نقص الميالين في القطط

اقرأ في هذا المقال


معظم اضطرابات الميالين خلقية وتبدأ في إظهار الأعراض في القطط التي يقل عمرها عن عام وغالبًا بعد الولادة بوقت قصير، ويمكن أن تؤثر هذه الاضطرابات على الجهاز العصبي المركزي أو الجهاز العصبي المحيطي؛ فإذا كان قط صغير يعاني من تأخر في ردود الفعل ولديه رعشة في الأطراف والجذع أو الرأس (خاصة أثناء أو بعد النشاط) أو إذا كانت القطة غير قادرة على الوقوف أو الحركة فيجب أخذها القطة إلى الطبيب البيطري على الفور، أو حتى إذا كانت قطة بالغة تظهر عليها هذه الأعراض بشكل تدريجي أو مفاجئ؛ حيث قد يتدهور المايلين في القطة نتيجة لمرض مكتسب.

ما هو المايلين

المايلين: هو الغشاء الدهني أو الغمد الذي يغطي المحاور العصبية ويحميها وهي نتوءات رفيعة تسمح للخلايا العصبية بالتواصل مع الخلايا الأخرى في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي، ويحمي غشاء المايلين المحور العصبي مثل القناة؛ مما يسمح للسيالات الكهربائية بالتدفق بأمان وبسرعة من الخلايا العصبية إلى الخلايا الأخرى، وإذا تطور المايلين بشكل غير صحيح أو لم يتطور أو أصبح ناقصًا بمرور الوقت فقد ينتج عن ذلك خلل وظيفي عصبي شديدة ويمكن أن يتسبب هذا الخلل الوظيفي العصبي في تأخر ردود الفعل للقطة والرعشة وعدم القدرة على الوقوف أو الحركة وربما النوبات.

أعراض نقص الميالين في القطط

إذا ظهرت على قطة صغيرة أي من الأعراض التالية فقد تعاني القطة من سبب وراثي من نقص المايلين، وإذا ظهرت على قطة بالغة الأعراض التالية فقد تكون القطة قد طورت نوعًا نادرًا للغاية من تدهور المايلين المكتسب، ولكن يجب اعتبار أي من أشكال نقص المايلين خطيرًا وقد يتسبب في ظهور الأعراض التالية:

  • انخفاض ردود الفعل وتأخر الحركة.
  • رعاش في الأطراف والجذع أو الرأس.
  • عدم القدرة على الوقوف أو الحركة.
  • النوبات.

أسباب نقص الميالين في القطط

على الرغم من وجود العديد من الاضطرابات المختلفة التي يمكن أن تسبب نقص المايلين في القطط إلا أن معظمها خلقي، بينما قد تكون هناك حالات نادرة من تدهور المايلين المكتسب، وتشمل ما يلي:

1- اضطرابات الميالين الخلقية

تشمل اضطرابات الميالين الخلقية نقص النخاع وخلل الميالين، وقد تكون هذه الحالات وراثية مرتبطة بـ X؛ مما يعني أن الطفرة موروثة من كروموسوم X لأحد الوالدين، نظرًا لأن القطة الصغيرة تحتاج فقط إلى وراثة كروموسوم X متحور واحد لترث الاضطراب، بينما تحتاج القطة الصغيرة إلى وراثة كروموسومين X متحور لترث الاضطراب؛ لذلك فإن اضطرابات الميالين الخلقية أكثر شيوعًا في القطط الذكور منها في الإناث.

قد تكون اضطرابات الميالين الخلقية أيضًا وراثية؛ مما يعني أن الطفرة موروثة من كلا الوالدين اللذين قد يكونان حاملين لم يصابوا أبدًا بأي من اضطرابات المايلين ولكنهم ينقلون الجين إلى ذريتهم رغم ذلك.

2- اضطرابات الميالين المكتسبة

تعتبر عملية إزالة الميالين المكتسبة نادرة للغاية والأطباء البيطريون ليسوا متأكدين من السبب، ولكن تم اقتراح الفيروسات والأطعمة الملوثة كأسباب محتملة، وفي الدراسات العلمية التي أجريت على القطط تسبب الطعام المشعّ في إزالة الميالين بشكل مفاجئ وشديد والتي أصلحت نفسها لاحقًا عندما عادت القطط إلى نظامها الغذائي الطبيعي.

كيفية علاج نقص الميالين في القطط

في حالة الاشتباه في اضطراب الميالين سيبدأ الطبيب البيطري بإجراء فحص جسدي شامل واختبارات دم ويطلب وصف الأعراض التي لوحظت في القطة، ويعتمد التشخيص عادةً على أربعة عوامل على الأقل، تشمل ما يلي:

  • العامل الأول: هو عمر القطة في بداية ظهور الأعراض، وهذا مهم لأن الأشكال الخلقية لاضطرابات الميالين أكثر شيوعًا من تلك المكتسبة في مرحلة البلوغ، وإذا كانت القطة تبلغ من العمر أيامًا أو أسابيع أو شهورًا فقط عندما تبدأ الأعراض فهذا يكون عامل مهم جدًا في قدرة الطبيب البيطري على إجراء التشخيص.
  • العامل الثاني: هو الأعراض نفسها؛ فإذا ظهرت على القطة وخاصةً القطط الصغيرة جدًا الأعراض المذكورة سابقاً، فمن المحتمل أن يتم اعتبار نقص المايلين هو السبب.
  • العامل الثالث: يعتمد العامل على ما إذا كانت القطة ذكرًا أم لا؛ حيث يمكن أن تعاني الإناث من اضطرابات الميالين الخلقية إلا أنها أكثر شيوعًا عند الذكور.
  • العامل الرابع: هو القضاء على الأسباب المحتملة الأخرى، وقد يطلب الطبيب البيطري إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي واختبارات أخرى للتأكد من أن القطة لا تعاني من اضطراب أو إصابة عصبية أخرى، على الرغم من أن خزعات الأعصاب قد تكون مفيدة، وإذا كانت القطة صغيرة ولديها الأعراض المذكورة سابقاً عن المرض، ولا تعاني من حالة أخرى فإن اضطراب المايلين هو التشخيص المحتمل.
  • لسوء الحظ، لا يمكن إجراء التشخيص النهائي لاضطرابات الميالين إلا عن طريق إجراء التشريح بعد موت القطة، كما لا توجد حاليًا علاجات فعالة لاضطرابات الميالين، والطريقة الوحيدة لتجنب اضطرابات الميالين الخلقية هي تجنب تربية القطط الحاملة، وفي حين أن نقص المايلين المكتسب نادر للغاية وغير مفهوم جيدًا فإن التأكد من أن القطة حاصلة على جميع اللقاحات وتتناول نظامًا غذائيًا صحيًا أمرًا مهمًا للصحة العامة للقطة ولوقايتها من الأمراض بشكل عام.

بالمختصر، ستبدأ بعض القطط الصغيرة في إنتاج وإصلاح المايلين من تلقاء نفسها خلال العام الأول من العمر، بينما لا يعاني البعض الآخر من أعراض هذه الحالة طوال حياتهم، ولكن سينصح الطبيب البيطري بكيفية العناية بالقطة المصابة، ومن المرجح أيضاً أن يفحص القط بشكل منتظم، ولكن في الحالات الشديدة التي لا تحل بشكل طبيعي بمرور الوقت قد يكون القتل الرحيم هو الخيار الأكثر إنسانية.


شارك المقالة: