حصوات المثانة عند الخيول

يتم تسمية الخرسانات (concretions) التي تتكون منها حصوات المسالك البولية (urinary stones) في الخيول بناءً على موقع الحصوة، وعندما تكون موجودة في المثانة، يشار إليها باسم (cystoliths)، وعندما توجد في الكلى، يشار إليها باسم (nephroliths)، وفي الحالب تسمى (ureteroliths) وعند وجودها في مجرى البول أيضاً، سنتعرف في هذا المقال عن حصوات المثانة عند الخيول.

ما هي حصوات المثانة

عادةً ما يتم تسمية حصوات المسالك البولية بالعناصر التي تتكون منها جنبًا إلى جنب مع موقع الحصاة (location of the stone) وهي ((المثانة (bladder)، الإحليل (urethra)، الكلى (kidney)، الحالب (ureter)). ويشار إليها أيضًا باسم مجرى البول (uroliths)، والحصوات تتكون من المعادن الموجودة بشكل طبيعي في البول عن طريق التكتل معًا، وتشكيل البلورات والنمو في الحجم مع تعلق المزيد من المعادن.

ويمكن أن يسبب وجود هذه الحصوات مشاكل في المسالك البولية للحيوان والتي يمكن أن تؤدي إلى التهابات المسالك البولية وكذلك انسداد مجرى البول، وهذا إذا لم يتم علاجه قد يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي والموت، وتُعرَّف حصوات المثانة في الخيول بأنها تكوين خرساني للمعادن (concretion of minerals)، وتتكون هذه الكتل بشكل أساسي من الكالسيوم في الخيول بينما قد تكون مصنوعة أيضًا من فوسفات الأمونيوم المغنيسيوم وتسمى الستروفيت في الأنواع الأخرى.

يمكن أن تتكون الحصوات في الخيول الصغيرة ولكن غالبًا ما تظهر في الخيول البالغة، ولا يُنظر إلى سلالة معينة على أنها أكثر عرضة لتطويرها، على الرغم من أن هذه الحصوات ليست شائعة في الخيول، وعندما توجد في الخيول، فهي أكثر شيوعًا عند الذكور منها عند الإناث، وتعتمد أنواع مجرى البول أو الحصوات بشكل أساسي على التركيبات المعدنية المختلفة الممكنة، ويمكن أن يتراوح حجم الأحجار من (0.2 إلى 8) بوصات (0.5 إلى 20 سم) ويمكن أن يصل وزنها إلى 14 رطلاً (6.5 كجم)، وغالبا ما توجد في المثانة.

أعراض وجود حصوات المثانة عند الخيول

يمكن أن تكون أعراض وجود حصوات المثانة التي من المحتمل أن يتم ملاحظتها في الحصان مشابهة لتلك الأعراض التي تتم ملاحظتها عند الإنسان، وتشمل ما يلي:

• صعوبة في التبول (Difficulty with urination).

• سلس البول “تسرب البول اللاإرادي” (Urinary incontinence).

• وجود دم في البول (Blood in the urine).

• مغص متكرر “ألم خاصرة مصحوب أحيانًا بالقيءوالتعرق” (Recurrent colic).

• تدلي القضيب (Penile prolapse)، فقد يبرز القضيب لفترات طويلة من الوقت بينما يقطر البول بشكل متقطع.

• يمكن أن يصاحب تغير المشية أحيانًا المغص المتكرر.

• تحرق حول مجرى البول (المنطقة التي تقع بين الفرج والشرج عند الإناث وداخل الأرجل الخلفية للذكور)، ويحدث هذا بسبب حرق حمض البوليك (uric acid) للجلد مع التلامس مع مرور الوقت.

• قد تتمدد الخيول لتمكنها من التبول وقد تبقى في هذا الوضع لبعض الوقت قبل التبول وبعده.

• إذا كان مجرى البول مسدودًا من الحصوات المحاصرة، فمن المحتمل أن تتم ملاحظة الأرق والتعرق والمغص ومحاولات التبول المتكررة.

أسباب حصوات المثانة عند الخيول

لا يبدو أن هناك سببًا واضحًا لحصوات المثانة عند الخيول، ولكن العديد من الأطباء البيطريين يشعرون أن إطعام الخيول وسقيها بالماء والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من المعادن قد تكون عاملاً يسبب حصوات المثانة، وهنالك أيضاً أسباب إضافية، منها:

• العدوى البكتيرية في المسالك البولية (Bacterial infection in urinary tract (UTI)).

• الأضرار التي لحقت بالكلى من الأدوية مثل فينيل بوتازون (phenylbutazone) وفلونيكسين (flunixin) “بينامين”.

• اختلال التوازن بين الكالسيوم والأغشية المخاطية (mucous) في المسالك البولية.

• نظرًا لأن الحصان من الحيوانات العاشبة (herbivore)، فإن البول مرتفع الرقم الهيدروجيني (PH)، يكون (قلوي) وهي حالة يمكن أن تبدأ في تكوين الحصوات بشكل طبيعي.

كيفية تشخيص حصوات المثانة عند الخيول

سيبدأ الطبيب البيطري في عملية تشخيص حصوات المثانة باستخدام التقييم عبر المستقيم للمثانة (فحص المثانة عبر المستقيم)، ويمكن أيضًا استخدام الموجات فوق الصوتيةوالتنظير الداخلي لتقييم حجم وعدد وموقع الحصوات، وقد يستخدم الطبيب البيطري أيضًا تنظير المثانة لتحديد أي حصوات يشتبه في وجودها في الإحليل.

ستكون هذه الطريقة مفيدة أيضًا في تحديد ما إذا كان البول يتحرك بحرية من الكليتين إلى المثانة أو إذا كان هناك انسداد، ويمكن أن يساعد أيضًا في التأكد مما إذا كان هناك أي مرض أساسي في الكلى أو حتى حصوات في الكلى نفسها، كما يمكن أيضًا إجراء تحليل للبول للحصول على معلومات إضافية.

كيفية علاج التحصي البولي لدى الخيول

العلاج الأكثر استخدامًا من قبل الأطباء البيطريين في حصوات المثانة في الخيول هو الاستئصال الجراحي (surgical removal)، وفي حين أن هناك عدة أنواع من الخيارات الجراحية المتاحة، فإن مقدم الرعاية البيطري سيقدم توصياته بناءً على حجم الحصوات وعددها وموقعها، وأيضًا سيكون لجنس الحيوان تأثير على نوع التوصية الجراحية التي يقدمها الطبيب البيطري، خاصةً عند الذكور.

فغر الإحليل العجاني (Perineal urethrostomy) هو إجراء يتضمن إجراء شق صغير في مجرى البول، أسفل فتحة الشرج مباشرةً أثناء تخدير الحصان وحقن الليدوكائين (lidocaine) محليًا، ومن المحتمل أن تتطلب الحصوات الكبيرة شقًا في خط الوسط (midline incision)، يتم إجراؤه في البطن بينما يكون الحيوان تحت التخدير العام للوصول إلى المثانة لإزالة الحصوات في إجراء مشابه لعملية جراحة القولون (colic surgery).

يعتبر تفتيت الحصوات أيضًا أحد الخيارات، لذا لن يكون هناك حاجة للجراحة، وهذا الإجراء يكسر الحصوات إلى قطع صغيرة بحيث يمكن تمريرها بسهولة أكبر، ويتم النظر في هذه الخيارات من قبل الطبيب البيطري؛ حيث سيقوم بإعطاء رأيه فيما يتعلق بأفضل خيار للحيوان، والهدف هو إزالة الحصوات المخالفة لتقليل الالتهاب الذي يحدث ولمنع احتمال حدوث انسداد كامل لتدفق البول، وهو وضع يمكن أن يهدد حياة أي حيوان.

الشفاء التام من حصوات المثانة عند الخيول

من المحتمل أن يتم تلقي العديد من التوصيات من الطبيب البيطري، من بينها تخفيف البول عن طريق تشجيع الحصان على شرب الكثير من الماء، وفيما يلي بعض الاقتراحات لتحقيق هذا الهدف:

• إضافة النكهة إلى الماء.

• تغذية بواسطة أنواع مختلفة من العلف (mash).

• مكملات الملح (Salt supplementation).

• اقتراح آخر للوقاية هو استخدام عقاقير أقل مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية لأن هذه الأنواع من الأدوية يمكن أن تلحق الضرر بوظائف الكلى في الحصان.

• قد يوصي الفريق البيطري بتغييرات في النظام الغذائي قد تشمل إزالة بعض البقوليات من النظام الغذائي، فهذه الأنواع من البقوليات تحتوي على نسبة أعلى من الكالسيوم، والكالسيوم هو أحد المعادن الموجودة بشكل شائع في تكوين حصوات المثانة عند الخيول.

• يمكن أيضًا محاولة إطعام الحصان بفيتامين C وكلوريد الأمونيوم حيث تم استخدامهما بنجاح كوقاية من حصوات المثانة، بالإضافة إلى ذلك، فقد وجد أن استخدام مكملات علف الأبقار الحلوب كان فعالًا أيضًا.