يمكن لنا بسهولة كبيرة أن نميّز القطط والكلاب من خلال أصواتها، كما ويمكن لنا أن نعرف الغربان من أصوات نعيقها والحمير من صوت نهيقها والأسود من صوت زئيرها، ولعلّ الأصوات هي الوسيلة التي يمكن للحيوانات أن تتواصل من خلالها وأن تدرك احتياجاتها بسهولة من خلال ترجمة تلك الأصوات إلى معلومات بطريقة تخص طبيعة كل حيوان، ولعلّ طيور البط من الحيوانات التي تمتلك أصواتاً لطالما كانت تشكل خلافاً لدى علماء سلوك الحيوان، فما الذي يميز صوت البط عن غيره من الأصوات؟
كيف يكون صوت البط
يعتبر البط من الطيور الاجتماعية التي تعيش في معظم قارات العالم، فمنها من يستطيع الطيران وأخرى لا يمكنها ذلك، ولطالما كان البط ذو المظهر الجميل من الأمور الجدلية التي طال الجدال فيها، إذ كان من المعتقد أن طيور البط تمتلك أصواتاً لا يوجد لها أي صدى، وهذا أمر غير صحيح بالطبع إذ أن طيور البط تصدر أصواتاً مختلفة ومتنوعة ولكن هذه الأصوات ذات طبيعة غريبة بحيث يكون مدى الصوت لها قليل ليعتقد من يقوم بسماعه بأنه لا يوجد له صدى وهذا أمر غير صحيح.
تعتبر ذكور البط من الطيور التي لا تصدر الكثير من الصخب عادة كونها طيور هادئة، والقليل من ذكور البط من يقوم بإصدار الأصوات المتعارف عليها والتي تكون خشنة ومكتومة، ولعلّ الأصوات التي عادة ما نسمعها لدى مشاهدتنا للبط هي أصوات إناث البط التي تقوم بتغييرها وصناعة الأصوات بصور مختلفة، حيث تصدر طيور البط أصوات تشبه الهمهمة والصفارات والصرير والهدير والتغريدات التي نسمعها وغيرها من الأصوات.
إنّ طبيعة أجساد البط وشكل أفواهها وطول رقابها يجعل من أصواتها غريبة لا يمكن لنا أن نتخيل بوجود صدى لها، ولكن في حقيقة الأمر أن للبط أصوات صاخبة ولها صدى يمكن الشعور به، وهي عادة ما تستخدم أصواتها بصورة رائعة من أجل التواصل فيما بينها، وتحمل أصوات البط الكثير من المعلومات والإشارات التي تسهّل عليها الحركة والتفاهم وتحذرها بوجود المخاطر، ولكن تبقى أصواتها من الأمور التي تميزها وتجعل منها طيوراً عادية ولكن بإيقاعات صوتية مختلفة عن باقي الطيور المتعارف عليها.