اقرأ في هذا المقال
لا شكّ في أن الحيوانات تُعبّر عن مشاعرها بصور مختلفة، فمنها من يقوم بالتعبير عن غضبه بالصراخ كما هي الحال لدى زئير الأسود، ومنها ما يقوم بالتعبير عن غضبه بالضرب على صدره كما هي الحال لدى الغوريلا، ومنها من يقوم بالتعبير عن غضبه من خلال الركض أو التنفس بصورة سريعة أو بسيلان اللعاب من فمه، ولكن هل تساءلنا عن السبب الذي يجعل لعاب الحيوانات يسيل بصورة واضحة وهل له علاقة بالسلوك؟
سلوك الحيوانات في التعامل مع الغضب
هل يمكن للحيوانات أن تغضب؟ هذا هو السؤال الذي يتبادر في ذهن البعض، ولعلّ الجواب هو نعم، فالحيوانات تغضب وعندما تشعر بالغضب فهي تكون في غاية الخطورة، وقد تتصرف بسلوكيات شرسة جداً غير متوقعة، فالحيوانات وحتى الوديعة منها مثل الأحصنة والحميروالبقر والجِمال قد تقوم بسلوكيات عدوانية في حال شعرت بالغضب؛ بسبب سوء المعاملة أو الضرب أو الاعتداء على أحد الأمور الخاصة بها.
لا تمتلك الحيوانات القدرة على ضبط النفس كما هي الحال لدى البشر، فقد تعبّر عن غضبها بسلوكيات من شأنها إحداث أضرار كبيرة قد تؤدي إلى موت بعضها البعض، فالزرافة عندما تشعر بالغضب تعبر عن سلوكها بإحداث دفعات قوية للغاية قادرة على قتل أسد قوي مستخدمة أقدامها الخلفية، وكذلك الحال بالنسبة للذئاب فهي عندما تشعر بالغضب تقوم بالعضّ، وكذلك الأمر بالنسبة للطيور التي قد تهاجم مستخدمة منقارها القوي أو ركلتها القوية كما هي الحال لدى النعامة.
هل يترافق سيلان لعاب الحيوانات مع السلوكيات الغاضبة
لا يشترط أن يسيل لعاب الحيوانات عندما تشعر بالغضب، ولكن يعتبر سيلان لعاب الحيوانات الذي يترافق مع مواقف بعينها سلوك يشير إلى غضبها وتغيّر جذري في سلوكها، وهذا الأمر من شأنه أن يجعل من الحيوانات التي يسيل لعابها حيوانات خطرة لا يمكن توقّع تصرفاتها.
فالأسود والنمور والدببة والكلاب والذئاب والضباع والقطط وغيرها الكثير من الحيوانات المفترسة بصورة عامة تعبّر عن سلوكياتها الغضبة بإصدار أصوات قوية مع سيلان في لعاب الفم، وهذا اللعاب عادة ما يظهر مع أنياب ظاهرة تشير إلى حالة من الغضب والاستعداد للمواجهة والهجوم، ولعلّ سيلان اللعاب هذا له علاقة بطبيعة أجسادها، بحيث يظهر في حال شعرت تلك الحيوانات بالغضب أو بالرغبة في الصيد أو عندما تشعر بالجوع الشديد والحاجة إلى وجود الغذاء الذي يساعدها على الحياة.