لماذا تعيش الحيوانات في المحميات عمرا أطول من البرية

اقرأ في هذا المقال


إنّ لكلّ نوع من أنواع الحيوانات عمر افتراضي يعيش وفقاً له وصولاً إلى مرحلة الشيخوخة ومن ثمّ الموت، وقد يطول هذا العمر قليلاً أو يقصل عن المدّة التي تم رصدها من قبل علماء سلوك الحيوان، فالسلحفاة البرية قد تعيش إلى ما يصل مئة وخمسين عاماً، والصقور قد تعيش إلى ستين عاماً، والأسود قد تعيش إلى ما قد يصل عشرين عاماً، ولكن تختلف الحيوانات باختلاف أنواعها وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه والطعام المتوفر، ونستثني من ذلك الموت الذي يحصل نتيجة الافتراس.

هل تعيش الحيوانات عمرا أطول في البرية أم في المحمية

يعتقد الكثيرون أنّ الحيوانات عندما تقع في الأسر لا تستطيع التعايش بصورة طبيعية وربّما تتعرض للموت نتيجة الضغوط النفسية، قد يكون هذا الأمر صحيحاً بالنسبة لحيوان اعتاد التعايش في الغابة أو في الجبال أو في المناطق المفتوحة التي كان يقطع خلالها عشرات بل مئات الأميال في اليوم الواحد ليجد نفسه في قفص حديدي لا تزيد مسافته على بضعة أمتار، ولكنّ معظم الحيوانات التي تعيش في المحميات الطبيعية تعيش لفترات أطول من تلك التي تقضيها في الغابة.

إنّ الحيوانات التي تعيش في المحميات الطبيعية يتم حمايتها بداية من العدو الأول والحقيقي للحيوانات ألا وهو الإنسان، فالإنسان يعتبر أكبر تهديد يمكن أن يقضي على نسل الحيوانات لأسباب اقتصادية على الأرجح، كما ويتم حماية الحيوانات من الحيوانات المفترسة الأكثر قوّة مثل المحميات الخاصة بالغزلان، حيث تعيش لفترات أكول بكثير من تلك التي تعيشها في البرية رفقة النمور والأسود والضباع والدببة والذئاب الكاسرة.

تعيش الأسود في البرية لفترة لا تزيد على العشرة سنوات، بينما تعيش في المحميات الطبيعية لفترة تصل لغاية خمسة وعشرين عاماً، فالرعاية الصحية وحمايتها من الأمراض داخل المحمية الطبيعية تزيد من أعمارها وتجعلها قادرة على كسب المزيد من الوقت، وكذلك الحال بالنسبة للعديد من الحيوانات العاشبة التي تعتبر فرص نجاتها من مخالب الحيوانات المفترسة قليلة إذا ما تعايشت في البرية كما هي الحال بالنسبة للماعز والخراف.

المحميات الطبيعية تمنح الحيوانات الفرصة لكسب المزيد من الوقت على الرغم من أنها تخرج عن طبيعتها، وتستغني كثيراً عن المزيد من المزايا الممنوحة لها داخل الغاية كتلك التي نراها لدى الأسود القوية، حيث لا يمكننا إلا أن نرى تتمشّى داخل أقفاصها بانتظار الطعام وعلى مرّ السنين بانتظار الموت الرحيم.


شارك المقالة: