يعتبر النمل من أكثر الكائنات الحية جدلاً من حيث طريقة تعايشه وأسلوبه في التكاثر وحماية نفسه، فالنمل من الحشرات التي تنتشر بأعداد كبيرة حول العالم وبتصرفات تختلف عن الأخرى، وفي كلّ مرّة تكون تصرفات النمل من الأمور الغريبة في عالم الحيوان، ولعلّ السؤال الذي حيّر عالم الحيوان طويلاً هو الكيفية التي يقوم النمل من خلالها بالشمّ ومعرفة بعضه البعض، فهل يمتلك النمل حاسة شمّ أم لا، وإن كان كذلك فكيف يمكن له أن يشم؟
هل يشم النمل وكيف
إذا أردنا ان نتحدّث عن النمل فنحن بصدد الحديث عن أكثر الكائنات الحية تواجداً من حيث العدد والانتشار والنوع، فالنمل ينتشر في كافة أرجاء العالم وفي أكثر الأماكن غرابة، فالنمل يأتي بالمرتبة الثانية بعد النحل وربّما يكون موازياً له في العمل وطبيعة الإدراك والتنظيم والسلوك.
إنّ الغريب بالأمر انّ النمل قادر على اشتمام رائحة الطعام بصورة سريعة جداً، ويمكن له ان يستردك مواطن الخطر واشتمام رائحة الحيوانات الأخرى المعادية بصورة أسرع، ليس هذا هو الغريب بل الامر متعلّق بعدم امتلاك النمل لأنف في جسده يعمل على تفعيل هذه الحاسة الهامة، ولعلّ الأمر متعلّق بجزء هام من جسد النمل يمكنه ان يقوم بهذا الامر بحرفية عالية.
إن كان الامر كذلك فيمكن للنمل ان يشتم الروائح عبر قرني الاستشعار التي تتواجد في مقدّمة الرأس، وهذه المجسّات الدقيقة والتي تتحرّك بصورة مستمرة يمنة ويسرة تعتبر أفضل وسيلة يمكن للنمل استخدامها للحصول على المسار الصحيح في محاولة الحصول على الطعام وتمييز الأشياء من حولها، إذ يمكن للنمل ان يصل إلى الطعام المتواجد بالقرب منه في أوقات قياسية، ليس هذا فقط بل ويمكن له دعوة باقي أفراد المجموعة عن طريق فرمانات يقوم بإطلاقها لدعوتهم على الفريسة أو الطعام الذي حصل عليه.
يقوم قرني الاستشعار او الهوائيات كما يصفها البعض بعمل مميّز قد يفوق عمل الأنف الذي اعتدنا عليه في وجوه الكائنات الحية، فالنمل من أكثر الحيوانات قدرة وسرعة في الوصول إلى الطعام مهما كان نوعه كون النمل تقريباً يأكل كلّ شيء يمكن أكله، وهذا الأمر يجعل من حياة النمل وتعايشها وسلوكها أمر طبيعي لا ينقصه شيء.