نمر الثلوج وصغاره

اقرأ في هذا المقال


نمر الثلوج (Snow Leopard) هو القط المراوغ في جبال الهيمالايا، فهذه القطة الجميلة والمهددة بالانقراض المدرجة على أنّها ضعيفة ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN)، تتكيف جيدًا مع الحياة في الجو البارد لجبال آسيا الوسطى بما في ذلك جبال الهيمالايا، ولها معطف سميك يجذب جماله الصيادين والمخالب الضخمة التي تخدم نفس الغرض مثل أحذية الثلوج وتسمح لها بالسير فوق الثلج بسهولة، وإلى جانب فروها اللامع تسمح لها آذانها الصغيرة بالتمسك بالحرارة وتسمح لها أرجلها الخلفية الطويلة والقوية بالقفز من جرف إلى جرف، ويرتبط نمر الثلوج بالنمر ارتباطًا وثيقًا أكثر من ارتباطه بالنمر، ونمر الثلوج هو الحيوان الوطني في باكستان.

مظهر نمر الثلوج

مظهر نمر الثلوج ملفت للنظر ففرائه الكثيف رمادي أو ظلال بيضاء أو كريمية ومزينة بالورود والبقع، والوريدات وهي بقع تحيط بالبقع الأخرى وموجودة على جوانب الحيوان وظهره وذيله، بينما توجد بقع مفردة على رقبته ورأسه، ولها عيون خضراء أو رمادية ورأس صغير بالنسبة للجسم، وحقائق أخرى عن النمر الثلجي هو تجاويف أنفه أكبر من تلك الموجودة في القطط الكبيرة الأخرى للسماح له باستيعاب المزيد من الهواء وجعل الهواء المستنشق دافئًا ورطبًا.

يمكن أن يكون الذيل بطول جسم الحيوان تقريبًا، وهي ليست طويلة بشكل غير عادي فحسب، بل سميكة أيضًا لأنّها تستخدم لتخزين الدهون، وعندما ينام الحيوان غالبًا ما يلف ذيله على وجهه للدفء، والجنسين من نفس الحجم تقريبًا أو الذكور أكبر قليلاً، وذيلهم طويل جدًا مقارنة بالقطط الكبيرة الأخرى، ويساعد في التوازن حيث يقفز القط فوق الصخور والمنحدرات.

تواصل وإدراك نمر الثلوج

هذه النمور لا تزأر ولكن لديها مجموعة رائعة من الأصوات بما في ذلك الخرخرة، وهم أيضا مواء وأنين وصرخة وتشاف وهو ما يسمى أيضا (prusten)، وتبتلع الإناث عندما تكون في حالة حرارة وقد يكون الاختناق وسيلة لتحية نمر ثلجي آخر، كما أنّهم يستخدمون أجسادهم للتواصل، ومثل قطط المنزل تشير الطريقة التي يحرك بها نمر الثلج ذيله إلى مزاجه، كما يقومون بفرك الرؤوس والأعناق، كما إنّهم يكشفون عن أسنانهم عندما يكونون دفاعيين لكنهم يفتحون أفواههم دون تحمل أسنانهم عندما يلفت شيء ما انتباههم ببساطة، وتترك هذه النمور رائحتها على الأشجار وعلى الأرض وعلى الأسطح الأخرى على طول المسارات التي يسلكونها، وهذا يخبر النمور الثلجية الأخرى بالابتعاد.

موطن نمر الثلوج

تم العثور على هذه النمور في التضاريس الوعرة والصخرية في جبال آسيا الوسطى بما في ذلك سيبيريا ونيبال والصين وبوتان، نظرًا لأنّ القطة لم تتطور لتعيش في المناطق التي يكون فيها الأكسجين نادرًا جدًا، فهي تعيش في ارتفاعات تتراوح بين 9843 و 14764 قدمًا فوق مستوى سطح البحر، وأثناء الشتاء تنخفض إلى ارتفاعات تصل إلى 2953 قدمًا حيث تتبع فريستها، ويتجنب نمور الثلج المراعي والحقول والغابات الكثيفة.

حمية نمر الثلوج

نمر الثلوج هو من أكلة اللحوم وصياد ويتنوع نظامه الغذائي طالما أنّه بروتين حيواني، والفريسة المفضلة هي الخروف الأزرق، كما أنّها تأخذ أيضًا المارخور والوعل والطهر وغزال المسك والخنزير البري والحمير والياك البرية وظباء التبت والغزلان التبتية، وإذا كان لا بد من ذلك فسوف يأكل الفئران والطيور والغرير وحتى الفئران وقد شوهد حتى يأكل النباتات، ونظرًا لاستنفاد فريسته الطبيعية في بعض المناطق فقد يأخذ نمر الثلوج الماشية، وينصب النمر كمينًا لفريسته بالقفز عليها من مخبأ مرتفع أو مطاردتها، وبعد تطبيق لدغة القتل سوف يسحب الحيوان إلى مكان منعزل ليأكله بسلام.

نمر الثلوج والتهديدات

هذه النمور هي حيوانات مفترسة في القمة وقليل من الحيوانات الأخرى تنقذ البشر يصطادونها، وقد تقاتل النمور الثلجية والنمور التي تعيش في نفس المنطقة حتى الموت على الموارد، ويمكن لنمور الثلج أن تفترس الأشبال، ويصطاد البشر هذه النمور من أجل فرائها الجميل وحتى لعظامها، كما تم الإفراط في اصطياد فرائسها الطبيعية وتفتت أو فقدت الكثير من موطنها.

كما قد سمح تغير المناخ للغابات بالنمو أعلى وأعلى في الجبال، وهذا يعني أنّ نمر الثلوج يجب أن يتنافس مع الحيوانات آكلة اللحوم الأخرى مثل الفهود والنمور، والذين عادة ما يتجنبون المنحدرات والتلال التي لا تحتوي على أشجار والتي يسكنها ابن عمهم، ويقوم المزارعون أيضًا بإطلاق النار على نمور الثلج التي تأكل مواشيها والمحرومين من فرائسها المعتادة، وعلى الرغم من أنّ هذه النمور انفرادية إلّا أنّ الزوجين المتزاوجين قد يتعاونان للصيد.

تكاثر نمر الثلوج والصغار

نمور الثلوج انفرادية وبعيدة المنال، ويعد ظهور نمر الثلوج في البرية حدثًا غير مألوف ولا يجتمعون إلّا للتزاوج، ويبقى أشبال نمر الثلوج مع أمهم لمدة تقل عن عامين قبل أن يضربوا بمفردهم، وتتكاثر هذه النمور في أواخر الشتاء وكما هو الحال مع قطط المنزل تتكاثر الأنثى التي تعيش في الحرارة لجذب الذكر، كما أنّها سوف تبتسم وتقترب من الذكر وذيلها مرفوع لإخباره بأنّها متاحة، وتستمر دورة الشبق الأنثوي حوالي أسبوع لذلك عادة ما يكون لدى الذكور فرصة للتزاوج مع أنثى واحدة فقط في كل مرة، وبمجرد قبول الذكر يتزاوج الزوجان 36 مرة في اليوم وتلد الإناث كل عامين.

بعد ذلك تحمل الأنثى حوالي 90 إلى 100 يوم لذلك يولد أطفالها في الربيع في عرين تصطف فيه بفروها الخاص، واسم طفل نمر الثلج هو شبل، وعادة ما يكون لدى الأنثى اثنان أو ثلاثة ولكن يمكن أن يكون لديها ما يصل إلى سبعة أشبال، ويزن الطفل من 11 إلى 20 أونصة عند الولادة، وعلى الرغم من أنّه يحتوي على فرو بالفعل إلّا أنّه أعمى ويعتمد تمامًا على والدته، وبعد سبعة أيام تفتح العيون وبعد بضعة أسابيع يمكن أن تمشي، ويُفطم الطفل عندما يبلغ من العمر حوالي شهرين ونصف ثم يغامر بالخروج من العرين مع والدته وإخوته في نفس الوقت تقريبًا وهنا نمر ثلجي رضيع.

تعيش هذه النمور حوالي 15 إلى 18 عامًا في البرية على الرغم من أنّ الفهود الأسيرة تعيش لفترة أطول، وكان أقدم شخص في الأسر هو (Shynghyz) والذي يبلغ من العمر 27 عامًا، ويعيش في حديقة حيوان تاما في اليابان، وتخضع هذه النمور للعديد من الطفيليات بما في ذلك التوكسوبلازما والكوكسيديا والجيارديا والأمراض التي تسببها.

من الأفضل وجود أكثر من 8000 من هذه النمور في البرية وهذا العدد آخذ في الانخفاض بسبب الصيد الجائر والصيد الجائر لفرائسها المعتادة وتغير المناخ الذي يحول موطنها الجبلي إلى غابات، ولحسن الحظ فإنّ الحيوان جذاب ويعتبر من الأنواع الرئيسية وهناك الكثير من الجهد المبذول لحمايته.

يوجد الآن عدد كبير من المناطق التي يتم فيها حماية النمر بما في ذلك: محمية كاتون الطبيعية في روسيا ومحمية تشيتشكان للحياة البرية في قيرغيزستان، وكذلك محمية س أنا ليانشان (Qilianshan) الطبيعية الوطنية ومحمية تشانغ تانغ الطبيعية ومنطقة محمية تومور الوطنية في الصين، وحديقة شيتراي الوطنية في باكستان ومحمية هيربورا للحياة البرية ومنتزه وادي الزهور الوطني في الهند ومنتزه هيميس الوطني في الهند ومنطقة محمية أبي نامبا ومنتزه ساغارماثا الوطني في نيبال ومنتزه جيغمي دورجي الوطني في بوتان.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: