لكلّ حيوان خاصيّة تساعده في الحصول على طعامه، فالفئران تمتلك حاسة شمّ قوية تساعدها في تحديد أماكن تواجد الطعام، والطيور تمتلك حاسة نظر قوية تساعدها في تحديد أماكن تواجد الطعام، وكذلك هي الحال بالنسبة للعديد من الحشرات مثل النحل التي تحدد أماكن تواجد الطعام من خلال حاسة الشم والبصر، وللأسماك حواس قوية في غاية الروعة تساعدها في الحصول على طعامها مثل حاسة الشم التي تعتبر هي الوسيلة الأقوى في عملية تحديد الطعام ونوعه، ولكن هل تساءلنا يوماً ما عن الكيفية التي ينجذب من خلالها سمك القرش للدم؟
كيف يحصل سمك القرش على طعامه
يعتبر سمك القرش من أكثر الأسماك البحرية قوّة وأكبرها حجماً وأكثرها خطورة، فهي أسماك تمتلك أسنان قوية للغاية وولديها عظّة فكّ لا مثيل لها، كما وأن أجسادها تزيد من قوّتها وسرعتها داخل المياه وخطورتها على حياة الحيوانات الأخرى، لذا فأسماك القرش تُشكّل خطورة كبيرة على حياة الكثير من الحيوانات البحرية سواء كانت أسماك أم طيور أم فقمات أم بطاريق.
يمكن لسمك القرش أن يحصل على طعامه مُستعيناً بحاسة الشمّ القوية جداً والمتطورة للغاية، والتي تساعده في الحصول على الصيد بصورة أكثر من رائعة، فهي تمتلك خياشيم تساعدها على التنفس وأخرى تساعدها على الشمّ فقط، إذ تعتبر حاسة الشمّ لدى أسماك القرش هي الأكثر قوّة وتطوراً من بين جميع الحيوانات البحرية، وهذا الأمر يساعدها بالطبع على تحديد أماكن تواجد الفريسة ونوعها ومدى الاستفادة من عناصرها الغذائية.
هل تشم أسماك القرش رائحة الدم
من الطبيعي أن أسماك القرش القاتلة تنجذب نحو رائحة الدم بصورة سريعة، ولكن لا يمكن وصف الحال بالسرعة التي تمّ تقديمها من خلال الأفلام السينمائية على أنها قادرة على اشتمام رائحة الدم من بُعد أميال، فهذا أمر غير حقيقي ولا صلة له بالواقع، إذ يمكن لأسماك القرش أن تشتم رائحة الدم من عدّة مئات من الأمتار لا تتجاوز المئتين وخمسين متر، وهذه الروائح لا تنتقل مباشرة إلى حاسة الشمّ لديها كونها بحاجة إلى تهيئة الظروف البحرية لتصل الرائحة إلى أسماك القرش.
تنجذب أسماك القرش نحو روائح الحيوانات البحرية المصابة والتي تنزف دماً، حيث تقوم بملاحقتها والتهامها، أما تلك الصور التي تمّ تحريفها من خلال الأفلام الحركية لانجذاب سمك القرش نحو دم الإنسان بسرعة والعمل على التهامه من قبل أسماك القرش فهذا أمر غير صحيح، ولعلّ الإنسان لا يعتبر الوجبة المفضّلة لدى أسماك القرش، وتقتصر معظم الأضرار على إحداث جروح قطعية وقليلاً ما تحصل الوفيات.
