لن تستمر في الحياة، لنجد أن الضباع تُشكّل عنصر قوي في عالم الحيوان وأنها خصم لا يُستهان به في مقارعة الحيوانات بل وأكثرها قوّة.
كم تبلغ قوة عضة الضبع
تعتبر الضباع من الحيوانات الكاسرة التي تمتلك عَضّة في غاية القوّة والخطورة، فهي حيوانات صيّادة بامتياز على الرغم من أنّ حجمها لا يصل إلى نصف حجم الأسد، إلا أنها تبقى الأكثر قوّة نظراً إلى أسلوبها الجماعي في التعايش والصيد، إذ تبلغ قوّة عضة الضبع وخاصة الضبع الرقطاء حوالي خمسة وسبعن بار في مقياس قوّة الفكّ، وهذا رقم كبير جداً لا تصل إليه معظم الحيوانات إذا ما تم استثناء التماسيح وحيوان فرس النهر ونمر الجاكوار.
كما وأنّ قوّة فكّ الضبع تكمن في قوّة الجمجمة لديه وضخامتها مقارنةً بجسده، فهي قادرة على كسر عظام الحيوانات التي تقوم باصطيادها أو تقوم بالحصول عليها بأية وسيلة كانت، وبالتالي فإنّ هذا الأمر يحتاج إلى فكّ في غاية القوّة والصلابة وأسنان حادة تساعدها على عملية الأكل، فالمجموعات الكبيرة التي تعيشها الضباع والتي تسمى بالعشائر قادرة على اصطياد معظم أنواع الحيوانات وخاصة السمينة منها مثل الجاموس البري والخنازير والأحصنة البرية، حيث تعمل الضباع على أكل كل شيء في الفريسة فلا تُبقي أي أثر من آثار الحيوان الذي تقوم بافتراسه.