عندما نتحدّث عن الحيوانات فقد يكون لصورة الأسود نصيب من تلك الذاكرة التي لا يمكن لها أن تنسى، وعندما نتحدّث عن الشجاعة والوصف فلعلّ الأسود هي أول ما يخطر على بالنا، وعندما يتمّ الحديث عن القوّة ومدى السيطرة على الحيوانات الأخرى كحيوان يعتبر أكثر الحيوانات البرية قوّة وشراسة، إنّه الأسد بكل ما يمتلك من قوّة وشراسة وضخامة، فكيف تستطيع الأسود أن تحدّد أماكن سيطرتها؟
لماذا تبول الأسود حول أماكن النفوذ والسيطرة
1. كرسالة تحذير للحيوانات الأخرى
لعلّ الأسود لا تمتلك لغة الجسد التي تتناسب وفقاً لطبيعة كلّ حيوان يعيش في نطاق الغابة التي تتواجد فيها، وفي طبيعة الحال لا تعيش الأسود مع بعضها البعض بصورة جماعية متحابّة، فالأسود تتعايش على شكل مجموعات يترّاس كلّ مجموعة أسد قوي يقوم بفرض اعتباراته على منطقة نفوذه الأمر الذي يستدعي عدم اقتراب أي حيوان آخر إلى منطقة الحمى.
لا تستطيع الأسود أن تضع حدوداً مكانية أو معالم واضحة يمكن للمارة أن يفهموها بسهولة، ولكن يمكن لها أن توجّه تحذيراً للحيوانات وخاصة المفترسة منها بأنّ نطاق السيطرة للأسد هو النطاق الذي تمّ وضعه من خلال التبوّل على قاع بعض الأشجار أو الأماكن المكشوفة التي يمكن للحيوانات الأخرى أن تميّزها، ولعلّ هذا الأمر تحديداً من الأمور التي تقوم بها الأسود من أجل فرض السيطرة المكانية وعدم السماح للأسود الأخرى بمحاولة فرض نفوذها على تلك المناطق، وكرسالة توضّح أن هذه المنطقة مملوكة لأسد قوي قادر على الحماية.
إنّ الأسود أو الحيوانات الأخرى التي تعمل على تجاوز أماكن نفوذ الأسود التي تمّ تحديدها مسبقاً يعتبر تهديداً مباشراً لتلك الحيوانات بأنها ستلقى معاملة في غاية الشراسة، حيث أنّ معظم النزاعات التي تحدث سلفاً بين الأسود وخاصة في مواسم التكاثر تعتبر من الصراعات الخاصة بالمنطقة المسيطر عليها.
2. لعدم تجاوز أفراد المجموعة الحد المكاني
عندما يقوم الأسد الذي يسيطر على المجموعة بتحديد تلك المناطق، فهو يوجه رسالة واضحة لباقي أفراد المجموعة بضرورة عدم الخروج عن النطاق المكاني، وبالتالي فإنّ الخروج عن النطاق المكاني قد يكون سبباً في قتل أحد أفراد المجموعة أو تعرّضه للهجوم من قبل مجموعة أخرى.