التسمم بالسيانيد عند الخيول - Cyanide Poisoning

اقرأ في هذا المقال


التسمم بالسيانيد عند الخيول:

تسمم السيانيد أو تسمم حمض الهيدروسيانيك (Cyanide Poisoning) شائع نسبيًا في الخيول، بسبب العدد الكبير من نباتات العلف السيانوجينية مثل الذرة الرفيعة، الأعشاب السودانية، الذُرة. إن كمية السيانيد الموجودة في هذه النباتات متغيرة للغاية ولكنها تكون أعلى خلال فصل الربيع أثناء الإزهار. يؤدي الجفاف وظروف النمو الجافة، إلى تعزيز تراكم الجليكوسيدات السيانوجينية في العديد من هذه النباتات أيضًا.

تحتوي العديد من الفاكهة والأعشاب ذات النوى على مستويات عالية من السيانيد، ويمكن أن تكون علفًا جذابًا للخيول الجائعة التي تفتقر إلى النباتات الصحية الكافية للرعي. جميع أجزاء النباتات المحتوية على السيانيد سامة، ومع ذلك فإن الأوراق التالفة والذابلة، والنمو الصغير للأوراق، تحتوي على كميات أعلى.

تصبح النباتات أيضًا أكثر سمية في أوقات الإجهاد البيئي، مثل الطقس الفقير، وغزو والحشرات، وإذا تم قطع أجزاء النبات وتجميدها، سحقها، دسها، مضغها، وإذا تمت زراعتها في تربة عالية النيتروجين والفوسفور. تعمل هذه النباتات كوسيط لدخول السم في جسم الحصان.

يمكن أن يكون السيانيد، المعروف أيضًا باسم حمض البروسيك أو حمض الهيدروسيانيك، مميتًا للخيول إذا تم تناوله بكميات سامة. يحدث هذا غالبًا عندما يأكل الحصان نباتًا غنيًا بالسيانيد. يمنع هذا السم سريع المفعول انتقال الأكسجين الحيوي إلى جميع خلايا الجسم. تظهر الأعراض بسرعة بعد تناول المادة السامة، وتتطور بسرعة من سرعة التنفس إلى النوبات والموت بفشل الجهاز التنفسي. يمكن أن يكون التسمم بالسيانيد مهددًا للحياة، ويجب التماس الرعاية الطبية على الفور.

أسباب التسمم بالسيانيد عند الخيول:

سبب التسمم بالسيانيد هو تناول جرعات مميتة من السيانيد. بمجرد تناوله يمكن امتصاص السيانيد بسرعة في مجرى الدم حيث ينتقل في جميع أنحاء الجسم. ثم يوقف السيانيد خلايا الدم عن توصيل الأكسجين، مما يتسبب في ظهور الدم باللون الأحمر الساطع، وخنق الخلايا التي تعاني من نقص الأكسجين حتى الموت.

يحدث التسمم في أغلب الأحيان من تناول النباتات المحملة بالجليكوزيدات السيانوجينية، الموجودة في الأنسجة الخارجية للنبات. عندما يتلف النبات فإن تلك الجليكوزيدات السيانوجينية تختلط مع الإنزيمات الموجودة في الأنسجة الداخلية لإنتاج السيانيد السام.

يمكن أن تحتوي عدد من النباتات على مستويات سامة من السيانيد، ويجب تجنبها مثل:

1- أعضاء نباتات من جنس (Prunus)، والتي تشمل المشمش، اللوز، (chokecherry)، النكتارين، الشوكة السوداء، الخوخ، الكرز الأسود البري، كرز الزينة، كرز الطيور، غار الكرز.

2- الذرة الرفيعة، عشب السودان، التفاح، نبات الشاتيركان، العشب الهندي، العشب المخملي، نبات (Johnsongrass)، بذور البيقية، الفاصولياء البيضاء، البرسيم الأبيض، نبات البلسان، نبات الكتان، سرخس براكين، نبات أوكالبتوس.

3- عوامل أُخرى: الأسمدة، معقمات التربة، مبيدات حشرية، أملاح السيانيد، حرائق السيارات، دخان التبغ، أول أكسيد الكربون.

يمكن أن تحدث زيادة السمية في النباتات التي تحتوي على جليكوسيدات السيانوجين بسبب عدد من العوامل مثل مرحلة نمو النبات، حيث تكون مستويات سم السيانيد أعلى عندما يكون النبات صغيرًا أو ينمو بسرعة. تميل أجزاء نباتية معينة إلى تراكم مستويات أعلى من السيانيد من الأجزاء الأخرى على سبيل المثال، تم العثور على أوراق الأعشاب العلفية المتراكمة للسيانيد لإنتاج السيانيد 25 مرة أكثر من السيقان.

أعراض التسمم بالسيانيد عند الخيول:

العلامات الكلاسيكية للسمية الحادة (تناول كميات كبيرة من السم) هي التنفس السريع، فتح الفم، اللثة الحمراء الزاهية. تموت معظم الخيول التي تعاني من سمية حادة في غضون ساعة إلى ساعتين. يقال إن رائحة السيانيد مثل اللوز المر ويمكن أحيانًا اكتشاف ذلك في أنفاس الحيوانات المصابة. بشكل أكثر شيوعًا، تم العثور على بعض الحالات ميتة. يمكن أن يأخذ المرض شكلاً كلاسيكيًا أيضًا، أي التعرض طويل الأمد لمستويات منخفضة من هذه السموم. يمكن أن تشمل علامات ذلك العيوب الخلقية، الضعف، الخلل العصبي.

عادة ما تظهر علامات تسمم خيلك بالسيانيد في غضون 15 دقيقة إلى ساعتين بعد الابتلاع في الحالات الحادة. تظهر الأعراض في تتابع سريع حتى توقف التنفس، مما يؤدي إلى موت الحصان عادة في غضون ساعتين يمكن أن تظهر حالات التسمم المزمن أعراضًا مختلفة.

تشمل علامات التسمم الحاد بالسيانيد ما يلي:

1- الإثارة، الخوف، سلوك متوتر، سرعة النبض، صعوبة في التنفس، رائحة الفم نفس اللوز المر، سيلان اللعاب، تشنجات عضلية، ضعف شديد، الأغشية المخاطية لونها وردي فاتح، الدم لونه أحمر كرزي ساطع، إفراغ البول والبراز، التقيؤ قد يكون تخثر الدم بطيئًا أو لا يحدث،

2- معدل ضربات القلب غير الطبيعي، فقدان السيطرة على حركات الجسم، الركل ، النوبات، الغيبوبة، شلل تنفسي، الموت المفاجئ، الأغشية المخاطية مزرقة عند الموت.

3- قصور الغدة الدرقية، تضخم الغدة الدرقية، شلل الساق الخلفية، التهاب المثانة، التهاب المثانة الجرثومي، تساقط شعر، عدوى الكلى، الإجهاض المتأخر، التشوهات الخلقية في الأجنة، تنكس الألياف العصبية الذي يؤثر على النخاع الشوكي وجذع الدماغ.

في تجربة علمية تم حقن الخيول بجرعات متزايدة (1-12 مجم/ دقيقة) من السيانيد، لمدة ساعة واحدة. أدى التسريب عند 12 مجم / دقيقة إلى ظهور علامات سريرية لسمية السيانيد عند 38 دقيقة؛ وشملت هذه العلامات زيادة معدل ضربات، الهزال، فقدان توتر العضلات، عدم الراحة، ضيق التنفس والسلوك.

كانت التركيزات القصوى للسيانيد في الدم حوالي 2500 نانوغرام/ مل. تنعكس العلامات السريرية والكيميائية الحيوية للضيق عند توقف التسريب. تم حقن أربعة خيول بـ 1 مجم/ دقيقة من سيانيد لمدة ساعة لتقييم حركية التوزيع والتخلص من السيانيد.

تشخيص التسمم بالسيانيد عند الخيول:

يعتمد التشخيص على تاريخ التعرض للسيانيد، الأعراض الفحص البدني، نتائج اختبار العلف. قد يؤدي عمل اختبار الدم، ونتائج تحليل البول أيضًا إلى التشخيص. تأكد من إحضار أي نباتات مشبوهة معك ليتم التعرف عليها وتحليلها. يمكن أيضًا تحليل محتويات معدة الخيول المتوفاة، وكذلك عينات الدم، أنسجة الكبد، العضلات للتشخيص ما بعد الوفاة.

يتم التشخيص عندما يكون هناك دليل على أن أحد هذه النباتات قد تم استهلاكه، وتناسب العلامات السريرية لسمية السيانيد. عند التشخيص يجب البحث عن سيانيد الهيدروجين ولكن يجب إجراء هذه العملية بسرعة، من أجل العثور على السم الذي يتم فقده بسرعة من أنسجة الحيوانات. يمكن العثور عليه أيضًا في المواد النباتية.

العلاج والوقاية من  التسمم بالسيانيد عند الخيول:

يبدأ علاج التسمم بالسيانيد بتحديد مصدر السيانيد وإزالته من المراعي، أو المناطق الأخرى التي تتردد عليها الخيول. يهدف العلاج الطبي إلى إعادة تأسيس قدرة خلايا الدم على حمل الأكسجين، يتم ذلك بشكل متكرر مع إعطاء نترات الصوديوم أو ثيوسلفات الصوديوم في الوريد، إما بشكل منفصل أو في وقت واحد.

يمكن أيضًا استخدام نترات الأميل المستنشقة، متبوعة بحقن ثيوسلفات الصوديوم. تشمل العلاجات الأخرى أملاح الصوديوم، التناول الفموي للدبس، الجلوكوز أو الغليسرالديهيد، الهيدروكسوكوبالامين والتي يمكن أن ترتبط بالسيانيد، مما يسمح بإخراجها من الجسم عن طريق البول. يتم إعطاء العلاجات الداعمة حسب الحاجة مثل العلاج بالأكسجين.

يتكون علاج التسمم بالسيانيد من إعادة نقل الأكسجين على المستوى الخلوي. طبيبك البيطري هو الشخص المؤهل الوحيد لإجراء هذا العلاج. يتم حقن نتريت الصوديوم عن طريق الوريد لتحويل الهيموجلوبين إلى ميثيموغلوبين، والذي يتفاعل مع السيانيد من مركب السيانيد السيتوكروم لتكوين السيانميثيموغلوبين.

يوفر الحقن المتزامن لثيوسلفات الصوديوم الكبريت لتحويل السيانميثيموجلوجين إلى ثيوسيانات أقل سمية، والتي تفرز في البول. يتم تحويل الميثيموغلوبين المتبقي بواسطة إنزيمات أخرى إلى الهيموجلوبين، والذي يتوفر بعد ذلك لنقل الأكسجين بشكل طبيعي.

العلامات السريرية للتسمم بالسيانيد والتسمم بالنترات متشابهة تمامًا. تأكد من أن النترات ليست مشكلة قبل تناول نتريت الصوديوم. إن حقن نتريت الصوديوم في حيوان يعاني بالفعل من التسمم بالنترات سيكون كارثيًا. سيكون دم الحيوانات المصابة بالتسمم بالنترات لونها بني شوكولاتة، مقارنة بدماء الكرز الأحمر للدم من التسمم بحمض البروسيك. ثيوسلفات الصوديوم، وحده هو أيضًا علاج فعال مضاد للتسمم بالسيانيد.


شارك المقالة: