تؤثر طفيليات الليشمانيا على ستة ملايين إنسان في 98 دولة مختلفة حول العالم، وتحدث حوالي 0.9-1.6 مليون حالة إصابة كل عام، ويوجدالكثير من هذه الطفيليات التي تًصيب الإنسان وتُسبب له داء الليشمانيا.
أنواع طفيليات الليشمانيا
تم تصنيف طفيليات الليشمانيا حسب مكان داء الليشمانيا الذي تُسببه في جسم الإنسان إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
1.طفيليات الليشمانيا الجلدية
- داء الليشمانيا الجلدي (Cutaneous leishmaniasis) : هو الشكل الأكثر شيوعًا لداء الليشمانيات الذي يصيب الإنسان، والذي ينتقل عن طريق لذغ ذبابة الرمل من فصيلة الفليبوتومين (phlebotomine sand fly).
- من أشهر أعراض الليشمانيا الجلدية ظهور بقع حمراء وقروح جلدية، ثم تتطور وتظهر كآفات جلدية ناقصة التصبغ (مثل اللطاخات والحطاطات والعقيدات) أو احمرار في الوجه تدعى بالكالازار وتسمى الليشمانيا بالليشمانيا الجلدية الكالازارية (Post-kala-azar dermal leishmaniasis (PKDL)).
- يمكن أن تظهر بقع حمراء بارزة في مكان اللدغة بعد أسابيع أو ربما سنوات، ثم تتقرح وقد تصاب بالبكتيريا.
- تنتشر طفيليات الليشمانيا الجلدية في أفغانستان والبرازيل وإيران والبيرو والمملكة العربية السعودية وسوريا.
- من أشهر طفيليات الليشمانيا الجلدية: طفيل الليشمانيا الأساسي (Leishmania main) وطفيل الليشمانيا التروبيكا (Leishmania Tropica) و طفيل الليشمانيا الأثيوبي(Leishmania aethiopica) وطفيل الليشمانيا المكسيكي (Leishmania mexicana).
2. طفيليات الليشمانيا المخاطية
- الليشمانيا المخاطية (Mucocutaneous leishmaniasis): وهو شكل متطور من الليشمانيا الجلدية البسيطة أو الكالازارية،تُصيب الوجه والأغشية المخاطية للأنف والفم والعينين وقد يصل للأغشية المخاطية للجهاز التناسلي، ويمكن أن تكون هذه الليشمانيا قاتلة.
- وتتطور الليشمانيا الجلدية إلى الليشمانيا الجلدية المخاطية حسب نوع الطفيل الذي تسبب بها وحسب الموقع الجغرافي لها.
- تكون العدوى الجلدية المخاطية أكثر شيوعاً في البرازيل وبوليفيا والبيرو، كما تم العثور عليها في كاراماي ومنطقة شينجيانغ الويغورية.
- وغالباً ما يكون سبب تطور الليشمانيا الجلدية إلى الليشمانيا الجلدية الحشوية طفيل الليشمانيا البرازيلي (Leishmania braziliensis)، بالإضافة إلى طفيل الليشمانيا الأثيوبي(Leishmania aethiopica).
3.طفيليات الليشمانيا الحشوية
- الليشمانيا الحشوية (Visceral leishmaniasis (VL)): هي أشد أنواع داء الليشمانيا وأخطرها؛ يُصيب فيها الطفيل الأعضاء الداخلية مثل الكبد والطحال ونخاع العظام، وإذا ترك دون علاج فإنه سيؤدي إلى وفاة العائل.
- تشمل العلامات والأعراض لداء الليشمانيا الحشوي الحمى وفقدان الوزن والإرهاق وفقر الدم وتضخم الكبد والطحال بشكل كبير.
- تنتشر الليشمانيا الحشوية في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في جميع القارات باستثناء أستراليا ، وأخطر سلالات من الأنواع الطفيلية لداء الليشمانيا الحشوية تلك السلالات الموجودة في السودان والهند، كما توجد أيضاً في بنغلاديش والبرازيل ونيبال وفي مقاطعة سيتشوان ومقاطعة قانسو في الصين وتوجد أيضاً في منطقة شينجيانغ الويغورية.
- من أشهر أنواع الطفيليات التي نتُسبب داء الليشمانيا الحشوي هي: طفيل الليشمانيا الشاغاسي (Leishmania chagasi) وطفيل الليشمانيا الرضيعي (Leishmania infantum ) وطفيل الليشمانيا الدونوفاني (Leishmania donovani) وهو أخطر هذه الأنواع.
دورة حياة طفيليات الليشمانيا
- تبدأ دورة حياة جميع أنواع طفيليات الليشمانيا عندما تقوم أنثى ذبابة الرمل من فصيلة الفليبوتومين بلدغ الإنسان وحقنها المرحلة المعدية من طفيليات الليشمانيا مرحلة البروماستيغوت(Promastigote) أثناء عملية وجبات الدم.
- تقوم الخلايا البلعمية (macrophages) في الدم بابتلاع البروماستيغوت، وتصبح بداخل الخلايا البلعمية بعيداً عن الخلايا المناعية الأخرى.
- تتحول البروماستيغوت في داخل الخلايا البلعمية إلى الأماستيغوت(Amastigote)، وتتكاثر بالإنقسام البسيط وتتضاعف ويزداد عددها إلى أن تجطم الخلية البلعمية وتخرج منها وتُصيب خلايا مناعية أو بلعمية أخرى.
- في طفيليات الليشمانيا الجلدية فإن الأماستيغوت تبقى في الخلايا المناعية في داخل طبقات الجلد، وفي طفيليات الليشمانيا الجلدية المخاطية فإن الأماستيغوت تتوجه للأغشية المخاطية في الجسم، وأما في الليشمانيا الحشوية فإن الأمستيغوت تنتقل إلى خلايا الأعضاء مثل الكبد والطحال وغيرها.
- تقوم أنثى ذبابة الرمل مرة أخرى بلدغ الإنسان وفي هذه المرة تقوم بابتلاع الخلايا المناعية المحتوية على الأماستيغوت.
- تذهب الأماستغوت إلى القناة الهضمية في الذبابة لتتحول وتتطور إلى البروماستغوت، ثم تهاجر لفم وخرطوم الذبابة للتضاعف هناك إلى أن يتم لدغ الإنسان ويتم تكرار الدورة.
القضاء على طفيليات الليشمانيا
- يعتمد القضاء على طفيليات الليشمانيا وعلاج أنواع مرض الليشمانيا على نوع الطفيل ومقاومته ونوع داء الليشمانيا ومكان العدوى جغرافياً والقوة المناعية للمريض وحساسيته للأدوية.
- يتم علاج الليشمانيا الجلدية البسيطة عن طريق تطبيق الأمفوتريسين بي الموضعي والتبريد بالنيتروجين السائل والمعالجة الحرارية (استخدام حرارة التردد الراديوي الحالية الموضعية).
- يتم علاج الليشمانيا الجلدية والليشمانيا المخاطية عن طريق إعطاء دواء الأمفوتريسين ب(amphotericin B) و إيزثيونات البنتاميدين (pentamidine isethionate) بالوريد، ومركبات الأنتيمون الخماسي التكافؤ (SbV) بالعضل، ميلتفوزين(miltefosine) عن طريق الفم، ويتم إعطاء مجموعة الآزولات(azoles) التي يتم تناولها عن طريق الفم مثل كيتوكونازول (ketoconazole) وإيتراكونازول(itraconazole) وفلوكونازول(fluconazole)، وتكون فترة علاج الليشمانيا المخاطية أطول من فترة علاج الليشمانيا الجلدية.
- يتم علاج الليشمانيا الحشوية عن طريق إعطاء أمفوتيريسين بي الليبوزي (liposomal amphotericin B) أو ديوكسيكولاتي (deoxycholate) أو إيزيثيونات البنتاميدين(pentamidine) عن طريق الوريد، وإعطاء ميلتفوزين(miltefosine) عن طريق الفم، ومركبات الأنتيمون الخماسي التكافؤ (SbV) بالعضل.