لكلّ حيوان سلوك معيّن يمكن لنا أن نميّزه عن غيره من الحيوانات من حيث الشكل والسلوك، وقد يكون للصوت نصيب بل وأكثر من ذلك في عملية تمييز الحيوانات عن بعضها البعض، فالطيور تغرّد أو تصيح أو تنعق والقطط تمتاز بالمواء والكلاب بالعواء، وتمتاز الأسود بالزئير وهو الصوت الذي يعتبره البعض الأكثر جمالاً على الرغم من أنه مخيف للغاية في الحقيقة، فلماذا تزأر الأسود ومتى تقوم بهذا الأمر؟
لماذا تزأر الأسود
تمتاز الأسود كغيرها من الحيوانات بقدرتها الكبيرة على إخراج صوت مرتفع يجعلها الأكثر تميّزاً، ولكلّ حيوان صوت مختلف يمكن للحيوانات الأخرى التي تتعايش معه أن تتعرف عليه، ويعتبر الأسد أكثر الحيوانات البرية قوّة وشجاعة وإقداماً نظراً لحجمه الضخم وقدرته الكبيرة على الصيد وقتل أكثر الحيوانات قوّة، ولا يجرؤ أي حيوان أن يقترب من المكان الذي يتعايش فيه ملك الغابة.
متى تزأر الأسود
على الرغم من قوّة الأسد المفرطة إلا أنه لا يتحّرك كثيراً فهو يمضي ما يقرب العشرين ساعة من يومه وهو مضطجع، وفي كثير من الأحيان لا تقدم الأسود على الصيد كونها ضخمة الحجم وتعتمد على اللبؤة الأكثر رشاقة وسرعة وقدرة على الصيد، ولكن يمكن لها أن تنشط في أي لحظة إذا توفّر لها صيد سهل، فهي عندما ترغب في الصيد تزأر كدلالة على القوّة ومحاولة إخافة الفرائس.
تزأر الأسود أيضاً عندما تستشعر بخطورة أسد أو مجموعة أسود أخرى تحاول السيطرة على أماكنها الخاصة، فهي تزأر بصوت مرتفع للغاية يصل مداه لحوالي خمسة أميال، وهذا الصوت يعتبر رسالة للحيوانات الأخرى التي ترغب في الاقتراب أنها ستواجه مصيراً حتمياً يتمثّل في المواجهة والقتل.
عندما تزأر الأسود فهي إما في حالة غضب أو في حالة نشوة للحصول على فريسة ما، أو أنها ترسل رسالة إلى الأسود الأخرى والضباع ضرورة الابتعاد عن الفريسة، وتزأر الأسود عندما تتنافس الذكور على الأنثى التي تكون عادة شريكاً محتملاً للأسد الأقوى الذي يقوم بالزئير لفترات طويلة كدليل على القوة والقدرة على حماية المجموعة وحماية الأنثى التي حصل عليها، وزئير الأسد اليافع يكون أكثر صخباً من صوت الزئير الذي يطلقه شبل الأسد أو الأسد الهرم.