اقرأ في هذا المقال
ديدان الكلب المستديرة (Toxocara canis): هي كائنات حية عديدة الخلايا، وهي ديدان طفيلية تنتمي لشعبة الديدان الأسطوانية أو المستديرة (Nemathelminths or Roundworms) من صف الديدان الخيطية أو النيماتودا (Nematodes)، وتسبب هذه الديدان داء التوكسوكريات التي تنتقل من الكلاب المصابة بها.
خصائص ديدان الكلب المستديرة
تمتلك ديدان الكلب المستديرة العديد من الخصائص، وهذه الخصائص هي:
- إن ديدان الكلب المستديرة ديدان طفيلية ذات جسم خيطي، وتمتلك ذيل يشبه السهم، لذلك تسمى باسم ديدان الكلب السهمية أو توكسوكارا كانيس (Toxocara canis).
- تمتلك الديدان البالغة جسماً دائرياً بأجزاء شائكة من الجمجمة والذيلية، ومغطاة بشرة صفراء.
- تمتلك هذه الديدان ثلاث شفاه بارزة، وتكون كل شفة لها حافة مسننة، ويمكن رؤية الحبال الجانبية تحت الجلد بالعين المجردة.
- تكون ديدان الكلب المستديرة منفصلة الجنس، ويكون طول الإناث أكبر من طول الذكور، حيث يبلغ طول الإناث 6.5-15سم، بينما يبلغ طول الذكور من 4-6 سم.
- وصف الديدان الذكرية: يكون الطرف الخلفي لهذه الدودة منحني من الناحية البطنية، ويكون الذيل مدبب ويمتلك الذكر خصية أنبوبيّة واحدة، ويمتلك شويكات بسيطة تسمح بالنقل المباشر للحيوانات المنوية.
- وصف الديدان الأنثوية: يبلغ طول الفرج لهذه الدودة حوالي ثلث طول الجسم من الطرف الأمامي، وتمتلك مبيضان كبيران وواسعان، ويحتوي الرحم على ما يصل إلى 27 مليون بويضة.
- وصف البيض: يكون البيض بني اللون، وشبه كروي، ذو أسطح حبيبية، وتمتلك جدار سميك، ويبلغ حجم البيضة الواحدة من 72-85 ميكروميتر، ويكون البيض مقاوماً لمختلف الظروف الجوية والكيميائية التي توجد عادة في التربة ولا يتواجد في جسم أو براز الإنسان.
- يمكن أن يصاب البشر بهذه الدودة المستديرة عن طريق مداعبة فراء كلب مصاب، أو ابتلاع البيض المعدي التي قد تكون موجودة على فرو الكلب، أو تناول الطعام والماء الملوث ببراز الكلب المصاب به، وعندما يبتلع الإنسان هذا البيض، فإنها تُسبب حالة تسمى داء التوكسوكارير، يمكن أن يؤدي إلى تضخم الكبد والتهاب عضلة القلب وفشل الجهاز التنفسي ومشاكل في الرؤية اعتماداً على مكان ترسب اليرقة في الجسم.
دورة حياة ديدان الكلب المستديرة
تكون دورة حياة ديدان الكلب المستديرة على النحو الآتي:
- يتم ترسيب البيض غير الجنيني في براز الكلاب المصابة، وتصبح معدية بعد 2-4 أسابيع.
- تبتلع كلاب أخرى هذا البيض، ثم يفقس البيض وتخرج منه اليرقات (يرقات المرحلة الثالثة) في الأمعاء الدقيقة، حيث تنمو هذه الديدان وتصبح بالغة.
- في الكلاب التي يقل عمرها عن 3 أشهر: تصل اليرقات إلى الرئتين، ثم تنتقل إلى القصبة الهوائية، وبعد ذلك يتم سعل اليرقات وابتلاعها مرة أخرى، وتعود إلى الأمعاء الدقيقة، حيث تنضج وتصل إلى مرحلة البلوغ، وتسمى هذه العملية هجرة القصبة الهوائية.
- في الكلاب التي يزيد عمرها عن 3 أشهر: تفقس اليرقات في الأمعاء الدقيقة بعد ذلك تدخل إلى مجرى الدم، وتنتقل إلى مواقع مختلفة من الجسد مثل (العضلات، والكلى، والغدد الثديية، المشيمة) وهذه العملية تسمى الهجرة الجسدية، ثم تتحول إلى يرقات المرحلة الثانية ويتم القبض على اليرقات كيرقات مكيسة في الأنسجة.
- في حمل أنثى الكلاب: تنتقل اليرقات المُكيسة في الأنثى المصابة من الأم إلى الجنين النامي، حيث ستقيم في الكبد، وبعد الولادة تهاجر اليرقات من كبد الجرو إلى الرئتين للخضوع لهجرة القصبة الهوائية.
- أثناء الرضاعة أنثى الكلاب: تتطور اليرقات المهاجرة في الأم داخل الغدد الثديية، وتصبح نشطة أثناء الرضاعة وتنتقل مباشرة إلى الجرو المرضع عن طريق اللبن، واليرقات التي تنتقل بهذه الطريقة لا تهاجر بمجرد أن تكون داخل الأمعاء الدقيقة للجرو، بل تتطور مباشرة إلى مرحلة البلوغ في الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى إطلاق بيض جديد يحتوي على يرقات المرحلة الأولى.
- هناك طريق آخر محتمل للعدوى وهو تناول عوائل باراطينية تحتوي على يرقات مغلفة من استهلاك البيض، مما يسمح للطفيلي بالهروب من عائل نظير الولادة والنمو إلى مرحلة البلوغ داخل الأمعاء الدقيقة لعائله النهائي (الكلب).
- يمكن ابتلاع يرقات المرحلة الثانية من قبل مجموعة متنوعة من الحيوانات مثل الفئران أو الأرانب، حيث تبقى في مرحلة نائمة داخل أنسجة الحيوانات حتى تأكلها الكلاب، حيث يقتصر التطور اللاحق على الجهاز الهضمي.
- يُعتبر الإنسان عائل عرضي يصاب بالعدوى عن طريق تناول بيض معدي، أو لحوم أو أحشاء غير مطبوخة جيداً لعائل مصاب.
- بعد أن يبتلع الإنسان البيض، فإنه يفقس وتخترق اليرقات جدار الأمعاء، ويتم نقلها عن طريق الدورة الدموية إلى مجموعة متنوعة من الأنسجة مثل الكبد والقلب والرئتين والدماغ والعضلات والعينين.
- لا تخضع اليرقات لأي تطوير إضافي في هذه المواقع، إلا أنها تسبب ردود فعلة وأضرار في جسم الإنسان.
- يعد استهلاك البيض من العناصر الملوثة بالبراز أكثر طرق العدوى شيوعاً عند الإنسان وخاصة للأطفال والشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً، وبالرغم من ندرة العدوى، فإن ملامسة الإنسان للتربة التي تحتوي على بيض معدي يمكن أن يتسبب في إصابة الإنسان، إذا كان هناك جرح مفتوح أو تم ابتلاع التربة الملوثة عن طريق الخطأ، وكذلك إن تناول اللحوم غير المطبوخة جيداً أو النيئة من عائل وسيط مثل لحم الضأن أو أرنب مصاب بهذه الديدان فإنه ينقل العدوى للإنسان.
طرق تشخيص ديدان الكلب المستديرة
- إن الفحص الوحيد الذي سيكشف عن وجود عدوى لهذه الديدان هو الكشف عن الأجسام المضادة لليرقات، لأن هذه اليرقات لا تنمو وتتطور إلى ديدان ببالغة في جسم الإنسان لذلك لن يكون هناك بيض لها في البراز.
- يمكن أخذ خزعة نسيجية من جسم الإنسان حسب الموقع المصاب بالمرض، وذلك للتعرف على يرقات هذه الديدان، ويمكن تلطيخ هذه العينات بصبغة الهيماتوكسيلين والأيوسين.
- يبلغ عرض اليرقات من 15-20 ميكروميتر في المقاطع الجانبية، وغالباً ما تكون محاطة بتفاعل حبيبي، ويوجد عمودان كبيران للإخراج، وتظهر الأعلاف الجانبية ذات الرأس الواحد بشكل واضح على طول معظم طول الجسم.
