في عالم الحيوان نجد بعض الحيوانات تحمل الضغينة للأخرى وتكنّ لها العداوة أكثر من أي حيوان آخر، فجميع الحيوانات التي تعيش بالقرب من الأسود والنمور والتماسيح والضباع تكنّ لها الضغينة، وجميع الطيور تقريباً تحمل الضغينة للغربان والبومة، ولكن لعلّنا لم نسمع من قبل عن عداوة ما بين حيوان بري يزيد وزنه على المئة كيلو غرام وطائر صغير لا يتجاوز وزنه عدّة كيلو غرامات، فمن المتهمين بهذه العداوة ولماذا؟
ما أسباب العداوة ما بين الحمار وطائر الشوك
تعيش العديد من الحيوانات البرية رفقة مع بعضها البعض في المناطق المفتوحة وفي السهول والبراري ولا يشترط بهذا التعايش أن يكون محايداً أو لطيفاً، فمن الطبيعي أن تكون هناك عداوة ما بين النمر والغزال وما بين الضباع والأسود وما بين الطيور والصقور والنسور، ولعلّ الحمار واحد من هذه الحيوانات التي تخشى الحيوانات الأخرى.
فالطيور في طبيعة الحال قد تكون مصدر إزعاج للعديد من الحيوانات الأخرى مثل طائر الغراب، وقد يكون صوت الحمار مصدر إزعاج وشؤم في كثير من الأحيان للعديد من الحيوانات، ولعلّ الحمار من الحيوانات التي تعيش في المناطق العشبية في محاولة منها العثور على أكبر قدر ممكن من الطعام.
ولكن أثناء بحثها عن الطعام لا بدّ لها وأن تمرّ ببعض الشجيرات الصغيرة والأعشاب الطويلة التي تحصل على طعامها منها أو بالقرب منها، وللكنّ هذه الأماكن ليست حكراً للحمار وحده او لحيوان دون آخر، فالطيور على الرغم من صغر حجمها إلا أنّ لها مجال حيوي ترفض أن يدوسه أي حيوان آخر، ولعلّ هذا المجال يكون على شكلّ عشّ مبني على شجيرة صغيرة بالقرب من سطح الأرض.
عندما يمرّ الحمار بالقرب من عشّ طائر الشوك المبني على سطح الأرض تقع البيوض على الأرض وتتعرض للتلف، ويقوم طائر الشوك بدوره بالطيران فوق رأس الحمار ومحاولة نقر رأسه بصورة مزعجة للتعبير عن غضبه، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد العداوة ما بين الحمار وطائر الشوك، حيث أصبح ذلك الطائر يقوم بملاحقة الحمار بصورة دائمة في حال مشاهدته، ويقوم الحمار بدوره بمحاولة تخريب العش بصورة مقصودة.