لا يمكن أن تعتمد الحيوانات على الغريزة لوحدها لتنعم بحياة آمنة، فمن الطبيعي أنّ عدد كبير من الحيوانات يعيش على الصيد ويحصل على طعامه من خلال افتراس الحيوانات الأقل قوّة وسطوة، وهذا الأمر يجعل من الخبرة أمراً لا بدّ وأن يتواجد لدى الحيوان الذي يعيش على الأغلب في الغابة وتحت أنظار عدوّ عادة ما يرغب في إنهاء حياته للحصول على وجبة غداء طازجة، فكيف يمكن للحيوانات أن تكتسب الخبرة السلوكية؟
كيف يمكن للحيوانات أن تكتسب الخبرة السلوكية
1. الغريزة
تعدّ الغريزة من أهم السلوكيات التي تمتّع بها الحيوانات والتي تعمل على بناء شخصيتها وفقاً لها، ولا يمكن لحيوان أن يستمر في العيش بطريقة صحيحة ما لم تتشكّل لديه الظروف الغريزية التي تدفعه للبحث عن الطعام والشراب والمأمن والشريك والأبناء.
وهذا الأمر يجعل هذه الحيوانات تكتسب الخبرة اللازمة لتلافي أية مخاطر ممكن أن تحدث في حال عدم القدرة في إيجاد الطعام أو الشراب أو المسكن الآمن، او عندما تشعر تلك الحيوانات بالخطر، فالغريزة تدعوها إلى القيام ببعض الخطوات التي من شأنها التقليل من تلك المخاطر كالاحتفاظ بعض الطعام وإيجاد مأوى بديل، والانتباه الدائم من مخاطر الحيوانات الأخرى.
2. عامل الوقت
لا يمكن لنا أن نعتبر بأنّ صغار الحيوانات يمتلكون الخبرة اللازمة التي تضمن لهم الاستمرار على قيد الحياة، فهي عادة ما تكون الفريسة الأسهل والأقلّ خبرة لدى الحيوانات الأقوى، لهذا فإنّ عامل الخبرة التي يمتاز بها الحيوان اليافع تضمن له المزيد من البقاء والاستمرار في دورة حياة جديدة والحصول على شريك وأبناء والمحافظة عليهم من خلال تجربة الأيام.
ولعلّ التعامل مع العقبات التي لا بدّ وأن تحصل مع الحيوان هي ما تكسبه الخبرات اللازمة التي تضمن له البقاء، حيث يعتبر عامل الوقت عاملاً رئيسياً في إكساب الحيوانات الخبرة اللازمة التي تمنحها الأحقية في العيش.
3. التعلم من الآباء والبيئة المحيطة
تكتسب الحيوانات الصغيرة المهارات اللازمة من خلال مراقبة الآباء وتقليد تصرفاتهم، فصغار الحيوانات يقومون بتطبيق كافة الحركات التي يشاهدونها لدى الآباء، وهذا الأمر يجعلهم مع مرور الوقت يصبحون أقوى وأكثر قدرة على الاستقلال أو العيش ضمن حياة يمكن التعامل مع العقبات والمصاعب التي حولها.