تعتبر الحشرات والتي تُشكّل جزءاً هاماً من عالم الحيوان هي الأقصر عُمراً من بينها جميعاً، فبعضها كالذباب والبعوض لا يعيش إلا لعِدة أيام أو عِدة أسابيع، والنحل يعيش أيضاً لعِدة شهور فقط وكذلك النمل، وإن كانت بعض أنواع العناكب تعيش لقترة عام أو عامين فإن الحشرات بصورة عامة تعتبر من الحيوانات التي لا تعمّر كثيراً، كما هي الحال لدى الزواحف مثل السلحفاة البرية التي قد تعيش لغاية مئة وخمسين عاماً، أو مثل الطيور التي قد تعيش خلالها البومة ما يصل لغاية خمسين عاما، فكم من العمر تعيش الفَراشات، وكيف تموت؟
كم تعيش الفراشات
تعتبر الفَراشة واحدة من أكثر الحشرات انتشاراً على سطح الأرض، فهي تعيش في كافة مناطق العالم ما عدا في المناطق الباردة في القارتين القطبيتين الشمالية والجنوبية، وهي حشرات في غاية الروعة والجمال تمتلك مَنظراً بَهيّاً وألوان زاهية، وعلى الرغم من أنها ليست بالحشرات المُنظّمة مثل النمل أو النحل إلا أنها تًشكّل جزءاً هاماً من النظام البيئي، ولديها قدرة كبيرة على نقل رحيق الأزهار مما يُشكّل توازناً بيئياً غذائياً رائعاً.
لا تعتبر الفراشات ذات الأحجام والأشكال المختلفة من الحشرات المُعمّرة، فمعظم الحشرات لا تعيش لأكثر من أسبوع إلى أسبوعين، إلا أنه يوجد بعض أنواع الفّراشات التي قد تعيش لغاية عام واحد كحدّ أقصى، وهي حشرات ضعيفة لا تمتلك القدرة على تحمّل البرد والانخفاض الحاد في درجة الحرارة كونها تقوم بالاختباء خوفاً من الموت.
وتعيش الفَراشة المَلكية أو فَراشة درع السلحفاة لمدة تصل لغاية عام واحد، وهي من أكثر الفَراشات قدرة عل التكيّف وفقاً لطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، وهي قادرة على تحمّل برودة الطقس والتقلبات الجوية الكبيرة التي تحدث على مدار العام، وفي نهاية المطاف لا تعيش بطبيعة الحال أكثر من عام واحد تكون قد تركت خلاله الآلاف من البيض الذي يضمن لها الاستمرار والتعايش بصورة طبيعية تضمن التوازن البيئي.
العوامل التي تؤثر على حياة الفراشات
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على حياة الفَراشات تتعلّق في نوع الفَراشة وطبيعة المكان الذي وجدت فيه، كما وأنّ الوقت الذي تتحول فيه الشرنقة لتصبح فَراشة يُعتبر مهماً أيضاً، إن كان في الصيف أم في الشتاء ويتعلّق في موضوع السّبات الشتوي ومقدار قياس تلك الفترة من عمر الفَراشة، كما وأن حجم الفَراشة له علاقة كبيرة بالفترة التي من الممكن أن تعيشها، فالفَراشات ذات الحجم الكبير عادة ما تعيش لفترات أطول وتمتلك القدرة على مكافحة المرض والأجواء غير المستقرة أكثر من تلك ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة.
كيف تموت الفراشات
لا تعيش الفراشات فترة أطول من عمرها الافتراضي، فهي عادةً ما تعيش أسبوعين أو شهرين أو سنة كاملة إذا كانت كبيرة الحجم وبصحة جيدة، ولكن بعد هذه المدّة تنتهي دورة حياتها بعد أن تقوم بوضع البيض بالصورة المُعتادة لتفارق الحياة، وتنتهي حياة الفَراشة أيضاً عندما تكون فريسة سهلة لطائر مثل الغراب أو طائر الدوري أو أي طائر مهما كان حجمه صغيراً أو كبيراً، كونها ليست بالحشرات التي تمتلك سرعة كبيرة تساعدها على الهرب، وتعتبر معظم الطيور أكثر سرعة من الحشرات وخاصة الفَراشات لذا فهي تعتبر فريسة سهلة لدى معظم الطيور.
تموت الفَراشات أيضاً عندما تحدث الكوارث الطبيعية مثل البراكين أو الزلازل أو الفيضانات، وهي تتأثر كثيراً بحالة الطقس، كونها لا تمتلك المناعة الكافية التي تساعدها على التعايش بصورة طبيعية، إذ لا تستطيع معظم أنواع الفَراشات أن تعيش ضمن درجات حرارة تقلّ على الخمسة عشر درجة، وهي حشرات تموت أيضاً إذا تعرضت لأي عدوى مهما كانت كونها لا تمتلك القدرة على تحمّل المرض على الرغم من التطوّر الكبير في حواسها مثل الشمّ والرؤية.
يعتبر التلوّث الجوي ونقص الأكسجين من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى موت الفَراشات بصورة كبيرة، فهي دائمة الترحال والبحث عن أماكن تجد فيها الغذاء، إلا أنها وفي أحيان كثيرة تموت بصورة مفاجئة كونها غير قادرة على التكيّف حسب طبيعة الأماكن التي تَكثُر فيها التغيرات المناخية بصورة سلبية، وبالتالي فإنّ هذا الأمر يشكّل سبباً من أسباب عدم القدرة على اكمالها دورة حياتها بصورة طبيعية وبالتالي الموت الحتمي، لذا فالفراش من الحشرات الضعيفة التي لا تمتلك القدرة على التعايش لفترات طويلة، فهي تموت لأسباب يمكن للعديد من الحيوانات الأخرى تحملها، ولكن طبيعتها الجسدية لا تسمح لها بتحمل الأمراض والتغيرات المناخية المفاجئة.
