لعلّ التماسيح واحدة من أكثر الحيوانات قوّة وقدرة على الصيد، فهي حيوانات ذكية قادرة على صنع الكمائن والتربّص بالفرائس لفترات طويلة لحين القبض عليها مستخدمة فكيها القويين وبسرعة هائلة، على الرغم من ذلك فإنّ التماسيح لا تستطيع أن تقطّع طعامها أو أن تقوم بقضمه بصورة متطورة حالها حال الحيوانات المترسة الأخرى مثل النموروالأسود والدببة، فإن كانت كذلك كيف لها أن تأكل فرائسها وأن تصطاد بصورة جيدة؟
كيف تحصل التماسيح على فرائسها
التماسيح من أكثر الحيوانات خطورة لما تمتلكه من جسد قوي وأسنان عديدة تفوق أسنان أي حيوان مفترس آخر، كما وأنّ عضّة التمساح تعتبر الأقوى بين الحيوانات البرية، فهي قادرة على سحق أكثر الحيوانات قوّة بعضّة واحدة، فالتماسيح تختلف عن باقي الحيوانات بأنّ فكّها العلوي هو من بتحرّك وليس السفلي، وبالتالي فإنّ هذا الأمر يزيد من قوّة العضّة ويجعل منها قوية للغاية لا مجال للمقاومة أو الهرب.
على الرغم من أنّ التماسيح تعتبر الأكثر قوّة وخطورة في الحياة البرية، إلا أنها لا تستطيع أن تمضغ طعامها ولا تقوم بتقطيعه كما تفعل الحيوانات المفترسة الأخرى، فهي تمتلك معدة قوية للغاية تساعدها على الصيد وتحليل الطعام بصورة سريعة للغاية، حيث تقوم التماسيح بتوجيه عضّة قوية للغاية للخصم تعمل على قتله بصورة مباشرة وبعد ذلك ابتلاعه دون أن يتم تقطيعه أو قضمه.
لعلّ طبيعة الفكّ لدى التماسيح لا تسمح لها بتقطيع الطعام أو تحريكه داخل الفم بصورة جيدة، وبالتالي فإنّ الحلّ هو ابتلاع الفريسة مستغلاً جوفه الواسع وفمه الكبير الذي يتسع لكميات كبيرة من الطعام، وفي حال كان حجم الفريسة أكبر من أن يتم ابتلاعه دفعة واحدة، يتم تقطيع الفريسة إلى فسمين أو ثلاثة أقسام يتم ابتلاعها بكلّ ما فيها من عظم وجلد وفضلات.
إنّ طريقة الصيد التي تقدم عليها التماسيح تجعل منها حيوانات مخيفة مقارنة بالحيوانات المفترسة الأخرى، لذا فإنّ معظم الحيوانات تخشى مواجهة التماسيح وتعتبرها محفوفة بالمخاطر، ولعلّ التماسيح داخل المياه تكون في ذروة قوّتها مستغلّة سهولة الحركة والقدرة على التنفّس تحت الماء، وبالتالي فهي حيوانات فتّاكة تصطاد ضحاياها وتقوم بابتلاعهم بأوقات قياسية.
