مرض كيمبرلي في الخيول

اقرأ في هذا المقال


قد تتأثر الأغنام والماعز بمرض كيمبرلي أو مرض المشي ولكن الخيول أكثر عرضة 30 مرة للمعاناة من هذا المرض، وغالبًا ما تظهر أعراض هذا في الجهاز العصبي مثل الرنح وضغط الرأس والمشي بلا هدف، ومن هنا جاء اسم مرض المشي، ويمكن أن يحدث هذا بعد تناول كميات كبيرة من النبات المسبب للمرض، وفي هذه الحالات يكون تطور المرض حادًا، وفي بعض الحالات ونظرًا لعدم وجود علاج لمرض كيمبرلي في الخيول فإن الوقاية ضرورية لصحة الحصان.

نبذة عن مرض كيمبرلي في الخيول

مرض كيمبرلي (Kimberley Disease in Horses) أو مرض المشي (walk-about disease) سمي على اسم المنطقة الواقعة في الإقليم الشمالي من أستراليا الغربية حيث تحدث حالات تسمم الخيول في أغلب الأحيان، وتحدث هذه الحالة بعد تناول نباتات من فصيلة (Crotalaria)؛ حيث أنّ هذه النباتات لديها القدرة على أن تكون سامة للخيول بسبب الأضرار التراكمية التي تسببها للكبد، وعند ظهور العلامات الأولى لمرض كيمبرلي أو أي مرض مشابه يجب الاتصال بطبيب بيطري، كما يجب الحفاظ على الحيوانات المصابة هادئة قدر الإمكان، بالإضافة إلى إزالة الحيوانات التي تظهر عليها أعراض المرض ونقلها من أجل حقل أو فناء مرعى نظيف.

وفي بعض الحالات قد يكون من الممكن إنقاذ الحصان عن طريق غسل المعدة لإزالة أي مواد سامة متبقية من المعدة، وقد يساعد أيضًا إعطاء ملين لمنع المزيد من الامتصاص والتخلص من المواد السامة من الجهاز الهضمي، كما قد يوصي الطبيب البيطري بكميات كبيرة من السوائل الوريدية لدعم الدورة الدموية وحماية الكلى والأعضاء الأخرى، ولسوء الحظ مع مرض كيمبرلي يموت الحصان غالبًا بعد وقت قصير من ظهور الأعراض السريرية.

أعراض مرض كيمبرلي في الخيول

قد تظهر الأعراض التي يعاني منها الحصان بشكل حاد إذا تم استهلاك كمية كبيرة من النبات المسبب لمرض كيمبرلي، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • الضعف (Weakness).
  • تلف الجهاز العصبي وضغط الرأس (Nervous system damage and head pressing).
  • اليرقان (Jaundice).
  • سلوك غير طبيعي أو خاطئ (Abnormal or erratic behaviour).
  • فقدان الوزن وفقدان الشهية (Weight loss and anorexia).
  • عدم السيطرة على الأرباع الخلفية أو جر الرجلين الخلفيتين؛ مما يتسبب في تآكل أطراف الحوافر (Lack of control of the hind quarters or dragging of the hind legs, causing worn tips of the hooves).
  • اختلاج الحركة (Ataxia).
  • الذهول (Stupor).
  • لون البول أحمر أو نحاسي (Red or copper colored urine).
  • صعوبة في البلع (Difficulty swallowing).
  • تجول بلا هدف أو المشي في دوائر (Aimless wandering or walking in circles).

أسباب مرض كيمبرلي في الخيول

يحدث مرض كيمبرلي بعد تناول نباتات من جنس (Crotalaria)، وتشمل أنواع هذا النبات المسبب للمرض، كروتالاريا كريسباتا (Crotalaria crispata)، و (C. novae-hollandiae، C. ramosissima، C. retusa، C. dissitiflora، C. trifoliastrum)، وسبب السمية في هذه النباتات هو وجود مواد تسمى قلويدات بيروليزيدين (pyrrolizidine alkaloids_PAs)، وبعد الابتلاع، تنتقل هذه السموم إلى الكبد ويتم استقلابها في البيرولات، وهذه المستقلبات سامة للكبد وتتسبب في استبدال خلايا الكبد السليمة بأنسجة الكبد الليفية.

وفي كثير من الحالات يؤدي الوصول المتقطع إلى هذه النباتات إلى تلف تراكمي بمرور الوقت؛ مما يؤدي إلى فشل الكبد، وعلى الرغم من أن تناول كميات كبيرة قد يسبب أعراضًا حادة، إلا أن ظهور المرض قد يكون بطيئًا في بعض الحالات، ويستغرق ما يصل إلى 18 شهرًا.

كيفية تشخيص مرض كيمبرلي في الخيول

أول شيء سيفعله الطبيب البيطري هو إجراء فحص جسدي شامل، كما سيطرح أسئلة ويتناقش حول تاريخ الخيل، ومن المهم إخبار الطبيب البيطري إذا كان الحصان قد تمكن من الوصول إلى هذا النبات أو إذا كانت الحيوانات الأخرى تظهر عليها أعراض مشابهة أو غير عادية، وسيقوم الطبيب البيطري بعد ذلك بمراقبة الحصان من مسافة بعيدة لمراقبة مشيته وحركته وسلوكه وحالة جسمه، وقد تشير أعراض مثل الضغط على الرأس أو الرنح أو المشي بلا هدف، والتي تعتبر من سمات هذا المرض إلى مرض كيمبرلي.

كما سيقوم الطبيب البيطري بفحص الحصان بعناية، ومراقبة معدل ضربات القلب والتنفس وفحص الجسم بدقة، ويمكن إجراء تحليل للبول؛ حيث قد يظهر في الفحص البصري تلوينًا أحمر أو نحاسيًا، وفي كثير من الأحيان يمكن إجراء تشخيص مفترض من العلامات السريرية التي تظهر على الحصان، وقد يختار الطبيب البيطري إجراء فحص كيمياء الدم أو فحص الكبد؛ فقد يُظهر هذا دليلاً على مستقلبات المناطق المحمية فقط إذا حدث استهلاك النبات مؤخرًا، وفي حالات الوفاة بسبب المرض، غالبًا ما يظهر على الكبد تغيرات وأضرار تمكن الطبيب البيطري من التشخيص.

كيفية علاج مرض كيمبرلي عند الخيول

لسوء الحظ، لا يوجد علاج للخيول التي تتأثر بابتلاع كميات كبيرة من النباتات المسببة لمرض كيمبرلي، كما يمكن اللجوء إلى القتل الرحيم لأسباب إنسانية، حتى مع استهلاك جزء صغير من النبات، وإذا كان استهلاك النبات تراكميًا بمرور الوقت، فقد يؤدي ذلك إلى تلف الكبد، وفي كثير من الأحيان، بحلول الوقت الذي يتم فيه ملاحظة الأعراض، تتطور السمية إلى مستويات خطيرة؛ لذلك، فإن الوقاية هي الخيار الأفضل للخيل.

الشفاء التام من مرض كيمبرلي عند الخيول

النبات الذي يسبب مرض كيمبرلي ليس مستساغًا للخيول أساساً، وبالتالي نادرًا ما يتم تناوله في الخيول التي يتم تزويدها بالأعلاف الكافية، لذلك يجب الحرص على توفير العلف المناسب للخيل في جميع الأوقات؛ لأن ذلك سيقلل من فرصة الابتلاع بسبب الرعي العشوائي، وإذا كان الرعي محدودًا يجب عزل الخيل عن المراعي التي تحتوي على نباتات من فصيلة (Crotalaria)، وتوفير التبن والأعلاف عالية الجودة له، وفي بعض الحالات قد يحدث الابتلاع العرضي بسبب التلوث، ولتقليل مخاطر الابتلاع العرضي يجب التأكد من الحصول على طعام الخيل من مصدر موثوق.

يجب التنظيف بانتظام للتأكد من أن الآلات والبذور والقش خالية من التلوث، وبما أن البذور قد تكون موجودة في البراز، يجب عزل الماشية الجديدة لمدة أربعة أيام على الأقل قبل إدخالها إلى العقار للسماح بإخراج البذور المبتلعة، كما يجب إزالة جميع النباتات من أنواع (Crotalaria) إما ميكانيكيًا أو باستخدام مبيدات الآفات المناسبة من مراعي الخيول، مع مناقشة الخيارات الآمنة مع الطبيب البيطري؛ حيث يمكن إعطاء الأحماض الأمينية والمكملات الغذائية الأخرى والدعم الإضافي للخيول التي تعاني من تلف الكبد بسبب ابتلاع نباتات (Crotalaria).


شارك المقالة: