اقرأ في هذا المقال
- التعريف بمرض بورنا في الخيول
- مسبب مرض بورنا في الخيول
- أعراض مرض بورنا في الخيول
- تشخيص مرض بورنا في الخيول
- العلاج والوقاية من مرض بورنا في الخيول
التعريف بمرض بورنا في الخيول:
هو مرض ينتج عن واحد من فيروسات بورنا القليلة التي تحدث في مجموعة متنوعة من الحيوانات ذوات الدم الحار. يهاجم هذا الفيروس الخلايا العصبية داخل الدماغ مسبباً مستويات خطيرة من الالتهاب، غالبًا ما يكون هذا الفيروس مميتًا بمجرد أن تبدأ الأعراض في الظهور ومع ذلك، فقد تم العثور على الأجسام المضادة الخاصة بالفيروس في كثير من الأحيان في دماء الحيوانات التي لم تتأثر سريريًا. هذا يشير إلى أنّ بعض الخيول والحيوانات الأخرى قد تصاب وتبقى بدون أعراض.
تم التعرف على مرض بورنا (BD) لأول مرة على أنه مرض يصيب الخيول في القرن الثامن عشر في ألمانيا، حيث كان يطلق عليه في البداية “Hitzige Kopfkrankheit der Pferde” والذي يُعرف عند ترجمته إلى الإنجليزية باسم “مرض تسخين رأس الخيول”. تم تغيير اسم المرض لاحقًا إلى مدينة بورنا في ولاية سكسونيا الواقعة في جنوب ألمانيا، حيث ظهر المرض الوبائي الأول فيها في خيول الفرسان عام 1885.
يحدث مرض بورنا في العديد من أنواع الحيوانات المختلفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البشر. ومع ذلك يعتبر المرض معروفاً بأهميته فيما يتعلق بالحيوانات الأليفة، بما في ذلك الماشية وخاصة الخيول، والأغنام. كما تم الإبلاغ عن حدوثه بشكل أقل في القطط.
يحدث المرض أيضاً في الكلاب، الماعز، الغزلان، اللاما، الألبكة، القرود، الوشق، الكسلان، الأرانب، وكذلك البشر. تبلغ حالات الإصابة بمرض بورنا في الخيول والأغنام ذروتها في الفترة من مارس إلى يونيو، على الرغم من الإبلاغ عن حدوث حالات على مدار السنة من المرض.
مسبب مرض بورنا في الخيول:
سبب مرض بورنا هو فيروس (RNA) مغلف، سلبي الشريط لم يتم توصيفه بشكل كامل. وهو يصيب الجهاز العصبي وينتشر من موقع الإصابة عبر الأعصاب. يظهر فيروس بورنا في المخ والسائل النخاعي الدماغي، بعد ثلاثة أيام من الإصابة بالفيروس. يمكن أيضًا عزل الفيروس من الغدد اللعابية، والغشاء المخاطي للأنف.
يرتبط الفيروس الذي يسبب مرض بورنا في الخيول ارتباطًا وثيقًا بفيروس بورنا الذي يصيب الطيور، ويعتقد أنه سبب مرض توسع البطين (PDD) في الطيور. إن طرق انتقال هذه الفيروسات غير مفهومة جيدًا، ولكن يُعتقد أن الاتصال المباشر باللعاب أو الإفرازات الأنفية هو ناقل شائع. يظهر مرض بورنا بشكل متكرر في المزارع التي تعاني من ضعف في السيطرة على القوارض والنظافة، ويبدو أن الحالات تصل إلى الذروة خلال الأشهر بين مارس ويونيو.
العامل المسبب هو عضو في عائلة (Bornaviridae) فرع (Mononegavirales)، على الرغم من اكتشاف العامل المسبب في الحيوانات في جميع أنحاء العالم، إلا أن أعلى معدل حدوث سريري في الحيوانات وحالات الإصابة بالمرض الكلاسيكية، التي تم التحقق منها تتركز بشكل أساسي في وسط أوروبا. إن فيروس بورنا المسؤول عن مرض بورنا في الخيول هو واحد من سبعة أنواع فقط من فيروس بورنا.
انتقال مرض بورنا في الخيول غير مفهوم جيدًا، لكن الأدلة تشير إلى أنه من المحتمل أن ينتشر عبر طريق محتمل للعدوى الأنفية. وُجد أن انتشار مرض بورنا يكون أعلى في المزارع الموبوءة هذا على الأرجح لأن مرض بورنا ينتقل عن طريق القوارض، وعموديًا في الفئران، وأفقيًا في الفئران عن طريق البول.
أعراض مرض بورنا في الخيول:
يتميز مرض بورنا بالتقدم البطيء والالتهابات المزمنة للخلايا العصبية، مما يؤدي إلى التهاب السحايا والدماغ، والنخاع المصحوب بعلامات عصبية وسلوكية في الخيول المصابة. العلامات المبكرة لمرض بورنا في الخيول هي في البداية سلوكية، مثل استثارة عدوانية، خمول واكتئاب. مع تقدم المرض تبدأ الخيول في كثير من الأحيان في إظهار العلامات العصبية المرتبطة مثل الرنح، فقد الحواس، الشلل، الشلل الجزئي، الدوران.
تظهر أعراض مرض بورنا عادة في الخيول بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من التعرض الأولي، على الرغم من وجود تقارير عن فترات حضانة تتجاوز ستة أشهر تمثلّت أعراض المرض بما يلي:
1- العمى، وحركات مضغ غير طبيعية.
2- أعراض المغص.
3- وجع الرأس، فرط الحساسية.
4- فقدان الشهية، والهزات العضلية.
5- حركة العين السريعة واللاإرادية.
تشخيص مرض بورنا في الخيول:
عند التشخيص سيرغب الطبيب البيطري في إجراء فحص جسدي كامل على الحصان، بما في ذلك اختبارات الدم القياسية مثل الملف البيوكيميائي، وتعداد الدم الكامل. ستساعد هذه الاختبارات في استبعاد بعض الأسباب الأخرى لأعراض عصبية مماثلة مثل مرض لايم، والتهاب النخاع الشوكي الخيلي، والتسمم النباتي السام. سيقوم الطبيب البيطري أيضًا بإجراء فحص عصبي لتقييم الوظيفة الحالية للحصان. يمكن أن يشمل ذلك اختبارات وضع الأطراف، والإمساك بساق واحدة بينما يتحرك الحصان للأمام، ومشي الحصان لأعلى ولأسفل في منحدر.
تساعد هذه الاختبارات في تقييم وعي الحصان ومدى معرفة إصابته بالمرض، وكذلك الاستقرار العام للحيوان. سيتم أيضًا تقييم وظيفة الأعصاب القحفية التي تتحكم في القدرة على البلع، والرؤية، وإفراز اللعاب. قد تظهر عينات من سائل الجهاز العصبي المركزي المأخوذة من العمود الفقري مؤشرات على وجود عدوى، لكنها عادة ما تكون غير قادرة على تحديد الفيروس الأساسي المحدد.
العلاج والوقاية من مرض بورنا في الخيول:
كان للقاحات التجريبية لعلم أمراض المناعة نتائج مختلطة. في بعض الحالات، تسبب المرض المناعي للعدوى في تفاقم بعض اللقاحات للمرض لكن الأدلة الحديثة تشير إلى إمكانية تلقيح فعال. على الرغم من أن بعض الأبحاث الأولية تشير إلى نجاح التطعيم الوقائي للفئران ، إلا أنه لم يتم تطوير لقاحاً جاهزاً للاستخدام لتطعيم الخيول.
قد يكون عقار سلفات أمانتادين المضاد للفيروسات علاجًا محتملاً لفيروس مرض بورنا. وقد ثبت في المختبر أنه يمنع تكاثر المرض، وانتشار العدوى. كما هو الحال مع الوقاية من المرض، هناك حاجة إلى الكثير من الأبحاث لتطوير استراتيجيات علاجية ناجحة لأن معدل الوفيات حاليًا يتراوح بين 60-95% للخيول، وغالبًا ما تظل الحيوانات التي تبقى على قيد الحياة متضررة عصبيًا بشكل دائم.
قد يتم تقديم العلاجات الداعمة لتخفيف الأعراض مثل السوائل الوريدية لمنع الجفاف، والأدوية المضادة للالتهابات لتخفيف الألم، والأدوية مثل الفاليوم لتخفيف الرعاش والنوبات ومع ذلك، لا توجد علاجات متسقة لعدوى فيروس بورنا. تم تحقيق العديد من التطورات فيما يتعلق بانتقال وآلية هذا الفيروس، لكنه يظل قاتلاً في ستين إلى خمسة وتسعين بالمائة من الخيول التي تظهر عليها علامات سريرية.
على الرغم من وجود العديد من المحاولات لابتكار لقاح فعال ضد مرض بورنا، إلا أن النتائج كانت مختلطة. أظهر البعض أدلة على فعالية التطعيمات، في حين أن البعض الآخر قد أدى في الواقع إلى تفاقم المرض. يجب عزل الخيول المصابة بفيروس بورنا في الحجر الصحي من الخيول الأخرى، وكذلك من الأغنام لأن كلاهما عرضة للفيروس.
هذا المرض التدريجي ينتهي به الأمر إلى الوفاة بالنسبة لنسبة كبيرة من الخيول ومعظم الخيول التي بقت على قيد الحياة يعانون من تلف عصبي شديد يمكن أن يتداخل مع الوظائف الأساسية. غالبًا ما يوصى بالقتل الرحيم للخيول التي أصيبت بفيروس بورنا؛ لأن نوعية حياتها غالبًا ما تتأثر بشدة حتى بعد القضاء على العدوى الفعلية. يجب على مالكي الخيول الذين يتعرضون للمرض الاتصال بالهيئة التنظيمية المناسبة، لأن هذا المرض قد تطور إلى حالات نادرة للغاية ويمكن أن ينتقل عبر كل الحيوانات.