تبقى معظم الحيوانات في حالة وعي تام ما دامت مستيقظة حيث يمكن لها سماع ما يدور حولها ورؤية الأشياء وإدراك المخاطر من خلال الشمّ والحس والسمع والبصر، ولكن في حالة النوم تفقد معظم الكائنات الحية حاستي النظر والشمّ بصورة رئيسية يبعها جزء كبير من حاسة السمع، ولكن في حالات أخرى هناك بعض الحيوانات التي يمكن لها أن تعي ما يدور حولها وأن تبقى في حالة حركة بطريقة معينة، ولكن هل تساءلنا في يوم ما هل ينام الدلفين وكيف ينام؟
كيف تنام الدلافين
هناك اعتقاد سائد لوقت طويل بأنّ الحيوانات البحرية وخاصة الأسماك والحيتان لا تنام أبداً، ولعلّ الاعتقاد القديم هذا لكون الأسماك لا تغلق عينيها لعدم امتلاكها جفون، ولحركة عظم أنواع الحيتان بصورة مستمرة، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح وغير علمي، فالحيوانات البحرية وعلى رأسها الأسماك والحيتان تنام لفترات جيدة وترتاح في متصف النهار أيضاً، ولكن حالة الإغماء التي تحدث لنا كبشر أو للعديد من أنواع الحيوانات تكون مختلفة بالنسبة للأسماك البحرية والحيتان.
تعتبر الدلافين نوع من أنواع الحيتان كبيرة الحجم، ولكنها لا تعتبر خطرة بالقدر الذي يمكن أن نشاهده لدى الحوت الأحدب أو الحوت القاتل او بعض أنواع أسماك القرش، فالدلفين من الحيوانات البحرية الذكية للغاية التي يمكن لها أن تلعب وتتعلّم وترافق الأنسان بصورة غير متوقعة، وعلى الرغم من ذلك فهي بحاجة إلى النوم بصورة كافية تساعدها على الحركة.
هل الدلافين تنام بنصف دماغ
أثبت علماء سلوك الحيوان أن الدلافين قادرة على النوم ولكن بشكل يختلف بصورة كلية عن باقي الحيوانات البحرية والأسماك الأخرى، فهي تنام ولكن ينام نصف دماغها فقط ويبقى الجزء الآخر يعمل بصورة طبيعية، فعندما ينام الدلفين فإنّه يدرك ما يدور حوله ويقوم بإغلاق عين واحدة فقط، وفي حلات كثيرة ينام وهو يطفو فوق الماء مع إدراك ما يدور حوله.
وفي حالات أخرى تنام الدلافين وهي تطفو أو تسبح بصورة خفيفة للمحافظة على درجة حرارة الجسم ودينامية الحركة، كما وتنام الدلافين بنصف دماغ فقط كونها تخشى أن تغرق داخل المياه في حال أغمي عليها أو أن تتعرض للافتراس من قبل الحيوانات البحرية الأخرى، ولا ننسى أن الدلافين من أكثر الحيوانات البحرية منها والبرية ذكاء.