ماذا تعرف عن قرد البابون وعن صغاره

اقرأ في هذا المقال


هم من أكبر القرود في العالم، وهناك خمسة أنواع من البابون -الزيتون والأصفر والشاكما وغينيا والمقدسة- منتشرة في مختلف الموائل في إفريقيا والجزيرة العربية، وقرد بابون الزيتون هو الأكثر انتشارًا بين عائلة قرد البابون، ولا يمتلك البابون مثل قرود العالم القديم الأخرى ذيلًا قابلاً للإمساك بشىء، مما يعني أنّ ذيولها لا تستخدم كيد ولكنها لا تزال قادرة على التسلق عند الضرورة، وكلهم لديهم أنوف تشبه الكلاب وفكين قويين وأسنان كلاب حادة وفراء كثيف، والذكور لديهم بدة أطول حول الرقبة تسمى راف.

التوزيع

تم العثور على البابون وصغاره مرة واحدة في جميع أنحاء القارة الأفريقية واليوم على الرغم من أنّها لا تزال منتشرة على نطاق واسع إلّا أنّ مداها الطبيعي يستمر في الانخفاض، وتم العثور على البابون في مجموعة متنوعة من الموائل بما في ذلك السافانا والفرك والصحاري الصخرية والغابات المطيرة مما يوفر إمدادات وفيرة من المياه.

تم العثور على البابون حمدرياس في الصحاري الصخرية في التلال التي تصطف على ساحل البحر الأحمر في كل من شمال شرق إفريقيا وأجزاء من شبه الجزيرة العربية الغربية، وبابون الزيتون هو النوع الأكثر انتشارًا مع نطاق يمتد من الغرب إلى الشرق عبر مجموعة واسعة من الموائل، بينما يقتصر بابون غينيا على منطقة صغيرة في الغرب، وتم العثور على البابون الأصفر في الشرق وأكبر الأنواع كما يوجد الشاكما في أقصى الجنوب مع نطاق يغطي الطرف الجنوبي من إفريقيا.

التكاثر والصغار

يتكاثر البابون على مدار السنة وعلى الرغم من عدم وجود موسم تكاثر صارم، إلّا أنّ هناك قممًا في التزاوج والولادات في أوقات معينة من العام (اعتمادًا على الموقع)، وعندما تكون الأنثى مستعدة للتزاوج سيدافع الذكر المهيمن في مجموعتهم الفرعية عن حقه في التزاوج معها بشدة، ولكن على الرغم من جهوده تتزاوج أنثى البابون مع العديد من الذكور في المجموعة خلال حياتهم، وبعد فترة حمل استمرت حوالي 6 أشهر تلد أنثى البابون رضيعًا واحدًا يمسك بفروها على الفور ويتشبث بها.

عندما يولدون يتناقض صغار البابون مع ألوان والديهم وتتسامح معهم القوات حتى ينسلخوا وينمو فروهم البالغ بعد حوالي شهرين، وتبقى الفتيات الصغيرات مع والدتهن وغالبًا ما يشكل الاثنان روابط وثيقة جدًا طوال حياتهما، في حين يتم طرد الذكور من القوات وإجبارهم على محاولة إثبات أنفسهم لمجموعة أخرى.

يتكاثر معظم أفراد جنس البابون على مدار العام على الرغم من أنّ بعض المجموعات قد تتكاثر بشكل موسمي، والمعلومات المتعلقة بطول الحمل متقطعة فيستمر الحمل حوالي 180 يومًا في البابون الزيتوني ومن 161 إلى 175 يومًا في البابون الأصفر، و 172 يومًا في البابون المقدس و 187 يومًا في البابون الشاكما.

تحدث الرضاعة حتى عمر 6 إلى 15 شهرًا وتختلف حسب الأنواع وتوقيت الولادة وتوافر أغذية الفطام ورتبة الأم ومتغيرات أخرى، ويزن الصغار عادة ما يقرب من 600 إلى 900 جم عند الولادة من البابون المقدس و 1068 جم في الزيتوني و 854 جم في الأصفر، ويمتلك الأطفال حديثي الولادة معطفًا ملونًا مميزًا (أسود أو بني أو بني محمر)، والذي يحتفظون به حتى بلوغهم سن الفطام تقريبًا عندما يتساقطون في فرو أكثر شيوعًا عند البالغين من النوع.

مع جنس البابون تتراوح الفترة الفاصلة بين الولادات من 12 إلى 34 شهرًا، ومن غير المعروف ما إذا كانت الاختلافات المبلغ عنها في فترات ما بين الولادات ترجع إلى الاختلافات الجينية بين السكان وكذلك الأنواع أو الاختلافات البيئية والاجتماعية.

يتم توفير رعاية الوالدين في المقام الأول من قبل الأمهات، وترضع الإناث صغارها وتحملهم وتعتني بهم وتدعمهم في لقاءات مؤلمة مع أقرانهم، والرضع ينامون على اتصال مع أمهاتهم حتى يقتربوا من عام واحد، وقد تحاول الإناث غير الأم رعاية أو حمل الأطفال حديثي الولادة، وفي بعض الحالات عُرف عنهم خطف الأطفال حديثي الولادة من أمهاتهم، وإذا لم تتم إعادة الرضيع إلى الرضاعة على الفور فقد يموت، ولذلك تم تفسير هذا النوع من السلوك على أنّه مضايقة وليس على أنّه أمر رعاية.

هناك أنماط مثيرة للاهتمام من التفاعل بين الذكور والرضع والتي يتم تفسيرها أحيانًا على أنّها رعاية الوالدين، وعادةً ما يستخدم الذكور الرضيع كحاجز ضد عدوان الذكور الآخرين ويتشبثون بالرضيع إذا بدا هجوم ذكر آخر وشيكًا، ويبدو أنّ هذا يعمل لأنّ الأم وقريبتها من الإناث سوف يتورطون في النزاع إذا تعرض الذكر الذي يحمل الرضيع للهجوم فعليًا، ويبدو أنّ الذكر الذي يُحتمل مهاجمته يفكر مرتين في التحريض على العدوان في حين أنّه قد يثير الاستياء بين الإناث.

غالبًا ما يكون للذكور علاقة خاصة مع الأطفال الذين يستخدمونها بهذه الطريقة، ويعتني الذكور بهؤلاء الأطفال الصغار ويحملونها ويشاركونها، كما أنّهم يتدخلون أحيانًا في لقاءات مؤلمة بين الرضيع وأقرانه، وإذا ماتت الأم فمن المعروف أنّ الذكور يعتنون بالأيتام الذين استخدموهم كمخازن ناهضة مما يوفر بعض الوظائف الأساسية التي تقوم بها الأم عادة.

قد يكون هذا السلوك في الواقع أبويًا لأنّ الرضع يسمحون لأنفسهم عادةً باستخدامهم كمخازن مؤقتة فقط من قبل هؤلاء الذكور الذين يرتبطون ارتباطًا وثيقًا بأمهاتهم، ونظرًا لأنّ المقربين من الذكور لديهم فرص أكبر في إنجاب نسلها، فإنّ الرعاية الإضافية التي يقدمها الذكر لأطفاله العازلة قد تذهب إلى نسله المحتمل.

وقد تم الإبلاغ عن أفراد من جنس البابون يعيشون لمدة تصل إلى 45 عامًا في الأسر، ويصعب تقييم فترات حياة الحيوانات البرية نظرًا لأنّ الدراسات طويلة المدى لهذه الحيوانات في البرية لا يمكنها تقديم معلومات دقيقة عن عمر الحيوانات التي تهاجر إلى المجتمع، ولا يمكنها تتبع المصير النهائي لتلك الحيوانات التي تهاجر منها مجتمع، ومع ذلك فإنّ الحد الأقصى لعمر السكان البرية ربما يكون من 30 إلى 40 عامًا.

النظام الغذائي

حمية البابون والفريسة لقرد البابون وصغاره من الحيوانات النهمة المعروف أنّها تأكل مجموعة متنوعة من المواد النباتية والحيوانات الصغيرة على حد سواء، وتشكل الفاكهة والبذور والجذور الصلبة والزهور الجزء الأكبر من نظامهم الغذائي إلى جانب الحشرات والبيض والسحالي والقوارض، ومع ذلك فإنّ حجمها الكبير وقوتها تعني أيضًا أنّها تصطاد وتقتل أحيانًا فريسة أكبر مثل صغار الغزلان.

في المناطق التي تتعدى فيها المستوطنات البشرية على موائلها الطبيعية من المعروف أيضًا أنّ البابون يداهم حقول المحاصيل مما أدى إلى اعتبارها في كثير من الأحيان آفات، ويمتلك البابون أسنانًا مشابهة جدًا للأشخاص الذين لديهم سلسلة من الأضراس الكبيرة المسطحة والتي تعتبر مثالية لطحن النباتات ويمكن تخزين الطعام الفائض في أكياس الخد المرنة ليتم حفظها في وقت لاحق.


شارك المقالة: