ميتهيموغلوبينية الدم في القطط

اقرأ في هذا المقال


الميثيموغلوبين هو شكل من أشكال الهيموجلوبين وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي ينقل الأكسجين إلى أجزاء مختلفة من الجسم، وعندما توجد كمية غير طبيعية من الميثيموغلوبين في الدم يُعرف هذا باسم ميتهيموغلوبين الدم، وفي هذه الحالة قد لا يتمكن الهيموجلوبين من إطلاق الأكسجين في الأنسجة، كما أنّ بعض حالات ميتهيموغلوبين الدم موروثة، ومع ذلك فإن معظمها ناتج عن التعرض لمادة كيميائية أو دواء سام مثل الأسيتامينوفين وكرات العثة والبنزوكائين والفينازوبيريدين والنفتالين.

ميتهيموغلوبينية الدم في القطط

ميتهيموغلوبينة الدم في القطط هو نوع من فقر الدم حيث توجد كمية غير طبيعية من الميثيموغلوبين في الدم، وفي القطط السليمة تمامًا يحمل الهيموجلوبين الموجود في الدم الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم ولكن عند حدوث عملية تسمى أكسجة الحديد ينتج الجسم ميثيموغلوبين والذي لا يستطيع حمل الأكسجين بنجاح، ويمكن للأطباء البيطريين في كثير من الأحيان اكتشاف الحالة بصريًا من خلال ملاحظة أن دم القطة يشبه اللون البني بدلاً من اللون الأحمر الزاهي، وفي معظم الحالات ينتج عن تعرض قطة لمواد كيميائية أو عوامل وراثية.

إذا تم رؤية علامات تدل على أن القطة تعاني من هذا النوع من فقر الدم فيجب استشارة الطبيب البيطري للحصول على التشخيص المناسب ومعرفة مسار العلاج، وإذا تم ملاحظة أن القطة تطور ميتهيموغلوبينية الدم فسوف يسأل الطبيب البيطري سلسلة من الأسئلة المصممة لاكتشاف ما إذا كانت القطة قد تناولت مؤخرًا عقاقير الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين أو استخدمت العلاج الموضعي بنزوكائين، وعند تشخيص الحالة كثيرًا ما يستخدم الأطباء البيطريون اختبارات بقعة الدم أيضًا؛ حيث تتضمن هذه العملية إضافة قطرة من دم القط إلى قطعة من الورق الأبيض الخاص بصفات ماصة ثم مقارنة اللون الناتج للدم الممتص بقطرة من الدم “الطبيعي”.

يمكن أن يشير الاختلاف في اللون بين قطرتين من الدم إلى ما إذا كانت قطة قد طورت ميتهيموغلوبينية الدم أم لا، كما تختلف طرق العلاج؛ في بعض الحالات المبكرة قد لا تتطلب الحالة علاجًا فعليًا، وغالبًا ما يوصي الأطباء البيطريون بالتوقف عن تناول أي عقاقير قد تسبب المشكلة وأحيانًا جنبًا إلى جنب مع إحداث القيء للمساعدة في التخلص منها من نظام القط.

أعراض ميتهيموغلوبينية الدم في القطط

إذا لم تكن الأعراض شديدة  فقد لا تحتاج القطة إلى علاج لتتعافى، ومع ذلك في الحالات القصوى قد تحتاج القطة إلى نقل دم كامل لتجنب الغيبوبة أو الموت، كما لا توجد طريقة لمعرفة مدى خطورة حالة القطة؛ لذلك ليس من الحكمة الانتظار ومعرفة ما إذا كانت القطة سوف تتعافى من تلقاء نفسها، كما يوصى بشدة أخذها دائمًا إلى طبيب بيطري عند ملاحظة أعراض الإصابة بميتهيموغلوبينية الدم، كما يجب أن يكون جميع مالكي القطط على دراية بأعراض ميتهيموغلوبينية الدم للتأكد من أنهم قادرون على اكتشاف علامات المتاعب بسرعة وإحضار القطة للعلاج الطبي الطارئ؛ حيث تشمل بعض الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:

  • التقيؤ.
  • إفراط في إفراز اللعاب.

أسباب وجود ميتهيموغلوبينية الدم في القطط

على الرغم من أنه يُعتقد أن بعض أشكال ميتهيموغلوبينية الدم وراثية إلا أنّ السبب الأكثر شيوعًا لهذا الاضطراب الذي يهدد الحياة هو التعرض لبعض الأدوية؛ فإذا استنشقت القطط أو تناولت عقار الاسيتامينوفين (مسكن شائع للألم) أو كرات العثة أو بنزوكاين (كريم موضعي) أو فينازوبيريدين (مسكن للألم) أو النفثالين (الموجود في منظفات المرحاض) فقد تصاب بميثيموغلوبين الدم.

كيفية تشخيص ميتهيموغلوبينية الدم في القطط

يجب أخذ القطة إلى الطبيب البيطري في أسرع وقت ممكن بعد اكتشاف هذه الأعراض الخطيرة؛ حيث أن ميتهيموغلوبين الدم حالة تهدد الحياة، كما يجب إخبار الطبيب البيطري بالأعراض التي لوحظت ومتى بدأت وما إذا كانت القطة قد تعرضت لأي مواد كيميائية أو أعطيت أي أدوية مؤخرًا، ثم سيبدأ الطبيب البيطري بإجراء الاختبارات الأساسية بما في ذلك فحص الدم الشامل وتحليل البول وملف كيمياء الدم، ويجب أن يكون الطبيب البيطري قادرًا على تشخيص حالة القطة بناءً على مستويات الأكسجين الموجودة في عينة الدم بالإضافة إلى لون العينة؛ حيث أنّ القطط التي تعاني من ميتهيموغلوبينية الدم يكون دمها أغمق بكثير من القطط السليمة.

بعد إجراء هذا التشخيص سيحتاج الطبيب البيطري لتحديد مدى حالة القطة، وعادةً ما يتم ذلك عن طريق اختبار البقعة والذي يتضمن وضع قطرة من الدم على ورقة بيضاء، وإذا كان الدم بني بشكل ملحوظ يُعتقد أن محتوى الميثيموغلوبين هو 10 في المائة أو أكثر وهو أمر غير طبيعي.

كيفية علاج ميتهيموغلوبينية الدم في القطط

إذا لم تظهر على القطة أعراض أو علامات ضائقة شديدة فقد يقول الطبيب البيطري أنه لا يوجد علاج ضروري ويطلب الاستمرار في مراقبة أعراضها، وبالطبع إذا كانت ميتهيموغلوبينية الدم ناتجة عن التعرض لدواء معين فيجب التوقف فورًا عن إعطاء هذا الدواء لها، ويجب أن يكون جسم القطة قادرًا على تقليل كمية الميثيموغلوبين الموجود في مجرى الدم في غضون 24 ساعة بعد مغادرة الدواء لنظام لنظام القطة، ومع ذلك إذا كانت حالة القطة شديدة فقد يحتاج الطبيب البيطري لبدء العلاج على الفور بدلاً من انتظار القطة لتقليل مستوى الميثيموغلوبين بشكل طبيعي.

ويمكن إعطاء هذه القطط أزرق الميثيلين ببطء من خلال الوريد على مدى عدة دقائق، ومن ثم سيتم إعادة تقييم حالة القط بعد ثلاثين دقيقة لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لجرعة إضافية من الميثيلين الأزرق، وإذا تم إعطاء القطة أسيتامينوفين فقد يقوم الطبيب البيطري بإعطاء (N-acetylcysteine) ​​لعلاج السمية، وفي الحالات القصوى قد يقوم الطبيب البيطري بنقل دم كامل إذا كان يعتقد أن القطة أضعف من أن تخضع لأشكال أخرى من العلاج.

الشفاء من ميتهيموغلوبينية الدم في القطط

كلما أسرع المالك في اصطحاب القطة إلى الطبيب البيطري كانت فرصتها في الشفاء التام أفضل، وقد يرغب الطبيب البيطري في رؤية القطة مرة أخرى بعد أيام قليلة من العلاج لإعادة فحص الدم والتأكد من أن حالتها تتحسن، وبمجرد عودة القطة إلى المنزل يجب التأكد من عدم تعريضها لأي من المواد الكيميائية أو الأدوية التي يمكن أن تسبب ميتهيموغلوبينية الدم، كما لا يجب استخدام أي أدوية لم يوافق عليها الطبيب البيطري مع الاحتفاظ بأغطية المرحاض مغلقة حتى لا تتعرض القطط للمواد الكيميائية السامة الموجودة في منظفات المرحاض.

وإذا تم استخدام أيًا من الأدوية التي يمكن أن تسبب ميتهيموغلوبينية الدم فيجب التأكد من عدم إسقاط أياً منها على الأرض وإبقائها في مكان مغلق، وعادةً ما تعيش القطط التي ورثت هذا المرض حياة طويلة وصحية مع مضاعفات طفيفة فقط.


شارك المقالة: