اقرأ في هذا المقال
الديدان المشوكة الحبيبية (Echinococcus granulosus): هي كائنات حية طفيلية عديدة الخلايا، وتنتمي لنوع الديدان المفلطحة أو المسطحة (Platyhelminths or Flatworm) من صف الديدان الشريطية أو السيستودا (Tapeworms or Cestoda)، وتسبب هذه الديدان داء المشوكات الكيسي للإنسان، وتنتقل عن طريق الكلاب المصابة بها.
خصائص الديدان المشوكة الحبيبية
تمتلك الديدان المشوكة الحبيبة العديد من الخصائص المميزة، وهذه الخصائص هي:
- إن الديدان المشوكة الحبيبية ديدان طفيلية ذات جسم مستدير يشبه الشريط ومقطع إلى أجزاء.
- تسمى الديدان المشوكة الحبيبية بهذا الاسم لأنها سطحها مكون بالكامل من شعيرات صغيرة كالأشواك، وتسبب مرض المشوكات الكيسي، وهو مرض يُسبب أكياس صغيرة تشبه الحبيبات.
- إن هذه الديدان ديدان خنثى، أي توجد الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية في نفس الدودة، ويحدث بداخلها الإخصاب الذاتي.
- يتركب جسم الدودة البالغة من السكولكس والعنق القصير والجسم المقطع الذي تسمى كل قطعة فيه بالبروجليوتيد.
- يتراوح طول الدودة المشوكة الحبيبية البالغة من 1-7 مم، وتمتلك ثلاثة برجلوتيدات، وتقسم إلى بروجلوتيدات ناضجة وبروجلوتيدات حاملة، ويكون متوسط عدد البيض لكل برجلوتيد حملي هو 823 بيضة.
- يحتوي سكولكس هذه الديدان على أربعة ماصات ومنقار به خطافات، تمكنها من التثبت في أمعاء العائل.
- تسكن هذه الديدان في الأمعاء الدقيقة للكلاب البرية أو المنزلية والتي تعد عائل نهائي لها، وتحتاج هذه الديدان إلى عوائل وسيطة مثل الماشية والبشر، حيث تسبب داء المشوكات الكيسي.
- داء المشوكات الكيسي (Cystic echinococcosis): هو مرض يصيب أعضاء مختلفة من جسم الإنسان أو الماشية مثل الرئة والكبد والدماغ، ويُسبب تكون أكياس مائية في داخل هذه الأعضاء، قد تنفجر قي وقت ما مسببة أعراض وصدمات في الجسم.
- تنتشر هذه الديدان في جميع أنحاء العالم، وتعد شائعة في أجزاء من أوراسيا وشمال وشرق إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية.
- تتعرض المجتمعات البشرية التي تمارس تربية الأغنام لعدوى هذه الديدان، ولكن يمكن أن تكون الحيوانات البرية بمثابة وسيلة لانتقال العدوى.
دورة حياة الديدان المشوكة الحبيبية
تكون دورة حياة الديدان المشوكة الحبيبية على النحو الآتي:
- تتواجد ديدان المشوكة الحبيبية البالغة في الأمعاء الدقيقة للعائل النهائي وهي الكلاب.
- تطلق البروجلوتيدات الحاملة البيض الذي ينتقل في براز الكلاب، ويصبح بيض معدي على الفور.
- تبتلع الماشية مثل الأغنام (عائل وسيط) هذا البيض المعدي، ويفقس البيض في الأمعاء الدقيقة بعد تحفيزه هناك، ويطلق الأنكوسفير المكونة من ستة خطافات والتي تخترق جدار الأمعاء وتهاجر عبر الدورة الدموية إلى أعضاء مختلفة، وخاصة الكبد والرئتين.
- يتطور الإنكوسفير إلى كيس عذاري سميك الجدار يتوسع تدريجياً، وينتج عنه فتحات أولية وكيسات ابنة (اليرقات) تملأ الكيس الداخلي.
- يُصاب العائل النهائي (الكلاب) بالعدوى عن طريق تناول الأعضاء المحتوية على كيس للعائل الوسيط المصاب.
- تتحرر اليرقات التي تسمى البروتوسكولات التي تلتصق بالغشاء المخاطي في الأمعاء، وتتطور إلى مراحل البلوغ في غضون 32-80 يوماً.
- تُعتبر البشر عوائل وسيطة شاذة، ويصابون بالعدوى عن طريق تناول البيض المعدي، ثم يتم تحرير الأنكوسفير في صورة الأمعاء، وتتطور الأكياس العذارية في مجموعة متنوعة من الأعضاء وهذا يسمى داء المشوكات الأولي، و إذا تمزقت الأكياس، فإن البروتوسولات أو اليرقات المحررة تُنتج أكياساً ثانوية في مواقع أخرى داخل الجسم وهذا يسمى داء المشوكات الثانوي.
- تحدث التحولات بين مراحل الحياة في العوائل الوسيطة، وينتج عن المرحلة اليرقية تكوين أكياس المشوكات في العوائل الوسيطة مثل البشر والإنسان، وتنمو أكياس هذه الديدان ببطء، ولكنها يمكن أن تسبب أعراضاً سريرية لدى البشر وتكون مهددة للحياة، وتعتمد الأعراض التي تظهر على موقع الكيس، ولكن معظمها يحدث في الكبد أو الرئتين أو كليهما.
طرق تشخيص الديدان المشوكة الحبيبية
لا يوجد عملية إخصاب أو تكاثر لهذه الديدان في جسم الإنسان فلا توجد بيوض في البراز، لأن اليرقات لا تنمو أو تتطور إلى ديدان بالغة، لذلك يمكن تشخيص داء المشوكات الكيسي المسببة له الديدان المشوكة الحبيبة عن طريق:
1- الفحص المناعي
- يتم البحث عن الأجسام المضادة ليرقات هذه الديدان في عينات الدم، باستخدام عدة فحوصات مناعية مثل IHA و IFA وEIA.
2- الفحص بالأشعة
- يمكن إجراء التشخيص عن طريق الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب والموجات فوق الصوتية.
- تكشف طريقة التشخيص هذه عن أماكن وجود الأكياس المائية في جسم الإنسان في الكبد أو الرئة أو كليهما، وذلك لتمكن من أخذ خزعات من نسيجها.
3- الفحص المجهري
- بعد القيام بعمل تصوير بالأشعة لأعضاء الجسم، يتم أخذ خزعة من الأكياس في موقع الإصابة بواسطة إبرة دقيقة موجهة بالموجات فوق الصوتية.
- يمكن العثور على هذه الأكياس في أي جزء من الجسم، ولكنها تكون أكثر شيوعاً في الكبد والرئة والجهاز العصبي المركزي، ويتم تلطيخ هذه الخزعات بصبغة بابانيكولاو أو صبغة الهيماتوكسيلين والأيوسين.
- يمكن رؤية اليرقات المتحررة من الأكياس داخل خزعة النسيج، والتي تكون مشابهة للديدان البالغة، وتمتلك السكولكس الابتدائي، ولكن هذه اليرقات لا تتطور داخل جسم الإنسان لديدان بالغة.