من السهل على الإنسان أن يقوم بتدريب الحيوانات على الركض والجلوس واللعب، مثل تدريب الكلاب والقطط والأسودوالدلافينوالفيلة وغيرها من الحيوانات التي يمكن لها أن تحفظ بعض السلوكيات، ولكن لعلّنا نتساءل عن الطريقة التي يمكن للإنسان قديماً أن يتواصل مع بعضه البعض بسهولة ويسر وسرعة كبيرة دون وجود أي وسائل اتصال حديثة كما هو الحال في وقتنا الحاضر، لنجد أن طيور الحمام هي وسيلة الاتصال الأكثر أماناً وقدرة على توصيل الأمانات والرسائل في تلك الفترة، فكيف يتم ذلك؟
كيف يستطيع الحمام أن يحفظ طرق العودة
يعتقد البعض أن طيور الحمام هي طيور عادية ساذجة يمكننا الاستمتاع بمظهرها الجميل أو تناولها على وجبة طعام فاخرة، ولكن لعلّنا لم ندرك قدرة الحمام الكبيرة قديماً كونها كانت تعتبر وسيلة الاتصال الأكثر أهمية ودقّة في تلك الفترة، فعلى الرغم من أن الأحصنة والإبل كانت الوسيلة الأكثر استخدماً في تلك الفترة من أجل الترحال من مكان لآخر، إلا أن الحمام وخاصة الزاجل منه هو الأكثر أماناً وقدرة على نقل الرسائل التي يتم ربطها في أقدامه أو رقابه لمسافات طويلة.
يمكن للحمام الزاجل أن يقطع مسافة تصل لغاية ألف ميل وأن يعود إلى المكان الذي انطلق منه، وحاول علماء سلوك الحيوان معرفة الطريقة التي يعود من خلالها الحمام إلى أماكن سكنه ولكن جميعها كانت عبارة عن فرضيات تفتقر إلى الدقّة من حيث الاعتماد على اتجاه الشمس أو وجود بوصلة بداخل عقولها بشكل مختلف إلى غير ذلك من الاقتراحات غير المؤكدة لغاية الآن.
الهام في الأمر أن الإنسان استطاع أن يستخدم الحمام لنقل المعلومات الهامة جداً من مكان ما لآخر، حيث يعتبر الحمام من الحيوانات الذكية التي لا تنسى الأماكن التي تخرج منها أو تذهب إليها من أول مرّة، وهذا الأمر بطبيعة الحال ساعد الإنسان على تطويع الحمام الزاجل لنقل الرسائل والمعلومات بصورة رائعة من خلال تدريبها في مراحل العمر الأولى بعد أن تكون قادرة على الطيران، وإطعامها بطريقة معينة بحيث يمكن لها العودة مرّة أخرى وإحضار ما يتوفر لها من معلومات بسهولة ويسر.