لكلّ نوع من أنواع الحيوانات وسيلة للتواصل مع بعضها البعض بصورة قد تختلف قليلاً عن حيوانات أخرى، فتغريد الطيور له معنى لا يفهمه إلى الطيور، ولنعيق الغراب معنى لا يفهمه إلى الغربان، ولزئير الأسد معنى لا يفهمه إلا الأسود والنمور، وكذلك الحال بالنسبة للأسماك فهي تمتلك وسائل متطورة للغاية للتواصل مع بعضها البعض، وتعتبر الدلافين واحدة من المنظومة الحيوانية الأكثر تعقيداً واستخدماً للأصوات في التواصل مع بعضها.
كيف تتواصل الدلافين
1. تتواصل الدلافين من خلال أصواتها
لا يخفى على أحد أنّ الدلفين واحداً من أكثر الحيوانات التي يمكن لنا معرفتها عن قرب والتعامل معها والتواصل معها حتى باللمس، فهي حيوانات قادرة على التواصل مع بعضها البعض مستخدمة أصواتها القوية للغاية والمعبّرة عن طبيعة الموقف الذي تكون فيه، إذ تستخدم الدلافين أصواتاً معينة للدلالة على وجود طعام، وتستخدم أصوات أخرى للبحث عن صغارها أو شركاءها.
يمكن للدلافين أن تستخدم أصواتاً معينة ضمن وتيرة ما يمكن سماعها من مسافات بعيدة للدلالة على وجود كائن قوي خطر لا بدّ من الانتباه إليه أو الهرب منه، كما وتقوم الدلافين بإصدار أصوات قوية للغاية يشبه الصفير لإنذار الحيوانات المفترسة الأخرى بخطورتها وعدم الاقتراب منها، حيث تقوم المجموعة على إصدار هذا الصوت بصورة جماعية يخرج على شكل صوت قوي يبعد خطر الحيوانات المفترسة الأخرى عن المكان.
2. تتواصل الدلافين مع بعضها البعض عن طريق اللمس
يمكن للدلافين أن تفهم طبيعة الأصوات التي تخرج منها بذكاء، فهي حيوانات تعتبر الأكثر ذكاء في البحار وخارجها، وهذا دليل على سهولة تواصلها مع الإنسان ورغبتها الجامحة في الحرية والرغبة في الانتحار إن تأثرت بأي شيء يعكّر صفوها، وبالتالي فهي لا تعتبر الأصوات وسيلة للتزاوج او التعارف فقط، بل كان للأصوات استخدامات أخرى فاقت بها العديد من الحيوانات الأخرى.
يعتبر اللمس من الأمور التي تقوم الدلافين باستخدامها مع بعضها البعض، حيث أنها تقوم بلمس أنوفها أو رؤوسها أو أجسادها مع بعضها البعض، ولعلّ السبب في قيامها بهذا الأمر من باب التواصل والتوافق الفكري والعاطفي كسب المحبة وتأكيد القدرة على الحماية، أو لتأكيد عاطفة الأمومة لدى الصغار بصورة كبيرة.
