الجيارديا لامبليا (Giardia lamblia): هو كائن حي دقيق وحيد الخلية، وهو كائن أولي متطفل يمتلك الأسواط، ولهذا الطفيل أسماء عديدة مثل الجيارديا المعوية (Giardia intestinalis) أو جيارديا الاثني عشر (Giardia duodenalis)، فهو يصيب الجهاز الهضمي ويسبب داء الجيارديات للإنسان.
ينتشر طفيل الجيارديا في جميع أنحاء العالم خصوصاً في المناطق الدافئة، ويصيب الأطفال أكثر من الكبار.
وصف طفيل الجيارديا
- إن طفيل الجيارديا هو كائن حي أولي يتكون من خلية واحدة، ويمتلك الأسواط كوسيلة للحركة، ويتحرك حركة لولبية.
- يتغير شكل طفيل الجيارديا خلال دورة حياته إلى شكلين أو مرحلتين :
1.مرحلة الكيس (Cyst): وفي هذه المرحلة يكون الطفيل خامل وغير نشط وتكون مرحلة العدوى له، وتحتوي على غشاء خارجي يقاوم الظروف المحيطة بها، فيمكن أن يعيش الكيس لأسابيع إلى شهور في الماء البارد، لذلك يمكن أن يكون موجوداً في الآبار وأنظمة المياه الملوثة، وخاصة مصادر المياه الراكدة مثل البرك وأنظمة تخزين مياه الأمطار وحتى الجداول الجبلية النظيفة، كما يمكن العثور على الكيس على الأسطح أو التربة أو الطعام أو المياه الملوثة ببراز الإنسان أو الحيوانات وقد يوجد في مياه الشرب حتى بعد معالجة المياه بالكلور وتحلل الأوزون.
2.مرحلة الطور الخضري (Trophozoite): وهي المرحلة الأكثر نشاطاً، والمرحلة المتحركة التي تمتلك الأسواط، ويرتبط الطور الخضري ببطانة الأمعاء الدقيقة ويلتصق بواسطة قرص لاصق بطني أو مصاصة، وهو مسؤول عن التسبب في علامات وأعراض داء الجيارديات، ولا يمكن أن يعيش طويلاً خارج جسم العائل، ومن خلاله يمكن تشخيص الطفيل والتعرف عليه بدقة.
- يتكاثر طفيل الجيارديا بعملية الإنشطار الثنائي، وهو انقسام الخلية إلى خليتين تشبهان الخلية الأولى ثم تنقسم كل خلية منقسمة إلى خليتين أخريتين.
دورة حياة طفيل الجيارديا
- تبدأ حياة طفيل الجيارديا عند ابتلاع عشرة أو أكثر من الأكياس لهذا الطفيل الموجودة في الماء البارد أو في الطعام الملوث أو الأيدي الملوثة من التربة ببراز إنسان أو حيوان مصاب بهذا الطفيل.
- تنتقل الأكياس من الفم إلى المعدة ولا تتأثر بحموضة المعدة ثم إلى الأمعاء الدقيقة، ليبدأ كل كيس بإنتاج اثنين من الطور الخضري (Trophozoite).
- يبدأ الطور الخضري بالتكاثر والانقسام عن طريق الانشطار الثنائي، ويبقى في تجويف الأمعاء الدقيقة، ويمكن أن يكون حراً أو متصل بالغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة بواسطة القرص البطني.
- يبقى الطور الخضري يتضاعف، إلا أن يزداد عدده ويُسبب المرض وتظهر الأعراض، ويصل للقولون ويتم تحفيزه من المواد الموجودة في القولون للتحول إلى مرحلة الكيس.
- يتم تمرير الكيس أو الأكياس مع البراز، وتعود الدورة لتكرر من جديد.
داء الجيارديات
- ينتقل طفيل الجيارديا للإنسان عن طريق الماء، ويكفي وجود عشرة أكياس للتسبب بالإصابة أو عدوى الجيارديا، لذلك يعد الجيارديا السبب الأكثر شيوعاً للأمراض الطفيلية التي تنقلها المياه، كما يمكن أن ينتقل هذا الطفيل عن طريق الطعام الملوث بالبراز المحتوي على الأكياس.
- يُسبب طفيل الجيارديا داء الجيارديات(Giardiasis)، وهو مرض يصيب الأمعاء الدقيقة ويلتصق ببطانتها في طوره الخضري.
- يُسبب داء الجيارديا العديد من الأعراض والعلامات مثل الإسهال الشديد الدهني ذو الرائحة الكريهة مع سوء امتصاص العناصر الغذائية مثل سوء امتصاص اللاكتوز وفيتامين A وحمض الفوليك وفيتامين B12، ومن الأعراض الأخرى الإرهاق وفقدان الوزن والغازات وتشنجات البطن والغثيان أو القيء.
- تكمن خطورة طفيل الجيارديا في بقائه لفترات طويلة في جسم الأطفال، مما يُسبب الحساسية الدائمة ضد اللاكتوز وفشل النمو وضعف النمو العقلي لدى الأطفال.
- لا ينتشر داء الجيارديات عبر مجرى الدم، ولا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي، يبقى محصوراً في تجويف الأمعاء الدقيقة.
- إن علاج داء الجيارديات يكون في الوقاية منه وهي الخطوة الأولى في العلاج خصوصاً لدى الأطفال، ويمكن علاج هذا المرض والقضاء على طفيل الجيارديا بدواء الميترونيدازول أو فلاجيل (metronidazole or Flagyl) لمدة تتراوح من 7-10 أيام، كما يمكن إعطاء التينيدازول(Tinidazole) أو الكيناكرين (Quinacrine) أوالفورازوليدون(Furazolidone)، أو استخدام علاجات بديلة مثل ألبيندازول (Albendazole) أو الميبندازول (Mebendazole) أو البارومومين(Paromomyin)، أو استخدام علاج مركب في حالة فشل العلاجات الأخرى مثل الميترونيدازول مع الكيناكرين.
طرق تشخيص طفيل الجيارديا
يعتبر طفيل الجيارديا من الطفيليات الموجودة في عينات البراز ويتم تشخيصه عن طريق:
الفحص المجهري لعينة البراز
- يمكن العثور على مرحلة الكيس ومرحلة الطور الخضري في عينة البراز، ويمكن يمكن رؤية هذه الأشكال دون استخدام الصبغات أو باستخدام الصبغات مثل اليود أو ثلاثي الألوان وهما من الصبغات المستخدمة في العينات الطفيلية.
- مرحلة الأكياس: تكون بيضاوية الشكل، ويبلغ طولها من 8-19 ميكرومتر أو من 10-14 ميكرومتر، وتحتوي الأكياس الناضجة على 4 نوى، بينما تحتوي الأكياس غير الناضجة على نواتين.
- مرحلة الطور الخضري:ويكون على شكل كمثري، ويبلغ طوله من 10-20 ميكرومتر، كما يمكن رؤية نواتان كبيرتان، ورؤية الأقراص المستخدمة للالتصاق بالخلايا المخاطية للعائل والأجسام المتوسطة والأسواط.
فحص الأجسام المضادة لعينة البراز
- فحص التألق المناعي المباشر (DFA): ويتم إضافة الأجسام المضادة المضيئة بعلامات الفلورسنت إلى البراز وعمل حضانة لها، ثم رؤيتها تحت المجهر، ويظهر تحت المجهر أكياس الجيارديا كأجسام بيضاوية خضراء متوهجة.
- يتضمن هذا الاختبار أجساماً مضادة لطفيليات الكريبتوسبوريديوم ويمكن اختبار كلا الطفيلين في وقت واحد.
