تمتلك معظم الحيوانات تقريباً عاطفة الأبوة والأمومة، حيث تحافظ الأم قدر المستطاع على صغارها وتحميهم من خطر التعرض للافتراس أو الضياع أو الموت؛ بسبب قلّة الطعام وتحاول حمايتهم من المرض.
سلوك الأفاعي في التعامل مع الصغار المرضى
في بعض الحالات النادرة لا تملك أنثى الحيوان أن تفعل شيئاً لصغارها وخصوصاً المرضى أو الضعيفين بدنياً سوى أن تتركهم في أماكن معينة للموت، أو التهامهم كما هي الحال لدى القطط والنمور والأسود، ولكن هل تساءلنا عن سلوك الأفاعي في التعامل مع صغارها المرضى؟
تعتبر الأفاعي من الحيوانات التي تتكاثر بالبيوض في معظم أنواعها، وهي من أكثر أنواع الزواحف انتشاراً وشهرة في العالم نظراً إلى المخاطر الكبيرة التي تنتج عن لدغتها السامة التي تؤدي إلى موت العديد من الأشخاص والحيوانات في كلّ عام.
وعلى الرغم من ذلك فإن الأفاعي تمتلك القدرة على أن تعتني بصغارها بصورة رائعة، بدءً من وضع البيض وانتهاء بحضنه والالتفاف حوله بعد أن يفقس لمدّة بالحرارة اللازمة التي تضمن له فرص أفضل في الحياة.
على الرغم من أنّ العديد من الحيوانات وخصوصاً الثدية منها آكلة اللحوم تقوم بقتل صغارها المرضى مثل الخنازير والدببة والنموروالقطط إلا أنّ للأفاعي سلوك مختلف تماماً في هذا الشأن، فهي تتعامل مع البيوض بصورة مختلفة حيث تقوم بأكل البيض الذي تشعر بضعفه وأن حجمه لا يتماثل مع حجم البيض الآخر معتقدة بأن من في داخله يعاني من المرض.
كما وأن الأفاعي تقوم بهذا الأمر كونها تعتقد بأنها بحاجة كبيرة إلى الطاقة اللازمة التي تساعدها على حماية البيض والصغار، وبالتالي لا يوجد سلوكيات تشير بأن الأفاعي تقوم بالتهام صغارها المرضى، ولكنها تقوم بأكل البيض الضعيف في محاولة منح البيض الآخر فرصة الحياة والحصول على الطاقة اللازمة لحماية البيض.
سلوك الأفاعي في حماية صغارها يعتبر معقداً للغاية، فالأفاعي تبقى لفترات طويلة بالقرب من بيضها حتى ينضج ويفقس، وبعد ذلك تبقى بالقرب منه مقدّمة له الحرارة اللازمة التي تضمن له الحياة، ولعلّ هذا الأمر يُبعد الشكوك التي تتحدث عن قيام الأفاعي بأكل صغارها المرضى.
ولكن تم رصد بعض الحالات التي تقوم من خلالها الأفاعي بأكل بيض غيرها أو صغار غيرها وخاصة إن كانت الأفاعي من أنواع مختلفة، وهذا سلوك مختلف عن قيام أنثى الأفعى بأكل صغارها.