نقص التورين في القطط

اقرأ في هذا المقال


التورين هو حمض أميني أساسي في القطط وهو مسؤول عن مجموعة متنوعة من الوظائف الجسدية المهمة مثل الرؤية ووظيفة القلب والهضم وتطور الجنين، كما أنّ الأحماض الأمينية هي الوقود الذي يحتاجه الجسم ليعمل بشكل صحيح، وعادةً ما يتم اشتقاقها من البروتين الذي تهضمه القطط والحيوانات الأخرى وتتحلل، كما أنّ القطط معرضة بشكل خاص لنقص التورين لأنها غير قادرة على تحويل الأحماض الأمينية إلى تورين على عكس بعض الأنواع الأخرى.

ما هو التورين؟

التورين هو نوع من الأحماض الأمينية، وهي اللبنات الأساسية لجميع البروتينات، وتم العثور على التورين حصريًا في البروتينات الحيوانية، وهو مهم من أجل الرؤية الطبيعية والهضم ووظيفة عضلة القلب والحفاظ على الحمل الطبيعي وتطور الجنين والحفاظ على نظام المناعة الصحي، كما أنّ التورين هو حمض أميني أساسي في القط، وعندما يأكل القط البروتينات يتم تقسيم البروتينات إلى مكونات الأحماض الأمينية الفردية قبل امتصاصها، ومن بين الأحماض الأمينية العشرين الشائعة يمكن تصنيع بعضها داخل الجسم من الأحماض الأمينية الأخرى بينما البعض الآخر ضروري؛ مما يعني أن الجسم لا يستطيع تصنيعها، ويجب تضمينها كجزء من النظام الغذائي.

معظم الثدييات قادرة على تصنيع ما يكفي من التورين من الأحماض الأمينية الأخرى لتلبية احتياجاتها، ومع ذلك فإن القطط لديها قدرة محدودة على تصنيع التورين؛ لذلك يُصنف التورين كمغذي أساسي للقط، ولحسن الحظ بالنسبة للقطط يتم الحصول على التورين بسهولة من نظامهم الغذائي، وطالما أن النظام الغذائي يحتوي على بروتينات حيوانية، وللأسف لا يتم تخزينه بكميات كبيرة في الجسم ولذلك يجب تناوله بشكل منتظم، كما أنّ العلامات السريرية لنقص التورين بطيئة في التطور، وقد يستغرق ظهور الأعراض عدة أشهر اعتمادًا على مرحلة حياة القطة.

سوف تتدهور خلايا شبكية العين عنج حدوث نقص التورين مما يضعف الرؤية، ويشار إلى هذه الحالة باسم اعتلال الشبكية لدى القطط أو بشكل أكثر شيوعًا تنكس الشبكية المركزي للقطط، وسيؤدي نقص التورين أيضًا إلى إضعاف خلايا العضلات في القلب؛ مما يتسبب في حالة تسمى اعتلال عضلة القلب التوسعي، كما أنّ التورين هو أحد مكونات الأملاح الصفراوية ونقصه قد يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي.

أعراض نقص التورين في القطط

تتطور أعراض نقص التورين في القطة ببطء وقد لا تظهر على الفور، وغالبًا ما تكون الأعراض تنكسية؛ مما يعني أنها تزداد سوءًا بمرور الوقت، وتشمل علامات نقص التورين ما يلي:

  • تنكس الشبكية.
  • العمى الذي لا رجعة فيه إذا لم تتم معالجة تنكس الشبكية.
  • ضعف عضلات القلب مما يؤدي إلى توسع عضلة القلب.
  • الوفاة إذا لم تتم معالجة اعتلال عضلة القلب.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • تشوهات الجنين.
  • انخفاض وزن المولود.
  • تأخر النمو والتطور في القطط.

أسباب نقص التورين في القطط

يوجد التورين بشكل طبيعي في اللحوم غير المطهية والتي تشكل جزءًا كبيرًا من الوجبات الغذائية للقطط البرية، وغالبًا ما يؤدي طهي الطعام إلى تدهور أو تدمير التورين وهذا هو السبب في أن أطعمة القطط التجارية تكمل وصفاتها بهذه المغذيات، ويحدث نقص التورين عادةً عندما تتناول القطة نظامًا غذائيًا تجاريًا أو بعض الوجبات الغذائية النيئة في المنزل والتي لا تحتوي على لحوم؛ حيث توجد فيها أعلى تركيزات من الأحماض الأمينية، كما ركزت عمليات السحب الأخيرة لأطعمة القطط على نقص المستويات المناسبة من التورين في المنتج النهائي.

كيفية تشخيص نقص التورين في القطط

غالبًا ما يكون تشخيص نقص التورين صعبًا من تلقاء نفسه؛ حيث سيحتاج الطبيب البيطري إلى تاريخ طبي شامل وسرد لتطور أي أعراض، وسيكون من الأهمية معرفة النظام الغذائي للقطة، وإذا كانت القطة تتناول الطعام التجاري فسيكون من المفيد إحضار الطعام أو قائمة المكونات له، أما إذا كانت تتناول نظام غذائي مُعد في المنزل فيجب توثيق المكونات بعناية وتقديم قائمة كاملة للطبيب البيطري، وبعد ذلك سيقوم الطبيب البيطري بإجراء فحص شامل للدم وتحليل للبول، وسيتضمن ذلك جمع عينة صغيرة من الدم من القطة في إجراء سحب دم سريع وغير مؤلم، ونظرًا لأن نقص التورين غالبًا لا يتسبب في ظهور مستويات مرتفعة فإن هذه الاختبارات ستساعد بشكل عام في استبعاد الحالات التي لها أعراض مشابهة.

ستعتمد الاختبارات التشخيصية الأخرى على الأعراض التي تظهر على القطة، وقد يقوم الطبيب البيطري بإجراء فحص مفصل للعين للبحث عن تنكس الشبكية؛ حيث تتطلب شبكية العين كميات كبيرة من التورين لتعمل بشكل صحيح، وستؤدي المستويات المنخفضة إلى انحطاط لا رجعة فيه، وفي حالة الاشتباه في اعتلال عضلة القلب التوسعي فإن الموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية للصدر ستساعد في تشخيص الحالة أو استبعاد عيب أو تلف جيني أكثر خطورة في القلب، وقد يرغب الطبيب البيطري أيضًا في إجراء مخطط كهربائي للقلب يتم فيه مراقبة الوظيفة الكهربائية لقلب القطة من أجل الإيقاع الطبيعي.

كيفية علاج نقص التورين فى القطط

سيبدأ علاج القطة بدعم الأعراض الأساسية، وبمجرد أن تستقر القطة فإن العلاج القياسي لنقص التورين هو مكملات التورين، واعتمادًا على شدة الأعراض ومدة معاناة القطة قد تكون هناك حاجة إلى مكملات مستمرة لحياة القطة، وسيكون التورين الاصطناعي مطلوبًا للمكملات.

الشفاء من نقص التورين في القطط

سيعتمد التشخيص طويل الأمد للشفاء من نقص التورين في القطة على تطور الحالة ومستوى الضرر الناجم عن النقص، وإذا كان نقص التورين قصير المدى أو لم يتسبب في ضرر دائم بعد أن سمحت مكملات التوراين الكافية بتنظيم المستويات في الجسم ستحصل القطة على فرصة جيدة للشفاء التام، وإذا حدث ضرر كبير نتيجة هذا النقص فقد تحتاج القطة إلى أدوية أو دعم إضافي، وقد تكون هناك حاجة إلى الأدوية للمساعدة في دعم قلب القطة إذا أصيبت باعتلال عضلة القلب التوسعي، وإذا كانت القطة تعاني من تلف في الرؤية فقد تحتاج إلى تغيير البيئة المعيشية لدعم الحياة اليومية للقطة، ويجب ألا يؤثر تلف الرؤية على قدرة القطة على العيش حياة طويلة وصحية.

ستتطلب إدارة نقص التوراين أيضًا تصحيح أوجه القصور الغذائية التي تسببت في تطور الحالة، ويجب أن تتغذى القطة على نظام غذائي متوازن يحتوي على كمية كافية من العناصر الغذائية، ويجب على مالكي القطط الأليفة أيضًا الانتباه إلى أي عمليات سحب لأطعمة القطط التجارية من أجل ضمان حصول قططهم على التغذية الكافية، كما أنّ النظام الغذائي عالي الجودة ضروري لإبقاء القطة سعيدة وصحية.


شارك المقالة: