على الرغم من أنّ العلوم الخاصة بالحيوان في العصور القديمة كانت عشوائية إلّا أنها كانت في غاية الدقّة، ولعلّ السبب في ذلك هو طبيعة الحياة التي كان يعيشها الإنسان في تلك العصور من حيث صلته الوثيقة بالحيوانات واعتماده عليها بصورة رئيسية، ولكن ومنذ القرن التاسع عشر الميلادي أصبح علم الحيوان من العلوم التي انفردت بكثير من التفاصيل والفروع حتّى أصبح علماً خاصاً يقوم عليه الآلاف من العلماء والباحثين والمحللين، فمتى ظهر علم سلوك الحيوان بصورة كبيرة؟
متى ظهر علم سلوك الحيوان وانتشر بصورة سريعة
يعتبر علم سلوك الحيوان من العلوم التي انفرد لها بعض العلماء في الزمن الماضي بصورة شخصية، ولكن لم يكن لهذا العلم التأثير الكبير الذي نال إعجاب الكثيرين في العصر الحديث، حيث أنه وفي ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي ظهر مجموعة من العلماء الذين بدأوا بدراسة علم سلوك الحيوان بصورة رسمية أكثر تركيزاً ممن سبقوهم.
لعلّ الشهرة التي نالها علم سلوك الحيوان كونه يعطينا الكثير من المعلومات الخاصة بالحيوانات التي لم نكن نتوقعها من قبل، والتي تمنحنا الأسبقية في معرفة السلوك الذي لطالما تساءلنا عن سبب قيام هذا الحيوان أو ذاك به، حيث أصبح هذا العلم من العلوم الشائعة في علم الأحياء والطب، ولا يمكن لنا أن ننكر الدور الكبير الذي قدّمه العلماء في هذا المجال لمعرفة أبرز العادات السلوكيات التي تقوم بها الحيوانات الأليفة منها والمفترسة، والتي من شأنها أن منحتنا الأسبقية في استدراك الكثير من المخاطر التي لم تكن بمجال التفكير في أوقات سابقة.
يعتبر القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين هما الفترة الذهبية لدراسة ومعرفة أبرز سلوكيات الحيوانات بصورة عامة، وذلك نتيجة للتطوّر التكنولوجي والمخبري الكبير في رصد تحركات وسلوكيات الحيوانات بالصوت والصورة، وأكدّ العلم الحديث أنّ المعتقدات القديمة فيما يخصّ بعض المفاهيم المغلوطة في علم سلوك الحيوان قابلة للتعديل والنقاش.
حيث انفردت العديد من القنوات العالمية الخاصة بمشاهدة أفضل الأفلام الوثائقية التي ترصد حياة حيوان ما بصورة خاصة، يتم من خلالها نقل كافة السلوكيات التي يقوم بها هذا الحيوان، وما هي المخاطر المحتملة في السلوك، وهذا الأمر لم يكن قابلاً للنقاش أو التعديل في أوقات مضت، ولعلّ هذه البرامج نالت إعجاب الملايين من سكان هذا العالم.
