مهما كبر حجم الحيوان أو صغر فإنه لن يتمكّن من أكل أكثر من طاقته التي تسمح له بالتعايش وفقاً للنظام البيئي، فالأسود مثلاً يمكن لها أن تأكل في اليوم الواحد مقداراً من اللحوم الطازجة بما لا يزيد على عدّة كيلو غرامات، وكذلك الحال بالنسبة للصقور الجارحة والنسور والدببة والنمور، ولكن عندما نتحدّث عن الأفاعي فنحن نخرج عن القاعدة قليلاً كوننا نتحدث عن حيوان قادر على الأكل ولصيد بطريقة مثيرة للعجب، فكيف تصطاد الأفاعي كيف تبتلع ضحاياها؟
كيف تحصل الأفاعي على طعامها
تعتبر الأفاعي واحدة من الحيوانات المفترسة التي تمتاز بأنواعها وأشكالها وأحجامها عبر قارات العالم، فبعضها لا يكاد يتجاوز طولها عدّة سنتيمترات والبعض الآخر يتجاوز طولها العشرة أمتار ويزيد وزنها على المئة كيلو غرام مثل أفعى الأناكوندا القوية، وهذا يعني أنّه يمكن للأفاعي أن تتغذّى على الحيوانات الأخرى وأن تلتهمها بقصد الحصول على لحومها وما تحتويه من عناصر غذائية تعينها على التعايش والحفاظ على توازنها.
عادة ما تصطاد الأفاعي الحيوانات الأخرى الأصغر منها حجماً مستخدمة إمّا لدغتها القاتلة لتخدير الحيوانات الأخرى أو لقتلها بصورة مباشرة وبعد ذلك ابتلاعها، أو أن تقوم الأفعى بالالتفاف حول أعناق أو أجساد الحيوانات الأخرى مستخدمة قوّتها الكبيرة في عملية الدفع والخنق وبالتالي قتل الفريسة وبعد ذلك ابتلاعها، وعادة ما تحصل الأفاعي على طعامها مستخدمة حاسة الشم القوية لديها بواسطة لسانها المشعّب.
كيف تبتلع الأفعى فرائسها
لا يمكن للأفعى كغيرها من الحيوانات المفترسة الأخرى أن تقوم بتقطيع فرائسها وأكلها على دفعات، ولا تمتلك أسناناً قوية تساعدها في عملية المضغ أو تقطيع الطعام، فكل ما عليها فعله هو فتح فمها الذي لا يحتوي على فكّ سفلي متصل بشكل ثانوي، حيث ينقسم هذا الفك السفلي إلى جزأين يمنة ويسرة بحيث يتسع الفم إلى أكبر الحيوانات بحيث يسمح لها بتسهيل عملية البلع، وخاصة أفاعي الأناكوندا الضخمة.
إنّ تمدد الجلد المحيط بالرأس يسمح لعام الفك بأن تتسع بصورة كبيرة، وبالتالي فإنّ عملية بلع الفرائس يكون سهلاً، وبعد عملية البلع تقوم الأفعى عادة بعملية الهضم البطيء الذي قد يمتدّ إلى عدّة أيام والتخلّص من العظام والفضلات التي لا يستفاد منها، وقد تم رصد قيام بعض أفاعي الأناكوندا تقوم بابتلاع إنسان بالغ دفعة واحدة دون أن يسبب لها أية مشكلات في هذا الصدد، حيث يمكن للأفاعي أن تبتلع ما يساوي حجمها أو يزيد عليه.