يمكن للأخطبوط أن يغير لونه في أقل من ثانية، حيث أن جلده مغطى بملايين الخلايا الملونة التي يتحكم فيها الجهاز العصبي، تسمى هذه الخلايا “حامل الكروماتوفور” وهذه الخلايا مليئة بأصباغ سوداء أو بنية أو صفراء وتحيط بها ألياف عضلية عندما تتقلص، وتتوسع الخلايا وتشكل البقع التي تؤدي إلى اسوداد الجلد، وبالتالي فإن الأخطبوط يريح عضلاته إذا أراد أن يفاجئ خصمه أو تختبئ تحت الصخور، وفي هذه الحالة تنكمش الخلايا الملونة، وتكون هذه الخلايا و الألوان عبرة عن نقاط غير مرئية حتى يصبح جلد الأخطبوط فاتح اللون.
إحساس الأخطبوط بالضوء
يمكن أن يحس الأخطبوط بالضوء عندما يلامس جلده بسبب مستقبلات الحساسية الموجودة في خلاياه وتم اكتشاف علماء الحيوان في جامعة كاليفورنيا (الولايات المتحدة الأمريكية)، قام الباحثون بفحص جلد الأخطبوط في كاليفورنيا، أخذ العلماء عينة من نسيج أخطبوط حي، واتضح أن الجلد يتغير لونه حسب الإضاءة: مع الضوء الخافت ظل شاحبًا، وعندما يتم تشغيل الضوء الساطع بشكل حاد.
لم يتوقع العلماء رؤية مثل هذا التفاعل السريع، هذا ما قاله أحد مؤلفي الدراسة، الدكتور تود أوكلي، يسقط الضوء على الأذرع التي تحفز الخلايا العصبية على نقل المعلومات إلى الصبغة المجاورة، التي تحتوي على خلايا كروماتوفور وبالتالي، وينتقل انتقال الإشارة بدون المرور من الجهاز العصبي المركزي.
كما إن جلد الأخطبوط لا يرى الضوء بنفس مقياس الرخويات نفسها، لا يميز جلد الأخطبوط تباين الضوء، بل يمكن ملاحظة زيادة أو تغير الضوء. أظهرت نتائج الدراسة أن قدرة الأخطبوط على التمويه (تغيير اللون) أقل ارتباطًا بأنشطة الدماغ، وهو ما كان يُعتقد سابقًا، بدلاً من إرسال إشارة إلى الدماغ، يتغير الجلد بشكل مستقل.
يعرف العلماء بالفعل أن الأخطبوط يمكنه تغيير لون ونمط وملمس جلده حسب الرغبة عن طريق إرسال إشارات من أعينها إلى خلايا تسمى حوامل الكروماتوف في جلدها، والتي تحتوي على صبغة ويمكن أن تتوسع وتتقلص لتغيير مظهرها.
حيث أن جلد الأخطبوط يمكن أن يشعر ويستجيب للضوء حتى دون تلقي إشارات من العين أو الدماغ، باستخدام نفس الشيء البيولوجي. لذلك يمتلك الأخطبوط القدرة على رؤية الضوء دون الحاجة إلى عيون.