قصة البطتان والسلحفاة

اقرأ في هذا المقال


من أكثر العادات السيئة والخطيرة على حياة الطفل هو الحديث عن الآخرين بالسوء أو كثرة الكلام؛ فهذه العادة السيئة من الممكن أن تدمّر حياة الطفل ومن حوله، لذا يجب أن يعلم الطفل أن كثرة الكلام عادة سيئة، وسنحكي في هذه القصة عن سلحفاة كثيرة الكلام وندمت على ذلك وخسرت بسبب هذه العادة السيئة الكثير، والعبرة من هذه القصة هي: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.

البطتان والسلحفاة:

كان هنالك بطتّان تعيشان بالقرب من البحيرة، واحدة من هذه البطات كانت بطة بيضاء والأخرى كانت سوداء، وكانت تعيش معهم سلحفاة كثيرة الكلام، وكانت البطتان تحبان هذه السلحفاة على الرغم من أنّها ثرثارة؛ حيث كانتا دائماً ما تنصحان هذه السلحفاة بعدم الإكثار من الكلام وترك الثرثرة المزعجة هذه، ويخبرانها بأنّ هذه الثرثرة ستضرّها في يوم من الأيام.

في يوم من الأيام جفت البحيرة التي يسكن بها هاتان البطتان والسلحفاة؛ حيث لم يتبقَّ بها أي ماء فهربت الأسماك التي كانت تعيش بها، وحتى الأعشاب الموجودة على جانبي هذه البحيرة لم تعد موجودة؛ لذلك قرّرت البطتان أن تطيران من أجل البحث عن بحيرة أخرى خوفاً من من شدة الجوع، في هذا الوقت شعرت السلحفاة بالحزن الشديد؛ فهي لا تستطيع الطيران وهي بطيئة السير، وكانت خائفة من أن يتركها جميع أصدقائها لوحدها وأن تموت من شدة الجوع والعطش.

لكن البطتّان قامتا بطمأنة هذه السلحفاة أنهما ستكونان أصدقاء أوفياء ولن يتركانها لوحدها، فبدأت البطتان بالتفكير في خطّة من أجل أن تحملا هذه السلحفاة معهما، وفجأة خطرت بذهن أحد البطتّان فكرة وهي أن تقومان بحملها بواسطة عصاة خشبية؛ لذلك أحضرت البطة خشبة ووضعتها داخل فم هذه السلحفاة وقالت لها: يجب عليكِ أن تبقي فمكِ مغلقاً على هذه العصاة وأن لا تفتحيه مهما حدث وإلّا ستموتين وتهلكين وتلقين حتفك فور فتح فمك.

وعدتهم هذه السلحفاة أن لا تتكلّم لأي سبب من الأسباب ومهما سمعت من كلام الناس؛ فطارت البطتّان وهما تحملان السلحفاة معهما من خلال هذه العصاة، واثناء طيرانهما إذ مرّا بمجموعة من الناس فنظروا لهم بتعجّب قالوا: ما هذا الأمر الغريب بطتان تحملان سلحفاة! بقيت السلحفاة صامتة كما وعدت أصدقائها.

كانت هاتان البطتّان كلمّا مرّوا بمجموعة من الناس سمعوا كلام مختلف منهم، لم تستطع السلحفاة أن تتخلّى عن طبعها السيء وهو الكلام؛ فقرّرت أن تتكلّم لترد على كلام الناس المتكرّر، وأرادت أن تقول لهم لماذا تتعجبّون من هاتين البطتّين فهم أصدقائي، وما إن فتحت فمها للتحدّث حتى أفلتت ووقعت على الأرض وتكسّرت عظامها.

شعرت هذه السلحفاة بالندم الشديد، لعدم اتبّاعها نصيحة أصدقائها وشعرت أنّها سوف تهلك من شدّة الجوع؛ فخسرت أصدقائها وخسرت حياتها بسبب طبعها السيء وكثرة الكلام.

المصدر: مدخل إلى قصص أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/1996قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018


شارك المقالة: