اقرأ في هذا المقال
لعلّ معظم الحيوانات تتميّز بحاسة شمّ قوية تساعدها على تحديد أماكن تواجد الطعام والتعرّف على بعضها، أو للمساعدة في تحديد روائح الحيوانات الأخرى المُعتدية أو المفترسة التي تقترب من المكان، وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على مدى حِدّة حاسة الشمّ لدى الحيوانات تتعلّق بالتغذية التي تحصل عليها تلك الحيوانات والرطوبة والضغط وطبيعة المكان، وتمتاز الحشرات التي تُشكّل الجزء الأكبر من عالم الحيوان بحاسة شَمّ قوية للغاية مقارنة بالحواس الأخرى التي تمتلكها، فما مدى قوة حاسة الشم لدى الحشرات؟
حاسة الشم لدى الحشرات
لا يمكن لنا أن نعرف تماماً مدى قوّة حاسة الشمّ لدى الحشرات، إذ لا يمكن لنا أن نقيس قوّتها بمدى قوّة حاسة الشمّ لدى الإنسان، وعلى الرغم من ذلك تعتبر حاسة الشمّ لدى الحشرات من أقوى الحواس التي تمتلكها، ولكنّها ترتبط بعدد من المتغيرات فيما يخصّ طبيعة المكان والرطوبة والحرارة والرياح وعادات التغذية والعمر والجنس وغيرها من العوامل التي تؤثر على حاسة الشم وتحدّد قوتها ومَداها، ويعتبر النحل الذي يُنتج العسل من أكثر الحشرات قوّة في استخدام حاسة الشمّ؛ كونه قادر على اشتمام روائح الأشياء من مسافات بعيدة وتمييزها.
بماذا تشم الحشرات
الحشرات تمتلك أرجلاً وأيدي وعيون ورؤوس، ولكنّها لا تمتلك أنفاً يمكن لها أن تشتمّ من خلاله، فهي تقوم على اشتمام الروائح وفقاً لأنظمة كيميائية مُعقّدة تساعدها على اشتمام الروائح والتمييز بينها، ومعظم الحشرات تمتلك قرني استشعار يُمثلان بصورة كبيرة حاسة الشمّ الموجودة لديها، وإن كان الجراد من أكثر الحشرات التي يمكنها اشتمام الروائح ومعرفتها وتمييزها فالذباب أيضاً يمكنه أن يشتم الروائح ويميزها مُستخدماً قرني الاستشعار واليدين في تلك العملية.
يمكن للنمل أيضاً أن يشتمّ الروائح من حوله مُستخدماً قرني الاستشعار اللذان يُساعدانه على تمييز ومعرفة مكان تواجد الطعام، كما وأنّ للنمل القدرة على إطلاق روائح تسمى بالفرمونات تساعدها على معرفة أماكن بعضها البعض، ويمكن للحشرات أن تستخدم حاسة الشمّ لتحديد أماكن تواجد الحيوانات الخطرة التي تُشكّل خطورة كبيرة على حياتها، ولعلّ جهاز الالتقاط الكيميائي الذي تمتلكه معظم الحيوانات يقوم بتحويل الروائح إلى معلومات من خلال الجهاز العصبي الذي تمتلكه.
ما مدى قوة حاسة الشم لدى الحشرات
تعتبر الحشرات من أكثر الحيوانات الموجودة على الأرض عدداً وأكثرها انتشاراً، وهذا الأمر لا يعني بالضرورة أنّ الحشرات تمتلك حاسة شمّ تشبه بعضها البعض، فحاسة الشمّ التي يمتلكها النمل تختلف عن تلك التي تمتلكها حشرة صرصور الليل أو حشرة فرس النبي، ويمتلك الجراد حاسة شمّ أقوى بكثير من تلك التي يمتلكها الفَراش، ولا يوجد مكان مُحدد لحاسة الشم لدى الحشرات فقد تكون في الرأس أو في الأطراف.
كيف تتواصل الحشرات
لا يمكن للحشرات أن تعتمد على حاسة السمع الضعيفة لدى العديد منها، ولا يمكنها كذلك الاعتماد على حاسة النطق كون العديد من الحشرات لا تملك القدرة على إصدار أصوات تساعدها في عملية التفاهم، مما يجعل من عملية التواصل الكيميائي فيما بينها أمر ممكن، حيث تقوم الحشرات بإفراز مواد كيميائية ويمكن لها أن تقوم بشمّها من مسافات بعيدة، ويعتبر النمل من أكثر الحشرات التي تقوم بإصدار مثل هذه الروائح حيث أن بعض أنواع النمل لا يمكنه الرؤية أبداً ويستدلّ على أماكن تواجد بعضه البعض من خلال إصدار رائحة كيميائية تسمى بالفورمونات.
ليس هذا فقط بل إن العديد من الحشرات يمكن لها التواصل مع بعضها البعض من خلال هذه الروائح الكيميائية من مسافات بعيدة، والتي تعتبر من أهم مميزات حاسة الشم لدى الحيوانات، كما وأن الحيوانات لا تعتمد على أنف كون معظمها لا تمتلك أنفاً كما هو معتاد لدى العديد من الحيوانات، ولكن يمكن لها أن تشتم الروائح مستعينة بقرني الاستشعار واللذان يسهلان عليها أن تلتقط الروائح بسهولة كبيرة وتمييزها، ويمكن من خلال الروائح الكيميائية أن تستدل الحشرات على طبيعة الأمكنة وإن كان يتواجد أي خطر.
تعتبر حاسة الشم لدى الحشرات الحاسة الأكثر أهمية كونها متطورة للغاية إذا ما تمّ مقارنتها بحاستي السمع والبصر، وعليه فالحيوانات لا يمكنها التواصل ولا الحياة بصورة طبيعية إن افتقدت حاسة الشم، وهذا الأمر يسهّل عليها طريقة التعايش بصورة جيدة، تضمن لها الحصول على الطعام والمأمن، فعلى الرغم من أن الحشرات لا تعيش كثيراً حالها حال العديد من الثدييات والأسماك والطيور إلا أنها تمتلك من الحواس ما يمنحها الأسبقية وخاصة فيما يتعلق بموضوع حاسة الشم.
