ماذا تعرف عن سلحفاة ألدابرا العملاقة وصغارها

اقرأ في هذا المقال


تعد سلاحف ألدابرا العملاقة (Geochelone gigantea) واحدة من أكبر السلاحف البرية في العالم، ويمكن أن تصل إلى أحجام تصل إلى 550 رطلاً وتصل إلى 150 عامًا، وهم مواطنون في جزيرة ألدابرا إحدى جزر سيشل شمال شرق مدغشقر في المحيط الهندي.

التصنيف والتطور

سلحفاة ألدابرا العملاقة هي نوع عملاق من السلحفاة موطنها جزر ألدابرا في المحيط الهندي، وسلحفاة ألدابرا العملاقة هي واحدة من أكبر أنواع السلحفاة على هذا الكوكب، وهي أيضًا واحدة من أطول الحيوانات عمراً في العالم، حيث بلغ فرد واحد من سلحفاة ألدابرا العملاقة سنًا كبيرًا يبلغ 255 عامًا.

سلحفاة ألدابرا العملاقة هي النوع الوحيد من سلحفاة المحيط الهندي العملاقة على قيد الحياة اليوم، حيث انقرضت أنواع أخرى مع وصول المستوطنين البشريين (بما في ذلك سلحفاة سيشيل العملاقة التي يعتقد الآن أنّها انقرضت في البرية)، وسلحفاة ألدابرا العملاقة وسلحفاة سيشل العملاقة متشابهة جدًا في المظهر والسلوك بحيث يعتقد البعض أنّهما من نفس النوع.

المظهر

سلحفاة ألدابرا العملاقة لها قشرة ضخمة على شكل قبة تعمل كدرع واقٍ للجسم الناعم والضعيف لسلحفاة ألدابرا العملاقة تحتها، وتتمتع سلحفاة ألدابرا العملاقة أيضًا برقبة طويلة بشكل لا يصدق، والتي تستخدمها لتمزيق الأوراق من الفروع الأعلى للأشجار، ويبلغ حجم ذكر السلحفاة العملاقة ألدابرا إلى 1.1 مترًا، بينما يبلغ حجم الإناث التي عادة ما تكون أصغر بقليل بما يبغ طول 0.9 متر.

ومن المعروف أيضًا أنّ هذا التفاوت بين الأحجام للجنسين غير كبير كثيرًا بل ربما من الممكن أن يزيد وزنهم بما يقارب مئة كيلوجرام عن الجنس الآخر ألا وهم الإناث، كما إنّها حيوانات بطيئة الحركة وذات أرجل سميكة وقصيرة وأقدام مستديرة مسطحة تقريبًا تساعدها عند المشي على الرمال.

الموطن

تم العثور على سلحفاة ألدابرا العملاقة بشكل أساسي في الأراضي العشبية والمستنقعات في جزر ألدابرا المرجانية (جزيرة من المرجان التي تحيط ببحيرة جزئيًا أو كليًا)، والتي تشكل جزءًا من سلسلة جزر سيشيل في المحيط الهندي، ولقد تقاسموا هذه الجزر ذات مرة مع عدد من أنواع السلحفاة العملاقة الأخرى ولكن العديد منها تعرض للانقراض في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

على الرغم من أنّ سلحفاة ألدابرا العملاقة توجد عادة في مناطق كثيفة النباتات المنخفضة، إلّا أنّ سلحفاة ألدابرا العملاقة معروفة أيضًا بأنّها تتجول في مناطق صخرية متناثرة عندما يكون الطعام شحيحًا، ويمكن أيضًا العثور على سلحفاة ألدابرا العملاقة في الظل أو في بركة ضحلة جدًا من الماء لتبريد نفسها في الحرارة.

الخصائص السلوكية

تم العثور على السلاحف العملاقة ألدابرا بشكل فردي وفي قطعان، والتي تميل إلى التجمع في الغالب في الأراضي العشبية المفتوحة، وعادة ما تكون سلحفاة ألدابرا العملاقة أكثر نشاطًا في الصباح عندما يقضون معظم الوقت في البحث عن الطعام قبل أن ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير، ومن المعروف أيضًا أنّ سلحفاة ألدابرا العملاقة تحفر جحورًا تحت الأرض أو تستريح في المستنقعات لتظل باردة أثناء حرارة النهار.

على الرغم من كونها حيوانات بطيئة وحذرة فأنّه يُقال إنّ سلحفاة ألدابرا العملاقة غير مهتمة بوجود الناس، مما يشير إلى أنّ أحد الأسباب التي جعلت من السهل جدًا على المستوطنين البشريين اصطيادهم هو ببساطة لأنّ هذه الحيوانات لم تخاف منهم.

التكاثر والصغار

بين شهري فبراير ومايو تضع أنثى السلاحف العملاقة ألدابرا البيض المطاطي بحوالي 25 بيضة، ومن الجدير بالذكر بأن الأنثى تضع البيض في أماكن تجعلها عرضة للخطر من قبل الحيوانات المفترسة، فمن الممكن أن يكون البيض في عش جاف وضحل على الأرض، ويُعتقد أنّ أنثى السلاحف العملاقة ألدابرا قادرة على إنتاج أكثر من مخلب واحد في السنة والتي تفقس عادة بعد فترة حضانة لمدة 8 أشهر.

تميل السلاحف الصغيرة ألدابرا العملاقة إلى الظهور خلال نفس فترة الأسبوعين التي تتزامن مع وصول موسم الأمطار، كما إنّها زواحف بطيئة النمو للغاية وغالبًا لا تصل إلى مرحلة النضج الجنسي حتى يبلغ عمرها بين 20 و 30 عامًا، وعلى الرغم من أنّه من المعروف أنّ بعض الأفراد يعيشون منذ أكثر من 250 عامًا، إلّا أنّ معظمهم يعيشون بين 80 و 120 عامًا.

النظام الغذائي والفريسة

هي من الحيوانات آكلة العشب، حيث تقوم بقضاء معظم وقتها في البحث عن الطعام من بيئتها المجاورة لها، ومن المعروف أنّ سلحفاة ألدابرا العملاقة توجد في الأماكن المعروفة باسم عشب السلحفاة، وهي منطقة تحتوي على أكثر من 20 نوعًا مختلفًا من الأعشاب، وكانت إحدى أكبر الضربات التي تعرضت لها الأنواع مع إدخال الحيوانات الأليفة إلى الجزر أنّها واجهت منافسة على الطعام لم تكن موجودة من قبل، ومن المعروف أنّ الماعز ترعى بسرعة كبيرة وتشق طريقها عبر مناطق شاسعة من موطن السلحفاة الأصلي.

الحيوانات المفترسة والتهديدات

نظرًا لحجمها الهائل والافتقار الطبيعي للحيوانات المفترسة للثدييات كان يُعتقد أنّ البالغين السلحفاة العملاقة ألدابرا ليس لديهم حيوانات مفترسة في البرية، حيث يُقال إنّ الصغار الأكثر ضعفًا والأصغر قد تم اصطيادهم بواسطة أنواع عملاقة من سرطان البحر تعيش في الجحور الجزيرة المرجانية.

ومع ذلك مع وجود المستوطنين البشريين تم إدخال الحيوانات المفترسة في شكل حيوانات مستأنسة مثل الكلاب والماعز، والتي كانت تتغذى على سلحفاة ألدابرا العملاقة وأكلت طعامها، واليوم أصبحت سلحفاة ألدابرا العملاقة أكثر عرضة للتهديد بفقدان الموائل بسبب نمو المستوطنات البشرية حيث أصبح تغير المناخ تهديدًا أكبر بشكل متزايد للأنواع في المستقبل.

أصبح لسلحفاة ألدابرا العملاقة الآن أربعة أسماء علمية حتى الآن، ويرجع ذلك أساسًا إلى حقيقة أنّ هناك حججًا مستمرة حول تشابهها مع الأنواع الكبيرة الأخرى من سلحفاة المحيط الهندي بما في ذلك السلحفاة السيشيلية العملاقة المنقرضة، وعلى الرغم من انخفاض أعداد السكان بسبب الصيد وفقدان الموائل وإدخال مفترسات جديدة، فإنّ أحد أكبر التهديدات لسلحفاة ألدابرا العملاقة هو ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن تغير المناخ، فالجزر التي تعيش عليها هذه السلحفاة هي فقط بضعة أمتار فوق مستوى سطح البحر وبالتالي فهي معرضة لخطر كبير من ارتفاع هذه المياه.

علاقة مع البشر

قبل القرن الثامن عشر الميلادي لم يكن لسلحفاة ألدابرا العملاقة مفترسات أو منافسة كبيرة على الطعام، حيث يُعتقد أنّ جميع أنواع السلاحف العملاقة المختلفة كانت تتمتع بصحة جيدة، ومع ذلك وجد الأشخاص الذين وصلوا إلى الجزر أنّ السلاحف وبيضها يسهل اصطيادها وقتلها وجيدة إلى حد ما للأكل، حيث قضى الصيد الجماعي عليهم جميعًا تقريبًا في أقل من 100 عام، وأكلت سلحفاة ألدابرا العملاقة أيضًا من قبل الحيوانات الأليفة التي وصلت مع الناس، حيث كانت أعشاشها الأرضية معرضة للخطر بشكل خاص، ولقد فقدوا الآن أيضًا الكثير من الموائل الطبيعية بسبب توسع المستوطنات البشرية في جميع أنحاء الجزيرة المرجانية.

الحفاظ على سلحفاة الدبرا العملاقة

اليوم تم إدراج سلحفاة ألدابرا العملاقة كحيوان معرض للانقراض في البرية، ومع ذلك تمت حماية جزيرة ألدابرا المرجانية الآن من التأثير البشري بعد إعلانها موقع تراث عالمي، وهي موطن لحوالي 152000 سلحفاة ألدابرا العملاقة وهي أكبر مجموعة من الحيوانات في العالم، وتوجد مجموعة أخرى معزولة من سلحفاة ألدابرا العملاقة في جزيرة زنجبار وتوجد مجموعات أخرى معزولة في متنزهات محمية في موريشيوس ورودريغز، وتهدف برامج التربية الأسيرة في هذه الجزر إلى محاولة إحياء الأنواع ويبدو أنّ أعدادها تزدهر اليوم.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: