تحتل الأسود والنمور قمة الهرم في القوة والقدرة على الصيد بصورة فردية من بين جميع الحيوانات البرية المفترسة، إذ يمكن لمعظم أنواع النمور أن تصطاد بصورة فردية وأن تقوم بالتهام فريستها دون الخوف من أحد، وكذلك هي الحال بالنسبة للأسود التي عادة ما تعتمد على اللبؤات في الصيد إن وجدت، إلا أنها تعتمد على نفسها في الصيد أيضاً معتمدة على سلوكها في القتل مستغلة قوتها الكبيرة، ولعل الأسود والنمور من الحيوانات التي تقوم بخنق فريستها قبل التهامها، فما سبب القيام بهذا السلوك؟
سلوك الأسود في خنق الفريسة
تمتلك الأسود والنمور فكاً قوياً للغاية مدعوماً بعضلات رقبة ورأس في غاية الروعة، فهي الحيوانات الأكثر قوة في البرية التي تخشاها جميع الحيوانات، وهي الحيوانات التي يمكن لها استهداف أي حيوان بري آخر مهما بلغت قوته متى شاءت ذلك، فالنمور والأسود مهما كانت الطريقة التي تصيد فيها فهي خطرة للغاية وتشكل تهديداً صارخاً للحيوانات مهما كبر حجمها أو صغر، فهي تمتلك من المؤهلات ما يجعل منها حيوانات مفترسة بامتياز.
يمكن للأسد أو النمر أو يلتقط فريسته من بين قطيع حيوانات كبير مستعيناً بسرعته الهائلة وبنيته الجسدية القوية وقدرته على خنق الفريسة قبل أن يقوم بالتهامها، فالنمور والأسود لا تخشى الحيوانات المفترسة الأخرى من مشاركتها في فرائسها كما هي الحال لدى الضباع التي تقوم بأكل فريستها قبل أن تموت، إذ تقوم النمور والأسود عادة بقتل الفريسة بصورة تامة من خلال غرس أنيابها القوية الطويلة في منطقة الرقبة وقطع أنفاسها حتى تموت تماماً ليتم بعد ذلك عملية الأكل.
تقوم النمور عادة بسحب الفريسة إلى الأشجار العالية أو إلى المنحدرات خوفاً من هيمنة الأسود أو مشاركة الضباع الفريسة، وهذا الأمر يتطلب القدرة على حمل الفريسة بسهولة أكبر من خلال خنق الفريسة والقضاء عليها قبل أن يتم التهامها بعد ذلك، ومما لا شك فيه أن أسلوب القتل الذي تعتمد النمور يختلف نوعاً ما عن ذلك المستخدم من قبل الأسود التي تقوم بصيدها بصورة جماعية مستعينة باللبؤات الشابة في كثير من الأحيان.
في الختام تعتبر النمور والأسود من الحيوانات القوية التي تمتلك القدرة على قتل الحيوانات الأخرى مهما كبر حجمها مستعينة بقوتها الجسدية وخبرتها في الصيد، وهي تستخدم أسلوب خنق الفريسة قبل أن يتم أكلها على خلاف أسلوب القتل الذي تقوم به الضباع والكلاب البرية الأفريقية.
