لكلّ نوع من أنواع الحيوانات خصائص شكلية وسلوكية تختلف عن خصائص باقي أنواع الحيوانات، فقد تتشابه بعض الحيوانات في الحجم أو في اللون أو طريقة التعايش أو في البيئة إلا أنها لا تتطابق بصورة كلية في السلوك والشكل، فالكثير منّا يعتقد بأن الحيوانات كائنات حية تعيش بصورة عشوائية إلا أن من يتّبع سلوكياتها يدرك بأنها غير ذلك، ولكن هل تساءلنا من قبل عن تأثير ألوان الحيوانات على سلوكياتها؟
ما مدى تأثير ألوان الحيوانات على سلوكها وتكيفها
من الطبيعي أن يغطّي أجساد الحيوانات التي تعيش في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وخاصة في المناطق الباردة جداً شعراً أو ريشاً أو صوفاً أو وبراً كثيفاً عادة ما يكون باللون الأبيض الخالص أو الموشح، وليس من الغريب أن نجد بومة تتميز بلون الأشجار التي تختبئ فيها للحصول على صيد سهل، وليس غريباً ان تمتاز معظم أنواع الزواحف بلون جلد يتطابق تماماً مع ألوان الطبيعية التي تتواجد فيها.
لا يوجد شيء بمحض الصدف فألوان الحيوانات تتوافق تماماً مع طبيعة المكان الذي تتواجد فيه، ولعل الحيوانات التي تعيش في البرية والتي تصاب بمرض البهاق سواء أكانت نموراً أو أسود أو تماسيح لا تحظى بالصيد الأوفر وعادة ما تكون هدفاً سهلاً للحيوانات الأخرى وأكثر عرضة للمرض، كل هذا لكون ألوانها لا تتناسب وطبيعة الأماكن التي تتواجد فيها، فهي عرضة للموت بسبب التناقض مع الطبيعة.
كذلك هي الحال بالنسبة للطيور والحشرات والثدييات والزواحف والأسماك والحيتان، فلكل نوع من الأنواع لون يتناسب وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، وهذه الألوان عادة ما تؤثر على سلوكياتها بصورة كبيرة، فألوان الحيوانات تساعدها على الصيد أو الرعي أو الحركة بصورة تتناسب وطبيعة المكان، فالنمور والضباع والذئاب تعرف كيف تتسلل إلى فريستها مستعينة بألوانها التي تساعدها على التخفّي وكذلك التماسيح والأفاعي والطيور وغيرها الكثير من أنواع الحيوانات.
في الختام تعتبر ألوان الحيوانات من الأمور الهامة التي تؤثر على سلوكياتها، فهي تؤثر على حركتها أثناء الرعي أو الصيد أو الاختباء والتمويه، ولا يمكن للحيوانات التي تعيش في مجتمعات جديدة لا تتناسب مع ألوان أجسادها أن تتكيف وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه بصورة غير صحيحة.