اقرأ في هذا المقال
الديدان الدائرية الكبيرة (Ascaris suum): هي كائنات حية عديدة الخلايا، وهي ديدان طفيلية تنتمي لشعبة الديدان الأسطوانية أو المستديرة (Nemathelminths or Roundworms) من صف الديدان الخيطية أو النيماتودا (Nematodes)، وهي إحدى أنواع ديدان الأسكارس التي تُسبب داء الأسكارس في الخنازير، وقد تُصيب الإنسان.
خصائص الديدان الدائرية الكبيرة
تمتلك الديدان الدائرية الكبيرة العديد من الخصائص التي تُميزها عن غيرها من الديدان، وهذه الخصائص هي:
- إن الديدان الدائرية الكبيرة ديدان خيطية طفيلية ذات جسم طويل أسطواني الشكل ومدبب من كلا الطرفين، لونه أبيض إلى وردي.
- إن الديدان الدائرية الكبيرة من نفس نوع ديدان ثعبان البطن، إلا أنها أكبر حجماً وتُصيب الخنازير أكثر من البشر.
- تسمى هذه الديدان بالديدان الدائرية الكبيرة الخنزيرية (large roundworm of pig)؛ لأنها بالأصل تُصيب أمعاء الخنازير، وإن الاسم العلمي لهذه الديدان هو اسكاريس سووم (Ascaris suum).
- يتكون جدار جسم الديدان الدائرية الكبيرة من بشرة وعضلات.
- لا تمتلك هذه الديدان جهاز تنفسي، وتتنفس عن طريق سطح جسمها عن طريق الانتشار البسيط.
- تكون الجهاز العصبي لهذه الديدان من حلقة عصبية والعديد من الحبال العصبية الطولية.
- تكون الديدان الدائرية الكبيرة منفصلة الجنس، وتكون الدودة الأنثى أطول من الدودة الذكر.
- تمتلك الديدان الدائرية الكبيرة من كلا الجنسين فم مكون من ثلاث شفاه اثنتين بطنية وواحدة ظهرية، وتتمتع كل واحدة منها بزوج من الحليمات الحسية.
- يبلغ طول الديدان الذكور من 15-31 سم وعرضها من 2-4 ملم، ويكون الطرف الخلفي منحني باتجاه الجانب البطني مع ذيل مدبب، ولديها شويكات بسيطة يبلغ طولها من 2-3.5 ملم.
- يبلغ طول الديدان الإناث من 20-49 سم وعرضها من 3-6 ملم، ويشغل الفرج لهذه الديدان حوالي ثلث طول الجسم من الطرف الأمامي، ويمكن للإناث أن تضع ما يصل إلى 200000 بيضة في اليوم، ويمكن أن يحتوي رحمها على ما يصل إلى 27 مليون بيضة في المرة الواحدة.
- يكون البيض المخصب بيضاوي الشكل، ويتراوح طوله بين 45 و 75 ميكروميتر، وقطره من 35-50 ميكروميتر.
- يساهم جدار الرحم في تكوين الطبقة الخارجية المتكتلة والسميكة للبيضة.
- يمكن للإناث إيداع بيض غير مخصب يكون أضيق وأطول من البيض المخصب الطبيعي، ويتراوح طوله من 88- 94 ميكروميتر، وقطره 44 ميكروميتر، ويمكن رؤية الطبقة البروتينية فقط في البويضات غير المخصبة، لأنه بعد الإخصاب تتكون الطبقات المحية والكيتينية والدهنية للبيض.
- يمكن أن يظل بيض هذه الديدان معدياً لسنوات في التربة، حتى في المناخ المعتدل، لأنه يحتوي على طبقة دهنية تجعله مقاوماً لتأثيرات الأحماض والقلويات والمواد الكيميائية والجفاف وانخفاض درجات الحرارة.
- تحدث عدوى هذه الديدان وتصيب الإنسان عن طريق تناول البويضات المعدية، عندما لا يغسل الإنسان أيديه جيداً بعد التعامل مع الخنازير أو تنظيف حظائرها أو التعامل مع روث الخنازير، أو تناول الإنسان الفاكهة أو الخضراوات المزروعة في الحدائق المخصبة بسماد الخنازير أو في التربة التي تم فيها تربية الخنازير سابقًا والتي لم يتم طهيها أو غسلها أو تقشيرها بعناية.
- قد تؤدي هجرة يرقات الديدان الدائرية الكبيرة عبر الرئتين إلى التهابات جرثومية ثانوية، وتؤدي إلى أعراض تنفسية حادة في الخنازير.
دورة حياة الديدان الدائرية الكبيرة
تكون دورة حياة الديدان الدائرية الكبيرة على النحو الآتي:
- تصاب الخنازير بالديدان الدائرية الكبيرة عن طريق تناول البيض المعدي الموجود في البيئة.
- تكمل يرقات هذه الديدان مرحلتين من مراحل نموها داخل البيضة، ثم تخرج يرقات من المرحلة الثالثة مغطاة بقشرة يرقات من المرحلة الثانية التي تكون مفكوكة.
- تفقس البويضات داخل أمعاء الخنزير وتبدأ بعد ذلك في الهجرة عبر الجسم.
- تخترق اليرقات جدار الأمعاء عند الأعور أو القولون، وتنتقل إلى الكبد عبر الأوعية الدموية، ثم تشق طريقها عبر أنسجة الكبد، وتنتقل مرة أخرى عبر مجرى الدم إلى الرئتين.
- تتعلق اليرقات في الشعيرات الدموية المحيطة بالرئتين وتخترق الحويصلات الرئوية، ويستغرق الوصول إلى الرئتين حوالي 7 أيام.
- بمجرد دخول اليرقات إلى الرئة فإنها تهاجر إلى أعلى شجرة الجهاز التنفسي، وفي النهاية يتم لسعها وابتلاعها من قبل العائل لتصل إلى الأمعاء الدقيقة مرة أخرى في أقرب وقت بعد 10 أيام من الإصابة.
- تمر اليرقات بأول تساقط لها داخل العائل لتصل إلى المرحلة الرابعة في اليوم 14 بعد الإصابة.
- بعد حوالي 25 يوم بعد الإصابة تتطور اليرقات إلى المرحلة الخامسة.
- تتطور اليرقات إلى ديدان بالغة بعد 6 أسابيع من الإصابة، وعندما تتواجد الديدان الأنثوية والذكرية في نفس العائل، يتم إنتاج البيض المخصب وإفرازه بواسطة الدودة الأنثوية.
- يتم إفراز البيض مع البراز، وبعد فترة تتطور يرقات المرحلة المعدية في البيض وتكون جاهزة لإحداث العدوى في عائل جديد.
- تعيش الديدان البالغة في أمعاء الخنازير وتنتج البيض الذي يمر في براز الخنازير، ثم تترسب هذه البويضات في التربة أينما تبرز الخنزير، ويحتاج البيض إلى أيام إلى أسابيع في البيئة حتى يصاب بالعدوى.
- تنتقل هذه الديدان للإنسان عن طريق تناول البيض المعدي من خلال عدم غسل الأيدي بعد التعامل مع الخنازير أو تناوله الفاكهة أو الخضراوات غير المغسولة جيداً، وتُسبب له داء الصفر كما في ديدان ثعبان البطن.
طرق تشخيص الديدان الدائرية الكبيرة
يمكن تشخيص الديدان الدائرية الكبيرة عن طريق:
1- الأعراض السريرية
يمكن رؤية الديدان البالغة من هذه الديدان في البراز بالعين.
2- فحص CBC
يُظهر فحص CBC ارتفاعاً في خلايا الدم البيضاء الحامضية، وانخفاضاً في خلايا الدم الحمراء.
3- الأشعة السينية
يمكن الأشعة السينية لتصوير منطقة البطن ومشاهدة تكتل الديدان البالغة في الجزء الأول من الأمعاء بعد المعدة.
4- الفحص الجزيئي
يتم الفحص الجزيئي عن طريق فحص PCR، وذلك للكشف عن الديدان الدائرية الكبيرة، والتمييز بينها وبين ديدان ثعبان البطن من خلال عينات البراز.
5- الفحص المجهري
- إن الديدان الدائرية الكبيرة هي طفيليات معوية، ويمكن الحصول على عينات براز لرؤية البيوض، كما يمكن رؤية الديدان البالغة وتشخيصها في عينات البراز.
- يمكن رؤية اليرقات والبيوض في خزعات الأمعاء، ويتم تلطيخ هذا النوع من العينات بصبغة الهيماتوكسيلين والأيوسين.
- تتشابه البيوض واليرقات والديدان البالغة مع ديدان ثعبان البطن، ولا يمكن تمييزها عن بعضها مجهرياً، وكلاهما تسببان نفس المرض والأعراض، إلا أن الديدان الدائرية الكبيرة تكون أكثر شيوعاً في إصابة الخنازير، ومن النادر أن تُصيب الإنسان، لأن أغلب حالة داء الأسكارس في الإنسان هو بسبب ديدان ثعبان البطن، والحالات المصابة بسبب الديدان الدائرية الكبيرة قليلة جداً في الإنسان.