مرض لايم في الخيول

اقرأ في هذا المقال


مرض لايم في الخيول (Equine Lyme disease) هو مرض مثير للجدل ومحبط إلى حد ما، وفي الطب بشكل عام، لا يُعرف سوى القليل نسبيًا عن هذا المرض وكيفية الوقاية منه وعلاجه بشكل فعال، كما يوجد فهم جيد لعدد الخيول التي تتعرض للبكتيريا، ولكن ليس من الواضح عدد الخيول التي ستصاب بالفعل بمرض لايم.

أعراض مرض لايم في الخيول

ينتج مرض لايم في الخيول عن إصابة الحصان بالبكتيريا الحلزونية بوريليا بورجدورفيري (the spirochete bacteria Borrelia burgdorferi)، حيث تنتشر هذه البكتيريا إلى الخيول عن طريق القراد المصاب بالبكتيريا، وينقل البكتيريا عبر اللعاب عندما يعض الحصان، والقراد الأكثر شيوعًا الذي يحمل مرض لايم هو (Ixodes scapularis)، كما يسمى أيضًا القراد ذو الأرجل السوداء والمعروف باسم قراد الغزلان، ونظرًا لتوسع نطاق وتعداد قراد الغزلان في مانيتوبا، فقد زاد أيضًا انتشار مرض لايم في الخيول، ويمكن أن تظهر على الخيول المصابة بمرض لايم العديد من الأعراض المحتملة، مثل:

  • عرج الساق (leg lameness).
  • حمى منخفضة (Low grade fever).
  • طراوة العضلات ( Muscle tenderness).
  • أداء ضعيف (Poor performance).
  • حساسية الجلد (Skin hypersensitivity).
  • العلامات العصبية (Neurologic signs) مثل الاكتئاب (depression) وإمالة الرأس (head tilt) وصعوبة الأكل والبلع (difficult eating and swallowing).
  • العلامات الأكثر شيوعًا هي العرج والتصلب وفقدان الوزن المزمن.

كيفية وقاية الخيول من الإصابة بمرض لايم

نظرًا لأن اللوم يقع على القراد في نقل المرض، فإن الوقاية منه هي أفضل إجراء وقائي، كما أن الغاباتوالأعشاب الطويلة والمناطق المظللة وطبقات الغطاء النباتي هي الأماكن التي يعلق فيها القراد عندما لا يكون مرتبط بمضيف يعيش فيه، كما يجب أخذ ما يلي في الاعتبار للوقاية من الإصابة بمرض لايم في الخيول:

  • تسييج أقسام المراعي المشجرة
  • يجب الحفاظ على قص المراعي حتى لا يكون العشب طويلاً بشكل مفرط.
  • يجب تنظيف مناطق الأعشاب في مناطق الإقبال.
  • يجب استخدام منتج طارد يعالج القراد على وجه التحديد؛ لركوب الخيل، وتعتبر المنتجات الموضعية الفورية مثالية للخيول التي يتم تربيتها والتي لا يتم إعدادها بشكل روتيني ويتم فحصها يوميًا بحثًا عن القراد.
  • يجب التحقق من القراد وجعله جزءًا منتظمًا من روتين العناية بالخيول، سواء كانت للركوب أم لا، كما  يمكن أن يلتصق القراد في أي مكان ولكنه يفضل المناطق ذات الجلد الرقيق، لذا يجب التركيز جيدًا على أرجل الحصان وعنقه ومنطقة الخاصرة، وعلى طول قاعدة الرجل، بالإضافة إلى رأس الذيل.
  • أظهرت بعض الأبحاث أن انتقال مرض لايم يكون أكبر عندما يكون القراد في المرحلة الحورية (nymphal stage)، عادةً في شهري مايو ويونيو، ولسوء الحظ ، يكون القراد في هذه المرحلة صغير الحجم (بحجم رأس الدبوس) مما يجعل العثور عليه على جسم الحصان أكثر صعوبة.

كيفية تشخيص مرض لايم في الخيول

هناك نوعان من الاختبارات الشائعة التي يجب مراعاتها عند اختبار مرض لايم عند الخيول، الأول يسمى اختبار (SNAP 4DX)، حيث يتضمن هذا الاختبار سحب عينة دم من الحصان ويمكن إجراء الاختبار في المزرعة أو في عيادة بيطرية، ويعد هذا اختبارًا مناسبًا وغير مكلف ويُعد اختيارًا جيدًا لفحص الخيول بحثًا عن مرض لايم إذا لم تظهر عليها الأعراض، ومع ذلك، في مانيتوبا، يبدو أن اختبار (SNAP 4DX) يمكن أن يكون له نتائج سلبية خاطئة، وعلاوة على ذلك، فإن هذا الاختبار يعطي فقط نتيجة إيجابية أو سلبية.

إذا اشتبه الطبيب البيطري إصابة الحصان بمرض لايم، فإن أفضل اختبار يتم إجراؤه هو اختبار مرض لايم المتعدد (Lyme Disease Multiplex Test)، والذي تقدمه جامعة كورنيل، حيث يتضمن هذا الاختبار سحب عينة دم وإرسالها إلى جامعة كورنيل للاختبار، وهذا الاختبار أفضل بكثير في القضاء على نتائج الاختبار الإيجابية والخاطئة الكاذبة، وبالإضافة إلى ذلك، على عكس اختبار (SNAP 4DX)، يمكن لاختبار مرض لايم المتعدد أن يفرق بين النتائج الإيجابية للتلقيح والعدوى المبكرة والعدوى المزمنة، كما يعطي هذا الاختبار أيضًا نتائج لكمية الأجسام المضادة، والتي يمكن مراقبتها من خلال الاختبارات المتكررة لقياس الاستجابة للعلاج، ويعتبر اختبار مرض لايم المتعدد اختبار المعيار الذهبي الحالي.

علاج مرض لايم في الخيول

يتطلب علاج مرض لايم العلاج بمضاد حيوي لقتل بكتيريا اللايم، والأدوية الأكثر شيوعًا المستخدمة لعلاج مرض لايم هي أوكسي تتراسيكلين (oxytetracycline) ودوكسيسيكلين (doxycycline)، والبروتوكول الحالي الموصى به هو علاج الحصان بجرعة 7 أيام من أوكسي تتراسيكلين في الوريد، ثم المتابعة بدورة تتراوح من (3-6) أسابيع من دوكسيسيكلين عن طريق الفم، وعلى نحو مفضل سيتم إجراء اختبار مرض لايم المتعدد الإضافي بعد حوالي 3 أشهر من العلاج لتقييم الانخفاض في مستوى الأجسام المضادة الموجودة، مما يدل على نجاح العلاج.

تميل بكتيريا (B. burgdorferi) إلى أن تكون من البكتيريا التي يصعب تخليص الجسم منها، ولهذا السبب، يعتبر فشل العلاج شائعًا نسبيًا ويبدو أنه من الصعب علاج مرض لايم كلما استمر، كما يجب أحد الجوانب المهمة للمرض هو أن إزالة البكتيريا لن تحل بالضرورة الضرر الذي حدث بالفعل داخل الجسم، ولذلك، إذا تم إزالة البكتيريا من الجسم بنجاح، فمن الممكن أن تبقى بعض الأعراض على الحصان بعد العلاج الناجح، ويمكن أيضًا استخدام علاجات مساعدة أخرى للسيطرة على الأعراض، مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (مثل فينيل بوتازون) ومرخيات العضلات (ميثوكاربامول).

حاليًا، لا يوجد لقاح لمرض لايم مرخص للاستخدام في الخيول، ومع ذلك، هناك بحث يوضح أن التطعيم بلقاح مرخص للكلاب سيؤدي إلى مستوى عالٍ من الأجسام المضادة، وهناك أيضًا بحث يُظهر أن المستوى العالي من الأجسام المضادة في الخيول سيمنع نقل بكتيريا (B. burgdorferi) من القراد، لذلك، كان العديد من الأطباء البيطريين الذين يعالجون مرض لايم في المناطق الموبوءة يعطون الخيول لقاحات لايم للكلاب، ومن خلال القصص المتناقلة، وجد هؤلاء الممارسون أن ردود الفعل السلبية للقاح غير شائعة، ووجدوا أيضًا أن التطعيم بدا أنه وقائي.

لا يزال مرض لايم الخيول مرضًا محبطًا للتعامل معه، ويتزايد انتشاره من سنة إلى أخرى، ولدى الطب البيطري الكثير لنتعلمه عن مرض لايم الخيول، ولحسن الحظ، أصبح البحث في مرض لايم أكثر شيوعًا، مع التأمل أن يحمل المستقبل مزيدًا من المعلومات لمنع هذا المرض وتشخيصه وعلاجه بشكل فعال.


شارك المقالة: