تعيش الحيوانات عادة في الأماكن التي يمكن لها التكيّف وفقاً للظروف الجوية السائدة فيها، فالأسود لا يمكن لها تحمّل الظروف الجوية الباردة في القارة القطبية الجنوبية أو الشمالية، ولا يمكن للجمل أن يتعايش أيضاً في الأجوار الباردة جداً كون بنيته الجسدية وطبيعته مصممة لتحمّل حرارة الطقس وطبيعة الصحراء القاحلة، ولعلّ الحيوانات عادة ما تقوم بالهجرة من مكان لآخر بحثاً عن الغداء و الدفء الذي يصعب تواجده في الأماكن الباردة جداً، فكيف تؤثر سرعة الرياح واتجاهها على سلوك الحيوانات؟
ما تأثير سرعة الرياح واتجاهها على سلوك الحيوانات
تتأثر الحيوانات بصورة عامة بالظروف المناخية السائدة حولها، إذ تجد بعض الحيوانات نفسها مضطرة لأن تختبئ في ملاجئ أو أماكن خاصة بها خوفاً من البرد الشديد الذي يترافق عادة برياح قوية عاتية ذات سرعات عالية لا يمكن للعديد من الحيوانات الصمود في وجهها، وبالتالي فإنها تضطر إلى اللجوء إلى تلك الأماكن لضمان الاستمرار في الحياة وصولاً إلى فصل الربيع.
تضطر بعض الحيوانات إلى المبيت الشتوي أو فيما يعرف بالسبات الشتوي هرباً من الأجواء الباردة جداً والرياح العاتية، حيث أن الدببة القطبية تلجأ إلى أماكن آمنة تساعدها على النجاة من البرد الشديد والرياح العاتية التي تجعل من عملية الحصول على الأكسجين أمراً في غاية الصعوبة، ولعلّ الجمل أيضاً يجد نفسه مضطراً لاستخدام استراتيجية الحصول على الهواء من المناطق الصحراوية التي تثار فيها الرياح بسرعات كبيرة مستخدمة غطاء أنفي يمنع دخول الهواء إلى الأنف، كما وأنه يمتلك جفناً إضافياً يمنع التراب من الدخول إلى العين.
تؤثر سرعة الرياح واتجاهها في سلوك الحيوانات وحركتها بصورة عامة، فهي لا تستطيع الحركة في الهواء الشديد كما هي الحال لدى الطيور، وتنشط حركة الهجرة لدى الحيوانات في حال حركة الهواء القوية بحثاً عن أماكن أكثر دفئاً، ولعل القارة المتجمدة الجنوبية هي المكان الأكثر خطورة في هذا الشأن والتي لا يمكن للعديد من الحيوانات تحمل سرعة الرياح فيها، لنجد أن بعض الحيوانات اعتادت على تحمل سرعة الرياح مثل طائر البطريق وبعض أنواع الفقمات.
في الختام يمكن للحيوانات تحمل الانخفاض الكبير في درجات الحرارة وخاصة الحيوانات ذوات الدم الحار، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من حركة هجرة الحيوانات ويقلّل من الغذاء المتوفر كونه يعمل على إتلافه ويغير من سلوكيات الحيوانات في الحركة وفي التزاوج وفي النوم.