نظرية شمولية التخلق

اقرأ في هذا المقال


ما هي نظرية شمولية التخلق؟

لا تؤثر التغيرات اللاجينية على الحمض النووي (الجينوم) بل تؤثر على التعبير الجيني من خلال التغييرات في الإيبي جينوم، وهي مجموعة من المركبات الكيميائية التي تخبر الجينات بما يجب فعله بما في ذلك تشغيل الجينات أو إيقاف تشغيلها والتحكم في إنتاج البروتينات على وجه الخصوص الخلايا، حيث يسمي ر. فرانسيس هذا الإيبي جينوم بأنه مدير مسرحية بينما الجينات هي الممثلين، ويمثل الإبيجينوم جانب التنشئة في مناقشة الطبيعة مقابل التنشئة.

علم الوراثة هو دراسة الوراثة وتنوع الخصائص الموروثة، أما علم التخلق فهو دراسة كيف يمكن للبيئة من حول الفرد والخيارات التي يتخذها تغيير تعبير الجينات الموروثة، وما إذا كانت هذه التغييرات في تنظيم الجينات يمكن أن تنتقل بعد ذلك إلى الطفل، حيث أن التفاعلات الاجتماعية هي مصدر مهم بشكل خاص لتنظيم الجينات.

ما هو العلم وراء نظرية التخلق؟

هناك دليل على نظرية الوراثة اللاجينية في النباتات وبعض الثدييات، ولكن فقط في القصص المتناقلة في البشر حتى الآن، حيث أنه يمكن تغيير تعبير الجينات، ولكن ما إذا كان التغيير قد تم تمريره إلى الطفل هو أمر مطروح للنقاش، إذ أن علم التخلق ليس علم تحسين النسل ولا الانتقاء الطبيعي بسبب طفرة جينية.

يعتبر إنه ليس تغيير جيني حقيقي ما لم ينتقل إلى الذرية، عندما يتحدث الناس عن إمكانيات علم التخلق فغالبًا ما يتوقفون عند تأثير البيئة على الإبيي جينوم للفرد في جيل واحد، وكما هو في مثال ثنائي القطب فهناك علم يدعم فكرة أن ما يتم فعله الآن يؤثر على كيفية تعبير الجينات في المستقبل، لكنها ليست نظرية فوق جينية ما لم تؤثر التغييرات في إبيي جينوم الشخص على بويضة أو حيوان منوي يصبح إنسانًا آخر، حيث إذا بدأنا الآن في غضون 50 عامًا يمكن الحصول على دليل أو دحض نظرية الوراثة اللاجينية.

إن معرفة النظرية اللاجينية أمر هام، فإذا كان هناك مرض وراثي في ​​العائلة سواء كانت أمراض وراثية معروفة مثل التليف الكيسي أو فقر الدم المنجلي أو الأمراض الوراثية بدون جينات محددة مثل القطبين أو المكونات الجينية غير المفهومة للسلوك الإدماني، فقد تقترح النظرية اللاجينية أن لدى الفرد القدرة على وقف انتشار مرض وراثي إلى ذريته عن طريق تغيير صحته، قبل أن يكون لديه طفل أو من خلال مساعدة الطفل الحالي على إجراء تغييرات جينية إيجابية لحماية الجيل القادم في شجرة العائلة.

يمكن إنهاء المرض عبر الأجيال من خلال تغيير الإبيي جينوم لدى الافراد، بحيث تعطينا النظرية اللاجينية الأمل في أننا أكثر سيطرة على الصحة الجسدية والعقلية مما نعتقد، ويقترح أنه من خلال إجراء تغييرات إيجابية على الأجسام يمكن التأثير وراثيًا على نسل المستقبل، وهناك أدلة على أن السلوكيات السلبية مثل سوء التغذية أو التدخين أو تعاطي المخدرات من قبل الأم يمكن أن يكون لها آثار على الطفل في الرحم، فهناك إمكانية تستكشف أن التغييرات الإيجابية في كلا الوالدين قبل أن ينشأ الطفل يمكن أن تخلق أجيالًا أكثر صحة.

الجانب السلبي للتغيير فوق الجيني:

قد تشرح نظرية الوراثة اللاجينية يومًا ما جوانب من ثقافة الفقر أو تاريخ من سوء المعاملة الأسرية أو السرطان الذي يمر عبر الأجيال، فلو كان مرض القلب الناتج عن الخيارات الغذائية السيئة لدى أحد الوالدين يزيد من فرصة الإصابة بأمراض القلب لدى الأبناء عن طريق خلق الرغبة في تناول طعام أقل من المغذيات يمكن أن تكون البيئة والخيارات في تلك البيئة يتم تمريرها إلى طفل يقوم بعد ذلك باختيارات مماثلة بسبب تغيرات الإبيي جينوم ويتم إنشاء دورة.

يمكن أن يسبب التدخين السرطان، قد يتسبب تدخين الأب في حدوث تغيير جيني في الحيوانات المنوية، مما يعرض الأبناء لخطر الإصابة بالسرطان حتى لو كان الأبناء لا يدخنون أو يستنشقون دخانًا غير مباشر، وفيما يتعلق بالنظام الغذائي والصحة العقلية يمكن أن يؤثر النظام الغذائي الخالي من الغلوتين على التعبير عن جين الفصام، والشخص الذي يدير الصحة العقلية بشكل أفضل من خلال نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لديه طفل فقد ينتقل الجين النشط أو الخامل إلى الطفل.

في علم التخلق والمستقبل يمكن العمل باستخدام نظرية علم التخلق لتحسين الصحة عبر الأجيال، وهناك حاجة إلى تمويل الأبحاث التي يمكنها تتبع التغيرات في الإيبي جينوم للفرد في الأجيال القادمة، كما أن هناك حاجة أيضًا إلى مراقبة علمية؛ للتأكد من أن أي استنساخ وذكاء اصطناعي يستخدمان في الرعاية الصحية للتأثير على الجينات يأخذ أيضًا في الاعتبار التغيير الجيني.

المصدر: كتاب علم الخلية ايمن الشربينيكتاب الهندسة الوراثية أحمد راضي أبو عربكتاب البصمة الوراثية د. عمر بن محمد السبيلكتاب الخلية مجموعة مؤلفين


شارك المقالة: