يعتقد البعض أن الحيوانات المفترسة مثل النمور والأسود والتماسيح والأفاعي هي الحيوانات الأكثر خطراً على حياة الإنسان وعلى حياة الحيوانات الأخرى، ولكن هذا الامر غير صحيح، حيث تعتبر الحشرات هي الخطر الأكبر الذي يموت جرّاءه الألاف من البشر والآلاف من الحيوانات حول العالم، وذلك نتيجة سلوكيات مجنونة تقوم بها تلك الحشرات بصورة مذهلة، ويعتبر البعوض من أكثر الحشرات ضرراً وكذلك هو الحال بالنسبة لسلوك الجراد ولكن في أمور أخرى تتعلّق بالأمن الغذائي، فما مدى تأثير سلوك الجراد على حياة الحيوانات الأخرى؟
تأثير سلوك الجراد على حياة الحيوانات الأخرى
يوجد في العالم ما يزيد على العشرين ألف نوع من أنواع الجراد المنتشرة عبر معظم دول العالم بأشكال وأحجام وأعداد منتظمة وغير منتظمة، وللقارة الأفريقية الحصّة الأكبر من أعداد الجراد، ولعلّ سلوكياتها السلبية في الحصول على الطعام هو ما جعلها تشكّل خطورة كبيرة على حياة الحيوانات الأخرى، إذ يمكن للجراد أن يأكل المحاصيل الزراعية التي يَمرّ بها بصورة كاملة تاركاً وراءه خراباً، والذي يؤثر بصورة كبيرة على حياة الحيوانات الأخرى التي تعتمد على البذور والنباتات في حياتها مثل الحيوانات العاشبة كالأغنام والأبقار ومعظم أنواع الطيور.
للجراد سلوك شاذ في الحصول على الطعام إذ يمكنه أن يأكل ما يعادل حجمه في كلّ يوم، ليس هذا فقط بل إنّ إناث الجراد تضع أعداد كبيرة من البيض في الأماكن التي تمرّ بها مخلّفة وراءها خراباً ما بعده خراب، بصورة تؤثر بصورة كبيرة على النظام الغذائي الحيواني ومهدداً حياة الحيوانات، مما يتيح الفرصة للنزوح الجماعي من الأماكن التي يمرّ بها.
ويُعدّ الجراد من أقوى الحشرات وأكثرها انتشاراً خاصة في المناطق الدافئة، فهو ذو سلوكيات انتهازية في الحصول على الطعام معتمداً على أعداده الهائلة وسرعته الكبيرة في الأكل، وقدرته المذهلة في التنقّل والحركة بدءً من القفز وانتهاء بالطيران قاطعاً مئات الكيلو مترات بحثاً عن الغذاء الذي يمنحه الحياة بصورة ولو على حساب الحيوانات الأخرى، والتي تعتمد في حياتها على أكل المحاصيل الزراعية بصورة رئيسية.
بالتالي فإنّ الحيوانات الأخرى تخشى الجراد وتعتبره نذير شؤم على بداية نهايتها في تغيّر مفاجئ في السلوك بحثاً عن حياة جديدة ما بعد اجتياح الجراد لأماكن سكنها، مما يدل على أن الجراد يؤثر في طبيعة المكان الذي يمرّ فيه ويغيّر من سلوكيات الحيوانات التي تتعايش في نفس المكان بصورة سلبية.